الفصل السادس

1K 17 0
                                    


الاجهاد الجسدي والفكري جعلا من هيلاري تنام بعمق , كان الوقت قد جاوز العاشرة صباحاً عندما فتحت عيناها اخيراً متوترة وباردة , واخذت أحداث الأمس تتسارع امام عينيها , فكري بالأمر وقال لها , ولكن بخصوص ماذا ؟ أزاحت الأغطية بنفاد صبر . وأسرعت إلي الحمام لتغتسل بالماءالساخن .
لم تعرف حتى كيف ستتحمل نفقات فاتورة الكهرباء , ولا اية فاتورة اخرى .هذه الأفكار لم تجعلها تشعر باي تحسن أبداً 
فكرت اليوم بكلماته , واخذتها بعين الأعتبار ,مما زادها تألماً . حاولت أن تبرر سلوكها الذي بدا الآن وكأنه لا يحتمل اي تبرير . لو أحبها , او بدأ يحبها وهي أمر لا تزال تجده مستحيلاً , فان اتهاماته قد قتلت ذلك الشعور بدون شك لكن مع ذلك , لم تكن غلطتها كلياً . ألم يكن مذنبا هو ايضاً ؟ او هل أنها اصبحت وجله إلي درجه انها تشك به وباي شخص اًخر؟
لم تكن قادرة على الاستقرار ,واخذت تتجول في الكوخ تلتقط اشياء ,ثم لا تلبث أن تعيدها مكانها , بدون أي فكرة واضحة عما ينبغي أن تفعله . ولكنها لم ترد أن يعود إلي استراليا وهو يفكر بالسوء عنها , ارادت ان تجعل كل شئ على ما يرام . ولكن كيف ؟ 
توفقت امام المرآة في غرفة الجلوس انها المرآة التي دفعها التحدق فيها , وهالها ما رأت , لقد بدت مريعه . عيناها كانتا كئيبتين , ظلالات داكنة حولهما وجهها شاحب وشعرها لا حيويه فيه . ما هذه الفوضى ؟ بدت وكأنها في الخمسين من عمرها .
إذا ماذهبت لرؤيته الآن فمن الممكن أن مظهرها سوف يؤثر سلباً على مشاعره من المحتمل أنه شاكر الآن لأنه تمكن من الفرار بسرعة. وهي نفسها لم تكن متأكدة من مشاعرها تجاهه.لكنه يعجبها 
ناجت على والدتها على هذه الفوضى التي اقحمت نفسها فيها , وكل ذلك بسبب كبرياءها السخيف وعزمها على أن تلطم على خدها اولأً قبل أن يتمكن الآخرين من معرفة ما بها ! وهل والدتها حقاً تعتقد أنها اصبحت أنانية؟ ومايك؟ وشقيقها ؟
حدقت بنفسها طويلاً وشعرت فجأة برغبة عظيمة لاًن تسمع أصواتهم من جديد , وان تقوم بالعمل الصحيح ,هذا بدون أن تتوقف لأن تفكر بالأمر أكثر . صعدت إلى غرفتها بسرعة لتحضر حقيبة يدها كانت بمنتصف الطريق, خارج باب الطوخ عندما تذكرت الفرق الزمني بين انكلترا وأستراليا.
AHOOOOD همسات روائية
تتقدم الساعة في استراليا بحوالي العشر ساعات من توقيت انكلترا,وإذا اتصلت بهم الآن فان الوقت يكون في منتصف الليل.
خاب أملها, واستدارت لتعود ادراجها. ولكن فكرة البقاء مابين أربعة جدران لبضع ساعات جعلتها تشعر وكانها تنتحر فتنهدت بعمق واغلقت الباب. قررت أن تذهب في نزهة . ربما بعض الهواء المنعش سيجعلها تشعر بالتحسن فتنجلي افكارها.
سواء كانت بوعيها أولا, فقد وجدت نفسها بجانب الأرض حيث كان يوجد الكوخ الذي اشترته مع ريان ذات مرة.
منظر كئيب ومحزن يمكن أن يسبب بالذبحة القلبية, لكنها وجدت الآن أن المنظر لا يستطيع أن يوذيها أبداً.كان هناك يافطة كتب عليها كلمة مباع, وقفت تحدق للحظة وكأنها قد تجد الحل السري لكل مشاكلها.
قال فرانك جرين من ورائها اخبار رائعة, اليس كذلك؟ ابتسمت قائلة "نعم"
تابع:"من المحزن اننا لم نفكر بذلك بانفسنا, من دون شك فكر ليو في ظرف خمسة دقائق بتلك الخطة وأنا أدعو نفسي رجل اعمال! أوه, حسنا ً,من الأفضل أن اعودإلى الدكان والا سأجد طابوراً من الزبائن ينتظر في ثم ربت على كتفها وأضاف :"أنا حقا ممتن لك, ياأنسة وهكذا سوف يكون الكولونيل." حياها بيده وابتعد ناحية دكان مالذي لم يفكروا به بعد؟تساءلت متعجبة,أية خطة؟ لقد باعوا الأرض’ألم يفعلوا ذلك ؟ وحدقت بفراغ في الحجارة الصغيرة التي كانت كل مابقي من الكوخ.
حاولت أن تتذكر نفس الكلمات التي قالها ليو عندما سلمها الشيك او التي قالتها هي . لقد سألته باستهزاء إذا قام بخداع ريان ليجعلة يعيد المال, وقال نعم, هل كان هاذا ما قصده السيد جرين؟
مالت على بقايا حائط من طوب, وحاولت أن تستعيد كل ماحدث منذ أن جاء ليو. تصرفة, والأشياء التي قالها, تحاول بعد معرفة معلوماته الجديدة أن تجد خطأ في ما قاله, واستغربت بعد ذلك لماذا تهتم. هي تعرف من صميم قلبها بأنه قال الحقيقة. وغلطتها هي في قلة ثقتها بنفسها وبه عادت الى الكوخ مفكرة انه لا حاجة لها لأن تبقي في انكلترا الآن.. شكراً لليو فبامكانها الآن أن تتحمل نفقات العودة إلى استراليا.
AHOOOOD همسات روائية
وقفت تفكر في المطبخ الصغير’ لكنها استدارت فجاة وخرجت من جديد. سوف تتصل بالوكالة, لتبلغهم بما هي عازمة عليه, وما أن تصبح حرة سوف تسافر إلى اهلها. لم ترد البقاء هنا, ليس بدون ليو,اعترفت اخيراً. وعندما ترددت أمام الهاتف واجهت هيلاري مشاعرها,انها تحبه, ليس مثل حبها لريان, بل مختلف. وإذا ذهبت إلى استراليا,ألن تكون هناك اية فرصة ليتقابلا؟ فتحت باب غرفة الهاتف وتناولت السماعة لتطلب رقم مكتبها ثم تكلمت بسرعة وحماس مع مديرها.
عندما اعادت السماعة إلى مكانها شعرت بان عينيها تمتلأن بالدموع. لم تكن تستحق عطفهم وتمنياتهم الطيبة, بالكاد كانت صديقة مرحة مؤخرأ. ولم تكن حتى بحاجة لأن تبلغهم حتى, فبامكانها أن تذهب في اي وقت تفضلة وتجمع أغراضها الشخصية. أحست بشعور عميق بالندم لكونها خذلتهم بشان رحلة روما وأثينا, ولكن حتى ذلك تجاوزوه,وأخبروها بأن لاتقلق.
مشت ببط عائدة إلى الكوخ بعد أن أغلق باب غرفة الهاتف, كل ما بقي لها الآن هو ان تنتظر الوقت الملائم لل بوالدتها.
في العاشرة مساء من تلك الليلة, مشت في ذلك الدرب مجدداً الى غرفة الهاتف ومعها بعض النقود المعدنية ثم طلبت الرقم ببطء.
في الواقع لقد بكوا أكثر مماتكلموا, اعتذروا كثيراً, وكان علها بعد ذلك أن تحي مايك, ووالتها مرة أخرى, بفرح ودموع ووعد بأنها ستعود إليهم .
نعم, قريباً جداً سوف تتصل الأسبوع القادم, نعم لديها المال الكافي للسفر, وسوف تشرح كل شيء عندما يلتقون. لقد قالت لها انها لم تعد ترى ريان لكن احداً لم يذكر ليو, أحاطت ذراعيها حواليها, وقفت في غرفة الهاتف لوقت طويل بعد أن اعادت السماعة وتساءلت لما لم تتصل بوالدتها من قبل, لقد كان كل شيء سهل بشكل غير معقول.
مشت ببطء إلى المنزل, ويديها في جيبي سترتها, سوف تراهم قريباً ولكن عليها أولا في الصباح, وقبل أن تحجز لرحلتها, وتجمع أغراضها, عليها أن ترى ليو, وتحاول أن تجعلة يفهم وتطلب منه السماح .
AHOOOOD همسات روائية
بقيت مستيقظة لوقت طويل تلك الليلة, تستعيد الحوار الذي أجرته مع والدتها, وتحاول أن تفكر بما ستقولة لليو, حتى أنها حفظت حوارات كثيرة ومختلفة حتى ظنت في النهاية انها سوف تجن. ماذا تقول لرجل يعتقد بأنها لا شيء؟ كيف تستطيع نسيان ذلك عندما تتذكر تعليقاته الدامية التي جعلت عينيها مليئتين بالدموع ؟
عندما استيقظت في الصباح التالي, ارتدت معطفها المنزلي ونزلت إلى المطبخ لتحظر الشاي, لكنها وجدت ريان يجلس إلى الطاولة فتوقفت وقد شعرت بالصدمة. حياها بلطف :"مرحباً ياهيلاري."
الابتسامات التي منحها اياها كانت رائعة, ولكنها الآن أصبحت قادرة على فهم الهدف من ورائها, مزيفة كلياً وخالية من الدفء. الابتسامات تأتي من القلب, وحدقت فيه وهي تقيمه كانسان بينما تساءلت كيف يمكن أن تكون غبية إلى هذا الحد.
قالت بوضوح:"إذهب بعيداً ياريان." واستدارت مبتعدة عنه. ملأت الابريق بالماء ثم وضعته على الموقد. قال ملحاً باستغراب:"تبدين في حالة يرثى لها." رافضة أن تجر في نقاش معه, قالت بحدة:"فقط قل ما عندك وارحل." 
"حسناً جداً,أتيت لأقول انني آسف. أعرف انني تأخرت, ولكن لهذا اتيت ولاتأكد من حصولك على الشيك."
سألته غير مصدقة:"آسف ؟هل حقاً تردني ان اصدقك ؟وكأنك كنت لطيفأ معي مهتم ولم تسبب لي بأية لحظة هدوء وهل تتوقع مني حقاً أن أصدق أن أعادة الشيك كانت فكرتك هيا يا ياريان قد أكون ساذجة مع أني كنت كذلك ذات مرة" 
رد عليها بعدم أكتراث:"كلا؟أوه,حسناً, كماتريدين." وبعدها؟,تابع بخبث:"تطرين قليلاً في العالي,ألست كذلك؟ ألا تخشين السقوط على وجهك مباشرة؟"
سألته:"ماذا تعني؟" "فيرلاند ياعزيزتي هيلاري.فيرلاند."
سألته بأستغراب:"من؟" "أوه هيا,لاتتغابي علي! مات فيرلاند_الرجل الثري."
استعلمت قائلة:"ليو؟" "ليو؟من يكون ليو هذا؟"
تذكرت فجاة نقاشها المرير مع جوين ,فقالت :"مات هو ليو!عنيت أنني لم لأكن أعرف أن أسمة فيرلاند:"
"أوه"وكان لايزال يحدق فيها بتمعن,ثم انفجر فجاة بالضحك :"أنت لاتعرفين من هو؟"
"بالنسبة لتعليقاتك,لا.ولا أريد منك أى توضيح " قالت ذلك, لقد أدخلت نفسها بكل أنواع المتاعب بسبب استماعها لأراء الآخرين , ولا تريد أن ترتكب نفس الغلطة من جديد , ثم تابعت :"وإذا جئت لتحاول أفتعال المتاعب,يا ريان فلا تزعج نفسك ."
سألها بلطف نوعاًما :"استحق ذلك منك ."
حدقت فية هلاري باستغراب ,فأصر قائلاً:"ولكنني آسف ."
بدا آسفاً إلى درجة أنها كانت بخطر من تصديقة فعلاً إلى أن استدركت بعقلانية, وبازدراء شديد,استدارت مبتعدة لتعد الشاي وقالت :"اليوم الذي ستشعر فيه بالندم على أفعالك لن يمر في مفكرتك ."
AHOOOOD همسات روائية
"لقد كان يجمعنا شيء جيد ذات مرة..."
صححت كلامه بهدوء :"اعتقدت انه كان يجمعنا شيء "
ولكن عندها حطم شخص ثقتي بنفسي وقدرتي على منح الثقة للآخرين .عندما انظر اليك الآن,لا أستطيع أن أعرف كيف استطعت حقاً أن أفكر بأنني أحب شخصاً سطحي وأناني مثلك وإلى هذا الحد."
كان هذا صحيح,فقد قلقت ذات مرة من انها عندما تراه مجدداً كل مشاعرها القديمة يمكن أن تعود اليها,ولكنها لم تشعر بشيء.انحنت على ظهر الكرسي وسألتة:"لماذا كتبت وأخبرتني بأنك لم تحبني أبداً؟لقد كان مؤذياً جداً,حتى لك."
شرح ببساطة:"لأنني أردتك أن تكرهينني,اعتقدت أنه من الاسهل لك ذلك."
أخبرته بصراحة:"أوه,وفعلت ذلك,ولكن إذا كانت هذه نيتك,وهذا ما أشك فيه,ألاتعتقد انه لكان من الافضل لو تركتني مع بعض الاوهام؟"
"ربما أنا لم أقصد أذيتك,وأنت تعرفين ."
نظرت الية بقرف ,ثم استدارت مبتعدة لتأتي بفنجان وصحن من الخزانة قائلة :"أرحل ياريان,ليس لدينا أي شيء أكثر لنناقشة."
وافقها :"حسناً"
تفاجأت من موافقه بهذه السهولة,وحدقت فيه مشككة . استخلص وهو ينهض ليدنو منها :"فقط اخبريني أين فيرلاند"
"لماذا"
"لأنه ياعزيزتي هيلاري ,يدين لي ببعض المال."
"يدين لك ببعض ..وعادت كل الشكوك القديمة والمزعجة من جديد لكنها تجاهلتها بسرعة وسألته:"ولماذا يدين لك بالمال ؟"
قررت هذة المرة أن تستوضح الأمور,وتسأل,وان لا تفترض على مزاجها .
جاء تعبيره غامضاً,حدق فيها لثوانِ طويلة ثم قال:"هل أخذت الشيك أم لا؟"
"أخذته"
"إذا هذا هو المال الذي يدينه لي."
استنتجت:"آه دفعت لليو,وليو دفع لي..."
قال مشفقاً:"لا تكوني غبيه اشترى فيرلاندر الأرض مني بسعر بخس! وبعد ذلك باعها ."
فهمت كل شيء وقالت ضاحكة "ثم باعها بسعر خياليّ"
والآن كيف تمكن ليو من ذلك؟ استمتعت من بسخرية هذا الآمر,وسرت بالفعل لاكتشافها أن ريان لم يستفد بشيء
تابعت بنعومة : "دعنى أذكرك يا ريان لقد كان مالى قبل كل شىء ,وليس مالك؟والآن إرحل _وإذا كنت تفكر بأن تتعامل مع ليو بالعنف,فأنسى الأمر .سوف يقطعك إرباً."
"فقط أخبرينني أين هو."
"لاأعرف ,وحتى لو عرفت فلن أخبرك"ثم تجاهلته لتضيف الحليب إلى الشاي .
عندها قال :"حسناً,أتوقع ان ارى شخص في القرية سيفعل..."
عندما قطع كلامه فجاة, رمقته بفضول وأخذتها المفاجأة كلياً عندما حاول ان يجذبها الية,فدفعت بقسوة,وصاحت به:"لم يكن ذلك مسلياً جداًيا ريان."
سألها بخبث :"لا اقارن بليو؟اهذا ماتحاولين قوله وهو لغب بالزواج منك أكثر مني."ابتسم ساخراً وفتح الباب الخلفي وخرج منه .
اقفلته بعنف, وتعبير الاشمئزاز على وجهها, سكبت هيلاري الشاي في فنجان وجلبته إلى الطاولة وجلست تحتضنه بأناملها.
من قال اي شيء عن الزواج؟مثل هذة الفكرة لم تراودها أبداً, ولكن ليو ثري؟ كم من تلك العبارة الصغيرة صحيح, وكم بالغ ريان ؟لايبدو علية الثراء وباستطاعته الفوز بقلوب الاستراليات .ولكن ثري؟
نسيت الشاي,وحدقت بفراغ عبر النافذة. فكري بالامر.أشار اليها ليو عندما سالته عن الحب .
همست فيرلاندر,مات فيرلاندر."تذكرت الشيك,وصعدت إلى الطابق العلوي ونظرت إلى التوقيع على الشيك,م.ه.فيرلاندر . إلى ماذا يرمز حرف "ه"هاري؟هوراس؟هيبوقراطمس؟
بابتسامة صغيرة, ملست على الورقة وقد استنتجت انها من ريان,ولكنها لم تكن بالطبع ,ولو انها فكرت بعقلانية منذ البداية لعرفت انه من غير المعقول ان تكون منه ومن غير الممكن أن يتخلى عن ماله بارادته_لكن هذا مافعله بالتحديد ,ولكن كيف تمكن ليو من اقناعة لابد من أن ليو تكبد العديد من الصعاب من اجلها.لماذا؟ بالطبع لايمكن أن يكون ذلك بسبب فيلم منزلي.
وحذرت نفسها بأن لاتبدأ بالاستنتاجات حسب آرائها,ولكن هذة المرة لن تفقد السيطرة على نفسها, سوف يتكلمان بعقلانية .
AHOOOOD همسات روائية

رواية ثقة الغريب - ايما ريتشموند - قلوب عبير   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن