عقد قران إجباري

4.6K 230 5
                                    


الفصل الخامس عشر
"عقد قران إجباري "
-ألو.. أنا مريم حجازي يا أستاذ عباس.
أجابها عباس بنعاس :...
-الو.. خير يا مريم يا بنتي فيه حاجة.
-هو حضرتك نايم.. أنا اسفة.. بس الموضوع ضروري فأنا..
-لا مفيش حاجة أنا كنت شوية و هصحى عندي محكمة ... بس ما تقلقيش أنا ظبطت كل حاجة.. و الاعتذار هينزل و بخط اكبر!
صمتت مريم لبرهة :..
-اعتذار؟
-إيوة اعتذار الخبر اللي نزل.. أأأأ...
أدرك عباس عواد زلة اللسان التي وقع فيها، فانتفض من فراشه يهتف :...
-مريم! أنتي فين.. أنا..
-أنا في النيابة...
ثم أغلقت فورا، و بدأت تتصفح الجرائد على الانترنت...
إلي أن وجدت المقال المنشود..
وضعت مريم يدها على فمها بصدمة، ثم هتفت :...
-نهار اسوح.. يا لهوي.. يالهوي... يا رب.. يا رب..
تركت مرحلة الرثاء على نفسها، و تركت للغضب العنان..
قرأت اسم الصحفي، ثم أمسكت الهاتف تطلب رقم ما :..
-مجاهد، كلملي رءوف و شوفوا فين و تروحوا جريدة ***** و تعرفوا الصحفي اللي اسمه احمد علام  و تشحنوه على المكان اللي هبعتهولك في ماسدج..
-نشحنوه.. أنتي قصدك المعنى اللي أنا فاهمة.. دا مش أسلوبك..
-بقى اسلوبي يا مجاهد.. معاكم لحد ٥ العصر ... هتقدروا؟
-احنا رجلتك .. هنقدروا عليه و على اللي جابوه.. أنا لسه في العربية هعدي عليه على طول.
-ابقى اديني الأوكيه..
أغلقت الهاتف معه، ثم أسندت ظهرها على الحائط خلفها، تنتظر و تنتظر و قد بدأت تشعر بالاختناق.. بينما تقف مر عليها شخص ما..
-آنسة مريم !!
______________________
قبل أن ينطق سمعوا أصواتا ، فخافا و ارتبكا ، و ارتمت هي في أحضانه بذعر ، و همست :..
-معقول لقونا بسرعة كدة ..
ربت على شعرها بخفة ، و همس يطمئنها :..
-بسس .. أنا هحميكي .
اقترب الظل منها أكثر ، فزاد خوفهما، و استعد حازم للقتال مدافعا عنها !!
أبعدها حازم قليلا كي يرى على حذر من يتقدم منهما، فتشبثت جنى بأكتفه بخوف، هتف بها حازم بحزم هامس :...
-يا جنى.. سيبيني بس ثواني.
-لأ.. لأ.. ما تبصش كفاية..
ثم أخفت رأسها في كتفه بذعر..
تحفز حازم فانتفض و هي معه ، عندما رأوا شخصا يشرف عليهم بجسده..
هتفت جنى بذعر :..
-كفاية بقى..كفاية.. سيبونا بقى.. يا رب.
-جنى.. دا أنا..
تشبثت جنى بحازم أكثر ، و دست رأسها أكثر في كتفه بخوف..
تنفس حازم الصعداء لما نظر لهم..
فها هم أسامة و عصام و والده !
و أخيرا جاءت النجدة..
طالع أسامة منظر جنى أخته بألم ، و هتف بحنو :...
-جنى دا أنا أسامة.
رفعت رأسها، لتجده أمامه، ابتسمت بأمل و ركضت لتهرب في أحضان أخيها تبكي ما مرت به خلال تلك الساعات الموحشة..
ربت على رأسها بحنو، و هو يضمها إلي صدره بحماية!
قيم عصام الوضع بعينيه قبل أن يقترب من أخته يربت على رأسها و ظهرها..
اقترب حسين من والده بفخر أبوي ! ربت حسين على كتف والده يهتف :..
-شرفتني و رفعت رأسي.. أنا خلفت راجل.
هتف حازم بألم و هو يزيح كفه من على كتفه :..
-شيييل ايدك.. عضمي اتكسر يا حج..
ابتسم حسين ابتسامة جانبية، فسأل حازم بفضول :...
-أنتم مسكتوا الكلاب دول و لا هربوا.
أردف حسين بحزم :..
-ما تقلقش.. تعالي بس المستشفى نلحمك كدا على بعضك و هبقى اقولك..
تنهد حازم بارتياح، ثم ألقى نظرة على جنى – التي حملها أسامة بين ذراعيه يأخذها نحو السيارة – في نظرة قلق، لم تمر مرور الكرام على والده..
.......
اطلقوا جميعا نحو المشفى حيث كانوا في انتظارهم .
..............
خرجوا كلهم من المشفى بعد أن اهتموا بهم العناية اللازمة.
و في السيارة،،،
هتف حازم :...
-يعني السلسلة اللي أن لقيتها كان فيها جيبي اس.. السلسلة السلسلة؟ راحت فين؟!
أخرجها أسامة من جيبه و هتف :..
-أهيه..
أعطاها لأخته التي التقطتها منه و أمسكتها بيديها تتلمسها و هي صامتة..
تابع أسامة :..
-لقيناها في الكوخ واقعة ، و لقينا ال*** مروان مغمي عليه مضروب و معاه راجل تاني مغمى عليه مربوط..
هتف حازم مدهوشا :..
-أنا ضربت مروان و طلعت اجرى ورا جنا، ضربت الراجل اللي كان ماسكها على دماغه بحديدة و خدت  جنى و هربت.. لا جبته و لا ربطه.. هو المكان مسكون بجد زي ما سمعت و لا ايه؟!
هتف عصام :..
-مسكون ايه انت كمان!! الكوخ عايش فيه صياد على باب الله.. بس رحال بيسافر كتير.. و لما رجع لقاك بتضرب الراجل اللي بيخطف جنى و هربتوا.. جرجروا لجوا وربطه.. و كان ناوي يرميهم بعيد بعد ما يكتفهم.. و هو اللي قالنا لما وصلنا على المكان اللي جريتوا نحيته.. لحد مالقناكم! يمكن هو بيختفي كتير فمحدش خد باله من وجوده.. أو هو اللي بيطفش الناس عشان يحافظ على الكوخ بتاعه.. كل دا مايهمناش.. نحمد ربنا على كدة و هناخد جنا على البيت!
لم ترد جنا، بل طأطأت رأسها استسلاما، لكن حازم هدر :...
-ازاي و هي عندها امتحان لسه.. و فاصل ٩ مستوايات.. هي ما عملتش حاجة غلط هي ضحية..
زمجر عصام بغضب يهتف :..
-هو أنت فاكر إني شاكك في أختي.. أنت مجنون أنا أعرف تربية أختي كويس..
-خلاص طالما عارفها كويس.. يبقى تسيبها تخلص امتحانها و تأمنها بحرس..
هدر عصام بغضب :..
-ما اهو كان معاها واحد زفت بيحرسها.. و فيه واحد غبي بعده عنها..
هتف حسين مبررا :..
-دا حارس أي كلام يا عصام.. اللي ياخد ضربة على دماغه بالغباوة دي.. لأ و يخبي علينا يبقى متخلف..
كاد عصام ليتكلم لكن أسامة قاطعه :..
-هما عندهم حق.. جنى هتكمل امتحانها و أنا بنفسي هقعد هنا هحميها بنفسي..
هتفت جنى بخضوع :..
-لا يا أبيه أنا هرجع معاكم.. و هعتذر على الامتحان..
هتف حسين بتعقل حازم :..
-الكل هيسمع كلامي أنا عشان دا اللي هيتنفذ.. جنا و حازم هيقعدوا يخلصوا الامتحان و أنا هحاول أتصرف و أقصر مدته ليهم الاتنين.. و فرج بلغني من شوية انه وصل و معاه اتنين كمان من أكفأ رجلتي.. هيحرسوهم... و حازم وجنى يحاولوا يكونوا في مكان واحد مع بعض.. و أظن مافيش خوف طالما قبضنا على اللي اسمه مروان دا و هياخد جزاءه و أنا بنفسي هتاكد من ده..
هتف عصام بعنف :..
-دا لو طلع من تحت ايدي عايش..
هتف أسامة بحزم :..
-أنت مش هتعمل حاجة بس لو هو خرج من السجن على رجله مابقاش أنا الرائد أسامة..
-أنتم يا زعماء العصابة تسكتوا خالص.. أنا هتصرف معاه و أنتم مش هتدخلوا مش ناقصة غباء و اندفاع.. كفاية موقفك اللي زي الزفت يا سيادة الرائد بعد سرقة سلاحك..
شهق جميع من في السيارة ،  ثم هتف عصام بعصبية :..
-سلاحك الميري اتسرق.. و ما قولتليش ليه ؟؟
-كنا في ايه و لا في ايه؟
هتف فيه حسين بحزم :..
-هنروح نرتاح في الفندق كام ساعة كلنا و بعد كدة هنرجع أنا و أنت يا أسامة و أنت يا عصام على طول.. نحل المشاكل دي.. مفهوم..
زفر كلا من أسامة و عصام بحنق، لكن حسين تابع محدثا حازم :...
-و أنت تخلي بالك منها..
ثم نظر لهيأتها المشعثة و  اللصقات الطبية في كل أنحاء وجهه فابتسم هاتفا :..
-ابقى خالي بالك من روحك فاهم.. كلامي واضح! يلا سوق على الفندق الزفت يا عصام بيه..
ثم تثاءب بنعاس انتقل للجميع كالعدوى !!
__________________________
دققت مريم النظر في ذاك الرجل الذي يبدو على مشارف الأربعين، و  الذي يحدق بها و نبس باسمها، لم تتعرف عليه، فهتف هو :...
-أنا الرائد مهدى.. بس دلوقتي العقيد مهدى..
-أها افتكرت حضرتك، اللي كنت عندنا في الفيلا مع جدو عشان الحراسة.. و أنا دلوقتي المقدم مريم..
-مقدم! ما شاء الله.. أنا حاليا كلفوني إني أمسك قضية محاولة اغتيال جدك بنفسي..
أغمضت عينيها و همست :..
-أها.. أتمنى توصل للي عمل كدا بسرعة.
-إن شاء الله.. بس لو كان جد حضرتك  كان سمع كلامي وقتها و كلف حرس..
-لزمتهم ايه الحرس لما في الأخر هيخونوك ..
دقق النظر فيها متعجبا لكنها تابعت بلوم مبطن :..
-لوكنت بقى حضرتك قريت ملف القضية كويس كنت عرفت ان الفيلا فيها نظام أمني كان يقدر يحمي جدي.. و كان فيه سلاح كمان.. بس أنا اللي خان جدي كان حد قريب منه لدرجة انو مقدرش يعمل أي حاجة.. و اتصاب غدر و لما أنا حسيت بالخطر فعلته.. و الخونه أنا اللي قبضت عليهم و سلمتهم ليكم.. الدور عليكم بقى تعرفوا الرأس الكبيرة
كانت تهتف منفعلة، فهتف مهدى مبررا :..
-أنا لسه ماسك القضية النهاردة.. مين بس هما الخونة و أنا هتصرف..
-سالم الحارس بتاعنا.. أنا بلغت عنه هو و مراته و اتقبض عليهم..
-أنا هروح أخد بنفسي أقولهم و اطمني خالص.. و تقدري تروحي..
-هدلي بأقولي.. عشان أنا المتهمة الوحيدة العايشة في القضية.
-أحمحم.. أنتي اللي قتلتي الخمس رجاله!!!
ابتسمت مريم من ردة فعله و أردفت بسخرية :...
-يظهر حضرتك ما فتحتش الملف حتى..
أردف هو متهربا :...
-وأخبار سامي باشا  إيه دلوقتي..
أجابت مريم باختصار  :..
-لسه فى غيبوبة؟
-ربنا يطمنا عليه.. مع السلامة..
ثم غادر إلي عمله بسرعة...

و احترق غصن الزيتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن