(3) : التحقيق

696 85 128
                                    


تنفس نامجون الصعداء وهو يراه بتلك الحالة ثم صرخ بانفعال " استيقظ، فلقد عاد ايها الاحمق!"

فتح تاي عينيه وهو بالكاد يسمع ما حوله فلقد اخمد المشروب جسده واعجزه عن الحركة.

رمى قدميه على الأرض بصعوبة ونهض ليقابل نامجون ثم مسح عينيه الناعستين وقال "ماهذا الصراخ، لماذا عدت في هذا الوقت؟".

كان نامجون منفعلٌ بشدة أراد ان يُرِي تاي جانب القصة المخفي، تنفس بعمق ثم قال بصوت حاد "ألقي نظرة على سندات هذه القضية".

رفع الأوراق موجها إياها نحو تاي، ابتسم تاي على نحو ساخر و أردف "منذ متى تقوم باستشارتي بخصوص قضاياك، خذها بعيدا عني".

لم يبقى تاي مكانه وتحرك بثقل جسده ليتخطى نامجون، تجاوز الغرفتين و اتجه نحو غرفة الطعام، اخفض نامجون رأسه ببعض من خيبة الأمل ولعن بين أنفاسه لكنه لم ييأس و تحرك إلى المطبخ ليكمل حديثه.

كان تاي قد اخرج علبة زجاجية للماء من ثلاجته، تلك الثلاجة الفارغة لشخص عاطل عن العمل، استطاعت النقود التي جمعها في آخر السنوات والترقية التي حصل من توفير له بعض علب الأكل الجاهز والمشروبات، وفي بعض الأحيان كانت تشفق عليه سيدات القرية اللواتي اعتدن مرافقة جدته و تقمن بإعطائه علب الطعام.

أخذ تاي يرتشف من قارورة المياه تلك حتى دخل نامجون وأخذها منه ولم يتررد في تبليل وجهه بذلك الماء البارد،

أطلق تاي تنهيدة قوية ومسح بيده عن وجهه الماء بهدوء ثم جلس على الطاولة وفتح الملف يتأمله وهو يقطب جبينه ليركز.

استسلم للأمر لأته دائما ما كان يكّن احتراما لنامجون و بما انه اصرّ عليه فبالتأكيد هناك خطب ما.


" هل رأيت هذا؟ الطعنة على خصر الفتاة إنها أسفل الصدر تماما!" قال نامجون وهو يشير إلى الصورة الموضوعة داخل الملف.

تنفس تاي بعمق ثم أعاد عقله بشيئ من الجهد إلى نقاشه مع نامجون "اذا هل تظن أنه نفس الشخص الذي قتل جدتي؟".

سحب نامجون الكرسي المقابل له وجلس عليه ليحاكي نظر تاي و قال " قرية آمنة تظهر فيها جريمة قتل مفاجئة ثم تعود جريمة قتل أخرى بعد ثلاث سنوات، وطريقة القتل لم تتغير، هل تظنها مجرد صدف؟".

كان تاي مضطرب إلى أبعد حد وهو يتذكر مشهد وفاة جدته بينما يستمع لكلام نامجون، ثم أردف نامجون وهو يضع يده فوق كتف تاي "إنها فرصتك يا تاي، استعد عقلك وخذ بانتقامك الآن".

Toward The Compass || معًا بإتجاه البوصلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن