الجزء السادس

432 23 1
                                    


_ احذر ياوسيم ... انها غُزلان ...
لم يستطع أن يرمش عينيه من جمال عينها  الاخاذ... تصلب فى وضعيته .. كالضائع الذي هجرته مدينته لسنوات ... وراى مسكنه الجديد بعينها .
رفعت يديها تطوق رقبته والبسمه تتوج وجهها مما يزيد من وهج فتنتها ... وفجأة سحبته معها داخل الماء ... فى غمضة عين ... لم يستمع لاى صوت  حوله فقط... يسمع دقات قلبه المتسارعه... وأنفاسه التى توقفت ... تحت الماء ...
وضع يده حوله رقبته لشعور بالاختناق  بعد أن استعاد وعيه  ليرى نفسه يغرق فى الماء وشئ يسحبه لاسفل   ......
زيل طويل بقشور فضيه ... وجهه لامع ...شعر ذهبي  ...............
_ حورية .... !!!
قالها ليخرج الاكسجين الذي حبسه داخل فمه بصدمة ......  ....
لم يستطع أن يبتعد عنها مهما حاول أن يفلت  معصمه من يديها ... ...
_ لن اترك ايها الشاب الجميل ... ستكون لى ...
_ اتركيه ايتها الغزلان السيئة ... قالها العم زقزوق  وهو يمسك بوسيم يسحبه الى أعلى ....
_ ابتعد ايها الاحمق ... انه لى ...
اطلق العم زقزوق ريحاً من فمه فى وجهه الحورية  لتصرخ من تقزز الرائحة حتى دمعت عينيها من حرقة الرائحة الكريهه ...
وهرب بوسيم الى سطح  المركب ....... أصوات لهفة ممزوجة بقلق المرعب ...
_ لما لم تسمعنى وانا اقل لك ابتعد عنها ... ..
كان وسيم يحاول ان يلتقط نفسه الذي انقطع لدقيقتين كاملتين تحت الماء حتى اصبحت رؤياه ضبابيه .. ولم يسمع كلام رحيق التى صاحت بقلق هادر ...
_ اهدئ ايتها الاميرة ... الحمد لله انه بخير ...  وأتى لنا سالما ً
_ لا لن أهدى .... ان كان حصل له شئ ... لا اعلم ما...
ارتعشت شفتاها ... توتر ... صمت.... دقات قلب متسارعه ...
ضاقت عين نبيل بفتور وهو يري رحيق تشعر بالخوف على وسيم ... ونظراتها اليه غير طبيعيه .. كيف لم يراها من قبل ...
تمنى لو كان هو من راى الحذاء فى البداية ..  بل كان مكان وسيم  ....
........ غيرة ...
ربت العم زقزوق على ظهر وسيم حتى يهداً من السعال ... الذي صاحبه ...
ولم يشعروا بالتى تراقبهم تحت الماء ....بتوجس ...
_ عليكم أن تنتبهوا ولا ينظر احدكم الى الماء ... حتى لاتعيد الكرة ...
قال وسيم  سائلا وينتظر الاجابه بلهفة على غير عادتة الهادئة  ..
_ هل تلك حورية ....؟
_ لم أنت سعيد هكذا ... وان كانت  مالذي ستفعله ...؟  قالتها رحيق بضيق حنق تحاول أن تتماسك ولا تفضح حقيقه مشاعرها ... التى زينتها غيره الحب ..
لم يعطي وسيم بالا الى رحيق وانتظر الاجابة من عم زقزوق ...
فرد العم زقزوق يحذرهم ..
_ انهم غُزلان.... تقولون انتم.... البشر عنهم حوريات ... يعيشون فى عمق البحر .. يتغذون على الدماء  ...
فأشار العم زقزوق الى يد وسيم التى تركت اثرا من يد الحورية ... 
واردف
_ انهم يمتصوت الدماء من يديهم ... أنهم وحوش بحرية ... رغم جمالهم الساحر .. الا ان قلوبهم دميمة ... 
والتى سحبتك داخل الماء ابنه ملك البحر ....  لابد وانها ذهبت تقص على والدها ...ماحدث
شعر وسيم بالخوف على نفسه هو ونبيل لم يعتقد أن الامر يستدعى تلك الخطورة ...
لم تتوقف رحيق عن النظر الى وسيم... بقلق ... خوف ... حب ... غيرة.... وكلما تتقابل عيونهم تشيح بوجهها خجلا ً حتى قد انتبه من نظراتها الغريبه .... تمنى مايراه  منها لو كان كذباً ...
ذهب العم زقزوق يطمئن على قصره ... ويخبرهم انه سيعود فى الصباح ...
حل الليل .. وبقي جنون الليل ... ينثر نسماته الحنونة على وجوه ابطالنا .. وبقي القمر يتدلى بوهجه داخل عيون وسيم السوداء ... لتزيد من لمعانها ببرائة
_ انا سعيده للغاية أنك أنت من ترانى حتى لو بقيت مختفية أمام العالم ...
خفقان ......يزداد مع انتظار اجابة .... وعيون متلهفه لتُلقى بريقها داخل عين الحبيب ..
_ لكن انا ونبيل نراكى ... تفائلى اعتقد أن اخرون سيروكي ايضا...
_ هل تتهرب منى ...
.......اسمع انا احبك....
  همست بها ...
_ لقد تمنيت لو يكون لى اختك ... الان تحققت امنيتي ...
وقفت من فورها تصيح .... والفراشات تثرثر كعادتها ...
_ لست اختك لاحد ...
ثرثرة .... ثرثرة ... الفراشات تضرب بجناحيها بضيق ...
_ ارجوك اريد ان انام الليلة ..... قالها وسيم برجاء ...
جلست رحيق  فى مجلسها تلوى شفتيها ... تحاول ان ترسم الضيق والغرور فى ان واحد لكنها فشلت ليكون وجهها مضحكا للغاية ...
فولاها ظهره وهو يبتسم على طريقتها الطفولية ...  ولم يعلم ان نبيل لايزال مستقيظاً يعتصر قلبه على اعترافها ...
..... نام الجميع ......
استغلت الفرصه بأن تصعد على المركب بعد أن تاكد من سماع انتظام انفاسهم ... وغرقهم فى النوم
رفعت نفسها برشاقه على المركب بزيلها الطويل اللامع ... تحركت بيدها تسحب نفسها حتى تقترب منه .. ملازها ........... لذيذ المزاق ....
نجحت فى الوصول ... بسطت يدها تمررها  علي يده تمتص دمائه شديده السكر ...
ابيض البشرة ... أنف مرتفع ... شعرات سوداء تطاير مع النسمات ...
شفتاه.....
بقت طوال الليل تتأمل طيب وجهه .. ورائحته الممزوجه بكسليا البحر ....
ولم تنتبه الى جفاف جسدها من الماء وأن الصباح ينتظر استقبال الشمس ...
انتبهت لشروق الشمس يتسلل زيلها الطول ... ليتحول الى سيقان بشرية ... صاحت بصدمه ... حاولت ان تتحرك لكن جفاف جسدها والسفينه يبقيها وكانها تصلبت مكانها ..
خوف ...رهبه ...
استيقظت الفرشات على صياح الحورية فهرولوا اليها يضربونها بجناحاتهم .. حتى تأذي زراعها وقدمها ...
لم تستطع أن ترى من يأذيها ... فصرخت حتى استيقظ الجميع ....
.....
دهشه على وجوه الجميع .... فتاه تغطي نفسها بغطاء الذي كان على وسيم ....
اشار وسيم اليها بصدمه ...
_ انت ... انت غُزلان .. كيف وصلت الى هنا .... زيلك؟ .... قدم...!

_ لا تأذيني ارجوك ...   قالتها الحورية ببكاء ...
_ اضربها ياوسيم  حتى لا تمتص دمائنا ...
_ وكيف ستأذيكي وهى لا تراكي ... انظرى الى فراشاتك لقد جرحوا زراعها ... 
نظرت الفراشات بضيق الى وسيم.... ونظرات الكسرة التى  ظهرت فى عيون رحيق  وهى ترى اهتمامه بالحورية.......
دهشت الحوريه وهى تنظر الى وسيم وهو يتحدث مع الفراغ .... فبكت اكثر ....
قال نبيل مشفقاً عليها
_ لا تبكي سنرجعك الى البحر ...
ظهر الضيق يرتسم على وجهه رحيق اكثر.... وهى ترى وسيم يحمل الحوريه ويلقيها الى البحر ... ونظراتها الحورية له التى تقطر حبا واعجابا به ...
_ شكرا لكم لن أوذيكم مرة آخرى ... قالتها الحوريه بعد ان أُلقت فى الماء. وغاصت الى اسفل وعاد زيلها .. وأعادت اليهم  الغطاء ...
_ لاعليك .......
عاد العم زقزوق اليهم ولمح رؤية الحورية فصاح بها بغضب فهربت بسرعه... حتى لا تشم رائحته الكريهه ..
_ لا تقلق انها لم تفعل بنا اى شئ ... قالها وسيم ونبيل وهم يمنعوا العم زقزوق من ملاحقتها ..
وبعد مرور عده ساعات ...  لمحت رحيق ... شجرة خضراء ...
فقالت بلهفه ...
_ جزيزة انها جزيرة ...
_ مهلا هل سمعتم ذلك .... قالها العم زقزوق وهو يفرد اذنيه الطويله... حتى يصل الى مفهوم الكلام...
انتبهت رحيق الى عمها  .. هل اصبح يسمع كلامها ....
نظر وسيم ونبيل الى رحيق بأمل ...
_ انها رحيق من قالت ... هل تسمعها
هتفت رحيق بعمها بكلمات اشتياق ... لكن العم زقزوق يسمع فقط همسات وليس تركيب الكلمات ...
_ اسمع شئ لكنى لا اعقل كلماته ...
_ لا تحزنى مازال هناك أمل ...  قالها نبيل مشفقا على رحيق ... وفراشاتها ...
قال وسيم....
_ انظر ياعم زقزوق انها جزيرة ...
_ نعم رأيتها أنها جزيرة ساحرة الصخور ... كانت تعمل لدى الملك ...  قبل أن يطردها من قصره......
وبعد أن اوقفوا المركب على حافه الجزيرة لمحوا ان الجزيرة لا تملك شاطئ .. وكانها قشرة ارضيه على سطح البحر العميق ......
وقف الجميع على حافه الجزيرة ومع اول خطوة للامام ...
انشقت الارض وابتلعت .......

#سمسمه_منصور

نلتقي فى ليله العيد ان شاء الله ♥
رمضان كريم 🌷

......

الجنية القرمزية *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن