إبتلعت ريقها بـ رعب و هي ترى خيال ذاك الأشقر على الجدار .. ، بدا ضخما مرهبا أخذ حجم الحائط العملاق كله .. ، إستطاعت أن تميز شكله قليلا من إنعكاس ظله من الخلف .. بدى كائنا مجهولا لم تستطع تحديد ماهيته .. ، رأس كبير و جسد أكبر متضخم بـ شكل يبعث الرهبة بـ النفوس .. ينتهي بـ ذيل طويل علقت نظراتها على الحائط تنظر له بـ صدمة و ذهول .. كان يتحرك !!
ذاك الذيل لذاك الظل التابع لـ الأشقر الباسم الواقف أمامها يتحرك يمينا و يسارا .. ،
شحب وجهها بـ شكل مريع و إعتصر قلبها من الخوف الجارف و هي توزع أنظارها بين " لوكيان " الذي ينظر لها بـ إستغراب و بين ظله الضخم على الحائط ..
تسارعت أنفاسها بـ هستيريا و قد بدأت بـ الفعل بـ ترديد شتى أنواع الأدعية التي تحفظها كأنها تبصم بـ نهايتها ..
رمقها " لوكيان " بـ إستغراب ، أمال رأسه و هو يرى عيناها المرتعبة تتأمله بـ نوع من الصدمة ! ، تقدم منها خطوتين و حرك يده أمام وجهها مبتسما بـ لطف لا يناسب إنعكاس خياله المتوحش على الحائط :
ما بالك أيتها الصغيرة ، مرحبا أين سافرت !؟
و لـ دهشته إبتعدت عنه بـ سرعة هائلة ملتصقة بـ الحائط و هي تشقهق بـ رعب و قد بدأت دموعها تتجمع بتلك العينات الفاتنتين .. ، تراجع خطوة لـ الوراء يتأملها بـ حيرة ! ، هو لم يفعل شيئا لما هي مرتعبة هكذا ؟
إستمع لـ همسها المرتجف يهدد بـ نوبة بكاء حادة ، و هي تردد بـ صوت مخنوف مرتعش :
أأ أرجووك .. لا .. لااا تؤذيـ .. ني .
تراجع " لوكيان " لـ الخلف مصدوما ، لتتضاعف صدمته و هو يرى دموعها تتحرر كـ السيول الجارفة ، عاد لـ الوراء خطوات كثيرة رافعا كلتا يديه ينفي بهما بـ مهادنة و هو يهتف بـ توتر مبتسما بـ قلق :
لا لا لا يا صغيرة إسمعي أنا لن أفعل لك شيئا .. ، آسمعيني فقط .. ، كلااا يا إلهي لا تبك أرجوك .
صاح بها بـ إرتباك عندما رآها تغطي وجهعا بـ كفيها الصغيرتين و تنخرط بـ بكاء مرير .. شد المسكين شعره بـ قلق و إرتباك لا يعلم كيفية التعامل مع بشرية من قبل .. ، خصوصا لو كانت تبكي !
صاح عاليا بـ يأس و هو يتأملها من بعيد :
" فيونا " تعالي حالا .
ظهرت فجأة من العدم ، فتاة صارخة الجمال ، عينان سوداوان لامعتان بـ وهج فضي خفيف .. ، شعر أزرق يلمع بخطوط رمادية فاتحة بـ نهايته ، بشرة بيضاء فاتنة بـ خطورة و جسد رشيق مبهر لـ العيان ، كانت كـ تحفة حية .
وقفت " فيونا " أمام " لوكيان " بـ إهتمام و هي تقول :
ما الأمر أيها الأمير ! ، هل من خطب أساعدك فيه ؟
أشار لها الآخر نحو " ديانا " بـ توتر هامسا بـ قلق :
كيف أسكت هذه ، جديا أنا لا أعلم كيف يتم التعامل مع البشر ، " فين " إفعلِ شيئا !
تذمرت الأخرى من إختصاره الدائم لـ إسمها بـ تلك النبرة التي تكرهها ، يصر على كونها طفلة .. ، رمقته بـ عيون محتقنة لـ تعود بـ بصرها لـ " ديانا " التي توقفت عن البكاء يغلبها طابعها الفضولي و هي تتأملها بـ إنبهار لـ جمالها الصارخ بـ قوة ..
بينما تأملتها " فيونا " بـ نفس الإنبهار و هي تجول عيناها اللامعتين بـ وهجها الفضي بـ إفتتان لـ طابعها الطفولي المحبب ، أول مرة ترى بها بشريا يقف أمامها .. ظلت الإثنتان تنظران لـ بعضهما دون وعي ، قطعه " لوكيان " حينما إقترب بـ هدوء هامسا بـ أذن " فيونا " ساخرا :
عجبا لـ هاذا ، هل علمت يا ترى لما لا تزالين طفلة بـ نظري !؟إشتعلت عيناها بـ وميضها الفضي أكثر لـ تكور قبضتها و رأسها لـ الأسفل بـ غضب مكبوت بقوة :
أنا لست طفلة ، سيدي الأمير !
لوى فمه مستهزئا و هو يرمقها من الأعلى بـ سخرية أكبر ، قبل أن يسترسل مرددا بـ نبرة رتيبة ببطئ شديد :
لن يغير كلامك شيئا .. يا .. طفلة !
توهجت عيناها بـ شكل خطير .. ، و رفعت نظرها له تتأمله بـ جرأة نادرة من أن ترفع عيونها بـ وجه أمير مملكتها ، قابلها هو بـ رفع حاجب مستفز ..بينما شغلت " ديانا " عقلها بسرعة مستغلة شجاراتهما تلك ، لـ تنسحب بـ بطئ و حذر شديد ، خرجت للممر الطويل بـ آخر الرواق تمشي مسرعة و قلبها ينبض بين أوردة قلبها بـ هلع ، مشت بـ دموع تحث نفسها على بذل أقصى درجات التحمل طمعا و أملا ضئيلا بـ الخروج من مملكة الوحوش تلك ، يقشعر قلبها رعبا بين ثنايا صدرها من وحشة المكان ، ركضت و ركضت حيث لا تدري أين طريق الخلاص من هاذا الكابوس ..
لتتوقف مكانها أخيرا بـ يأس و دموع أغرقت عيونها البريئة بعد ساعات من التجوال بـ تلك القلعة الشاسعة ، و عجبا ! ، لم تلتقِ بـ أي من تلك الكائنات فـ كيف ذلك ، إلتقطت أنفاسها اللاهثة تشعر بـ جفاف حلقها من التعب المستميت ..
و ما كادت تستأنف طريقها مجترة أملها البائس في الهروب ، حتى تخشب جسدها مكانه متسمرا و هوى قلبها عند أقدامها ، حاوطتها تلك الهالة المرعبة من كل صوب و كل جانب ، إرتفاع مهول في ضغط الهواء حولها جعل تنفسها يتباطئ و وجهها يشحب متجمدا كـ الأموات ..
لعنت جسدها المتخشب مكانه مرات و مرات ، ذاك الجسد الخائن الرافض لـ الحراك كأنها مقيدة بـ تعويذة ما ..
أوقفت محاولاتها المستميتة في الحراك عندما زاد تدفق هالة القوة من حولها أكثر يليه إرتفاع جنوني بـ ضغط الهواء حتى كادت تفقد أنفاسها ، لـ يدب الرعب أوتاره بقلبها و تشعر بـ إنسحاب الدماء كلها من وجهها دفعة واحدة ، تتجمع دموعها بـ مقلتيها بـ خوف هستيري ..
و هي تستمع لصوت خطوات قادمة بـ بطئ شديد من خلفها ، يليه صوته البارد المتحجر ، الخالي من أي أثر لـ المشاعر أو الحياة ، بـ نبرة إنتفضت لها أعصابها ذعرا و صرخ لها عقلها محذرا هول ما يأتي :
إذا ، بعد كل شيء .. فقد تجرأت و حاولت الهرب ، أيتها البشرية البائسة !***************
#أسيرة_الملك
#”بشرية_في_أرض_الوحوش“
#زينب_رابحموعدنا نفسه بـ إذن الرحمان أول أيام عيد الفطر المبارك 🤗🤗
أنت تقرأ
أسيرة الملك " بشرية بأرض الوحوش "
Romanceهما إثنان تعاقبا .. إلتقيا بـ نقطة من عالمه هو .. ! ، بـ زمن كان الفاصل لتغيير حياة كليهما .. ، هي كانت بـ النسبة له 'غامضة' .. تارة طفلة ترتعب من خيالها .. ، صغيرة تخشى حتى نفقات الظلام ..، تتجمد بـ وقفتها أمامه تهاب خياله حتى كيف لا و هو " ملك الم...