الفصل الثالث

1K 25 0
                                    


لم يهدئ العمل ما في نفس هيلاري للمرة الأولى فقد بقيت أفكارها منشغلة بليو لماذا يسأل دائماً عن ريان؟ فهو لا يريد استفزازها تحديداً ولكنه يريد ان يعرف امورها الشخصية لماذا؟ فهذا الأمر يوخزها كثيراً تماماً مثل آلام الاسنان أو ربما كل الاستراليين بهذه الطباع يهتمون اهتماماً غير عادي بشؤن الآخرين او ربما هو يشعر بالملل فالحياة رتيبة ومملة في نورفوك الصغيرة إذا ربما هذا هو السبب لكنه ليس التفسير الذي يقنعها واعترفت بينها وبين نفسها بصدق بأنه يشعر بأشياء غريبة خلال لقاءاتهما معاً 
"Al7een"همسات روائية

قررت انه من غير الجدوى الاستمرار بالعمل بينما تفكيرها لا يستطيع الاستقرار على شيء وضعت أشياءها بعيداً سوف تأكل أو ربما تتنزه أو تدهن غرفة الجلوس , قررت فجاة

نهضت مسرعة مشت عبر الردهة الصغيرة إلى الغرفة الخلفية وبينما كانت تخطو نحو الباب لاحظت كم ان الغرفة معتمة وكئيبة فالجدران والسقف كانوا بلون بني داكن فمنذ سنوات طويلة وبسبب تشغيل الفحم لم يعد لون الطلاء الأصلي محدداً كما كان في الماضي دكان القرية الصغير يبيع الطلاء تذكرت وربما تستطيع الذهاب إلى ترويش لشراء برادي جديدة بنقشات ملونة تبهج النفس

أغمضت عينيها وحاولت التصور كيف يمكن ان تبدو الغرفة بعد هذه الإضافات ومن المؤكد لن تكون بأسوأ مما هي عليه الآن
"Al7een"همسات روائية

ما إن قررت حتى اصبحت متشوقة للمباشرة بهذا العمل وللمرة الأولى منذ زمن بعيد احست بالحيوية وبالحماس أعدت لنفسها غداء وضغطت على نفسها لتأكل , غسلت صحنها وفنجانها بسرعة وأخذت حقيبة يدها وسترتها ثم اسرعت الخطى نحو الباب الأمامي

عندما استدارت في المنعطف المؤدي إلى القرية أبطأت تدريجياً وتوقفت لبرهة عندما رأت ليو يترجل من الناقلة المحلية

ترددت فهي لا تريد مواجهته وحاولت أن تخفي نفسها منتظره ان يبتعد . راقبته وهو يتكلم مع سائق الناقلة قال له شيئاً ثم ضحك , فشعرت في الحال بفراغ موجع بداخلها لقد مضى وقت طويل منذ ان ضحكت , وشاركت بتبادل النكات أو تصرفت بمرح وانطلاق , من المفرح ان يكون المرء برفقة ليو انه صديق عظيم صديق جيد فكرت وهي تبتسم بحزن عندما استدار ناحيتها وكأنه كان على علم بوجودها منذ البداية وكان عليها ان تدرك انه لن يبتعد عنها بل تقدم ناحيتها بخطى سريعة

بدا وكأنه سائق سيارات للسباق او بحار يبحر حول العالم شيء فيه تحد ومنافسة ولكن بالتأكيد ليس شيئاً رتيباً ك عقارات

حيته بحيوية " مرحباً "

توقفت عن التقدم سألته " ماذا تفعل في الحافلة ؟"

"تعطلت اللاند روفر في طريق عودتي من نورويش"

شرح لها هذا بنفاد صبر وابتسمت له هيلاري بتردد

رواية ثقة الغريب - ايما ريتشموند - قلوب عبير   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن