بعد مرور عام و تخرج إيفان و جوليا من الثانوية، انتقلا الى الجامعة، و كان تخصصهما متشابه و هو الهندسة.
ما زالت تصرفات إيفان كعادتها، و منظره لا يزال كما هو، أما بالنسبة الى جوليا، فهي تبدو اكثر جمالًا من قبل. كان يمشي مع جوليا حتى ان يصلوا الى الجامعة.كان كلاهما قريبان من بعضهم البعض و تبدو جوليا سعيدةً معه، يمسكان يدا بعض، يمشيان الى الجامعة.
المسافة من مكانهم الى الجامعة تقارب بعشر دقائق."إيفان،" اقتربت منه جوليا اكثر. "هل انتقلت الى مكانٍ اخر أو شيئاً من هذا القبيل عندما كنت طفلاً؟"
"لا، فقط عشت عند جدي و جدتي منذ ان ولدت..." قال إيفان، نظراته باردة.
"اوه هذا جميل! آه... هل لديك أصدقاء؟" سألت جوليا.
"لدي بالماضي..." قال إيفان.
"ولكن جدتك أخبرتني انني الأولى." قالت جوليا و تنظر اليه عن كثب.
نظر اليها إيفان و قرص خديها، "ستعرفون كل شيءٍ قريباً يا تفاحة."
ظل كلاهما يمشيان حتى ان وجدوا أطفال يلعبون في حديقةٍ صغيرة، نظر إيفان اليهم و هم يلعبون على الأرجوحة و صندوق الرمال، هنا تذكر إيفان أشياء كثيرة، و منها حياته عندما كان طفلاً، نظر الى الأرجوحة الأخيرة التي تقع على اليمين.
قبل سنين عديدة عندما كان إيفان طفلاً رضيعاً، عمره شهر تقريباً، كانت جدته تجلس و والداه أمامها، كانوا يخبرانها انهم سوف يسافرون اليوم، و سوف يبقون إيفان معها، بالطبع، كجدة ستوافق ان تكون مع حفيدها.
هنا قبلت ام إيفان رأسه و ابتسمت، كانت حزينة نوعاً ما، و قبل أباه رأسه أيضاً و ابتسم، كان إيفان ينظر اليهم و يبدو ظريفاً للغاية، يضحك بكل سرور. ودع أبواه الجد و الجدة، و ذهبوا الى المطار، كانت والدة إيفان تبكي لانها ستشتاق الى طفلها.
"لا داعي للبكاء عزيزتي، فهو مع والدته الأخرى." قال والد إيفان.
هزت والدة إيفان رأسها و ركبوا الطائرة و حلقت الطائرة. بعد يومين سمعوا خبر وفاة والدا إيفان، السبب اصطدام الطائرة مع طائرة أخرى، احدى الطائرات سقطت على اليابسة و انفجرت، و الطائرة الآخرة غرقت و مات الجميع من فيها عند تسرب المياه في داخلها.
كان من ضمن الأموات عند الغرق هما والدا إيفان، كانوا في الجنازة، جدة إيفان تبكي بشدة على ابنتها، و الجد يحمل إيفان و يبكي أيضاً، ايفان ينظر الى جده و يضع يده على خد جده. العديد من الناس حاضرين، تتساقط دموع البعض و كأنها مطر، و كان هذا اليوم عبارة عن مأساة.
مرت السنين و اصبح إيفان بالثالث من عمره، كان يجلس أمام التلفاز و يشاهد الأفلام الكارتونية التي تعرض، كانت للأطفال و الكبار، حيث ان الأفلام هي افلام عائلية.
يأكل إيفان الفوشار و يشرب عصيره و يشاهد الفلم، جدته تجلس على كرسيها و تشاهد الفلم مع إيفان، و الجد نائم.
بعد ان انتهى الفلم شعر إيفان بالملل، اخبر جدته انه يريد اللعب قليلاً، فأخبرته الجدة انهم سوف يذهبون الى الحديقة و ستتركه هناك يلعب مع الاطفال.
ألبسته الجدة ملابسًا جديدة، و ذهبوا الى الحديقة القريب من منزله، لم يكن احدٌ هناك، فذهب إيفان الى الداخل وجلس على الأرجوحة. أتت جدته و جلست بالارجوحة المجاورة، نظرت اليه، "الا تريد اللعب عزيزي؟"
"ليس لدي اي أصدقاء، هذا كله خطأهم..." قال إيفان، الحزن يملأ وجهه.
وضعت الجدة يداها على خد إيفان، "حبيبي... انه ليس خطأ، بل القدر."
أتى أطفال داخل الحديقة و بدؤوا باللعب، كانت أمرأة تقف خارج الحديقة، ابتسمت عندما رأت جدة إيفان، وذهبت جدة إيفان الى الامرأة و تركوا الاطفال يلعبون وحدهم.
ظل إيفان جالساً وحده و الاطفال يلعبون مع بعضهم البعض، هم ثلاثة أطفال، فتاةٌ واحدة و ولدان.
رأى احد الاطفال إيفان جالساً لوحده، ذهب اليه، "مرحباً."
نظر إيفان اليه، "مم... مرحباً..."
"اسمي توبي، ما اسمك؟" سأل توبي.
"إيفان..."
ناد توبي أصدقاءه و أتوا، تعرف عليهم، و هم دانييل و سالي. تعرف إيفان عليهم، و ذهبوا الى صندوق الرمال و ظلوا يلعبون، شعرت جدة إيفان بالسعادة عند رؤية إيفان يلعب معهم، حتى ان أصبحت الساعة الخامسة، أخذت الامرأة الاطفال الى منازلهم و عاد إيفان مع جدته.
كان جده جالساً على كرسيه، ذهب إيفان اليه، "جدي جدي! هيا لنلعب الملاكمة."
"اوه إيفان،" مد الجد يداه، "هيا، الكم."
لكم إيفان يدا جده، و كان رشيقاً و كأنه رياضي، حتى ان تعب، ضحك الجد و أتت الجدة، حملت إيفان و ذهبوا الى الحمام كي تحممه. عندما انتهى، جلس إيفان بالقرب من التلفاز و فتحت جدته التلفاز و الان يعرضون البرامج و المسلسلات، كان يقلب إيفان البرامج حتى ان رأى مسلسل انمي.
ظل يشاهده، و هذا الأنمي هو غينتاما، كل دقيقة يضحك على المشاهد الكوميدية، تنظر اليه جدته و تبتسم، جده يراقبه.كان يوماً جميلاً، و مرت السنين حتى ان اصبح إيفان الثاني عشر من عمره، كان في المقبرة يزور جده الذي توفي بعد ذلك اليوم الذي كان إيفان يشاهد به التلفاز، إيفان ينظر الى قبره و تذكر ذلك الوقت الذي توفي به جده، بتلك الليلة كان إيفان يشاهد التلفاز و الجدة تغسل الأطباق.
سعل جد إيفان، نظر اليه إيفان و كان بخير، مر الوقت حتى ان لمح إيفان ان جده يسقط، ظل إيفان ينظر اليه حتى ان سقط جده على الارض.
"جدي...؟"
ظل إيفان يهزه، حتى ان أتت جدته و أمسكت به، و اتضح ان الجد قد توفي.
في هذا الوقت عاد إيفان الى منزله، و رأى جدته نائمة، ابتسم و جلس جوارها.
بعدما تذكر إيفان كل هذه الأشياء اكمل مشيه مع جوليا الى الجامعة، ولكن الذي لم تتوقعه جوليا انه ابتسم قليلاً، تسائلت إذا هو حقاً سعيد ام ماذا، فقرص خديها، "انا بخير."
"اوتش! إيفان! هذا مؤلم!" قالت جوليا.
ترك خديها و امسك بيدها، "هيا..."
و اكملا المشي الى الجامعة.
أنت تقرأ
بدون قلب
Short Storyايفان فتى كسول لا يحب الابتسام امام الجميع بسبب ظروفه الخاصه، و تتعلق هذه الظروف بعائلته، ولكن تتغير حياته عندما يقابل جوليا.