أغنية القلب

19 1 0
                                    


القلب، احياناً يكون سعيد، و احيانا حزين.
ولكن في حالات نادرة يكون القلب لا مشاعر له، لا يضحك و لا يبكي، فتم تسمية هذا القلب بإسم "بلا قلب."

في احدى المدارس الثانوية في يوم بارد حيث كانت السماء مليئة بالغيوم، في صف الثالث ثانوي، حيث يوجد 20 طالب داخل الفصل، و لكن احدهم قد تأخر كالعادة، كان كل اثنين يجلسان مع بعض، و الكرسي الباقي بجانب الفتى الذي يجلس قرب النافذة ينظر الى خارج الصف.
كان الجميع يتجنب هذا الفتى لانه لا يحب التحدث الى احد، اسم هذا الفتى إيفان. شاب في 17 من عمره، لا يكترث بما حوله، ذكي و أيضاً وسيمٌ.

يضع قبضته على خده ينظر الى الخارج.

"هل هي بخير...؟" تسائل إيفان. "لما لا أستطيع الذهاب..."

ظل يتمتم و شعر ان أستاذه واقفٌ جانبه.

"ماذا تريد...؟" سأل إيفان.

"هل تشتاق الى جوليا؟" سأل الأستاذ و هو يبتسم بغرابة. "يبدو انك تحبها."

لم يكترث إيفان و ظل ينظر الى الخارج، انزعج الأستاذ لان إيفان قد تجاهله، ولكن كان رد إيفان كافياً بإسكاته.

"هذا ما اتوقعه من الكبار... حمقى لا يفقهون شيء مِن من هم اصغر منهم."

شعر الاستاذ بالخجل من رد إيفان عليه، ظل يضحك بغرابة، و اخرج إيفان كتابه و طلب منه بدء الدرس. ففتحت فتاةٌ جميلة الباب، نظر جميع الفتية اليها ووجوههم أصبحت حمراء، الا إيفان الذي لم يكترث، بدء انف احد الطلاب بالنزيف عندما رأى شعرها البنفسجي، و احدهم كان منحرفاً ينظر اليها بغرامة.
اعتذرت الفتاة عن تأخرها و عندما كاد ان يتكلم الاستاذ قال الجميع له بأن لا يتكلم و يحترمها، ذهب احد الفتيان اليها و اخبرها انه سوف يخدمها طيل الوقت.
ضحكت الفتاة قليلاً و شكرته على ما يقدمه، فذهبت الى الكرسي المتبقي و هو جانب إيفان، ابتسمت و قالت له مرحباً، و لكنه تجاهلها و ظل ينظر الى خارج.

"هيه إيفان أيها الأحمق! رد عليها على الأقل!" صرخ الطلاب عليه.

"لا اكترث لكي اتحدث مع تفاحة لونها بنفسجي." قال إيفان.

ضحكت الفتاة بلطافة، لم يكترث لها.
و عندما بدء الدرس و هي مادة الفيزياء، كانت تنتبه جيداً و أيضاً تحاول بذل قصار جهدها بالفيزياء، كان هنالك سؤالٌ صعب عن قوانين الفيزياء و مسائل معقدة، لم يستطع احدٌ حلها. تنهد إيفان و سحب كتاب الفتاة، نظرت اليه بغرابة،
"ما الذي تفعله...؟" تسائلت الفتاة.

بدأ يكتب لها القوانين و يضع الرموز فوق الأرقام، حتى ان انتهى، أعاد كتابها الى الطاولة، نظرت الفتاة الى القوانين فتعجبت، نظرت اليه و ابتسمت، و بدأت بالحل.
عندما انتهت ظل الاستاذ يمشي الى كل طاوله، يقول للبعض ابذل مجهوداً اكبر، و البغض يشارف على حلها.

بدون قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن