الجزء العاشر
لم يتوقف الطائر عن نقر رأسها بقوة ، والصيادين يتابعونا الطائر بزهول .. فهذا الطائر هادئ منذ مئه عام .. يخبرهم عن أماكن المرجان واللؤلؤ فى عمق البحار . ومن ثم ينام .. ولايستيقظ ابدا الا بحبه فول .. حتى لو بقي شهرا ..
_ هل جن هذا الطائر العجوز .. لما يفعل ذلك ...
_ ياللهي ان صوته مزعج للغاية ...
لم ينصت أحد الى بكاء الجنية القرمزية وصياحها بالنجدة ...
هربت من الموكب بفضل روحها الخفيفة .. أما الطائر تابعها حتى أصطدم بالحائط... وأنتفض سريعا يقف أمام الحائط الشفاف يتابع الجنية ...
ويخرج صوتا بكلمات مبهمة .. ألقت الرعب فى قلوب الصيادين ...
_ ر ي ف ا ن ... م ل ع و ن ة
وألقت الصدمة فى عيناها لتنظر جاحظه ..، فهرولت بأقصي سرعتها الى هذا الطائر ... وصاحت باعلى صوتها ..وهى تنظر الى عين الطائر الذي تحولت الى لون القرمزى ...
فشهقت بالخوف وتمتمت
_ الساحرة...
لكن الموكب قد ابتعد كثيرا ..، فارتاحت وهى تمتم ...
_ ماذا حدث لها ...
فالتفتت تخطو ..لترى صورة اكثر شئ تخاف منه منعكسه فى الماء امامها ...
فاتسعت عيناها بالرعب يسرى فى عروقها ..، وهمسات تأتى ... وتبتعد ...
_ ريفان ..أين حذائى ....يملعونة ...
_ لا ...لا ... لاااااااا
****
_ كيف تجرؤين على مص دمائى ، هل تعتقدين أننى سأكون زوجا لك ... يا خبيثة ...
ساقطع يدك حتى لا يظهر الختم ..
قالها تيادو وهو يقترب من ليلا ويخرج سكينا ، ووسيم مازال يمنعه ...
_ ابتعد ياوسيم انت لا تعرف بماذا فعلت ..
_ أهدئ ..تيادو سنصل الى حل .. فلتهدأ .
_ لا يمكننى أنها ...
كانت ليلا تتابعهم بعيون دامعه ،وشفتاها ترتعش ...
سمع تيادو صوتا غريبا قاطعا لكلامه ...، فوقف صامتا .... واردف
_ هذا مستحيل ... لقد عادت قدرتى أسمع الغزلان من بعيد...وعيناى ... تلتقط ...
خرج تيادو مسرعا ووسيم خلفه ... الى الحد الفاصل بين الفقاعة والماء ..
فراى خلف الفقاعة تقف غزلان بزيلها الطويل ..
تهمس ...بكلمات ... فاتسعت اذناه ... وهو يلتقطها ...
وعندما رأى وسيم هذه الغزلان تصلب كرمح ...
_ أنظر ..أنها غزلان .. من أصل ملكى ...
_ نعم ... أعرفها ... قالها وسيم وهو يتابع سحر الغزلان بشعرها لطويل العائم مع قطرات البحر ... وزيلها اللامع الفضي ....
فالتفت اليه تيادو ... وقال ..مندهشا ..
_ كيف عادت قدرتى هل مات ملك البحر ...
.. أم تلاشت اللعنه ....
أنتظر تيادو أن تخبره الغزلان عن أى شئ لكنها فقط تنظر الى وسيم ... وتهمس بأسمه ..
فمد تيادو يده خارج الفقاعه ... فخرجت منها ..
فضحك ... بسعاده ... ونزلت الدموع من عيناه ...
_ أنظروا الى أنا حر ....
فلمحه شخص أخر ...، فاقترب منه مسرعا ..
_ كيف حدث ذلك ... قالها هذا الشاب الاخر بتعجب فاقترب يخرج يده هو الاخر .، لكن لم يستطع أن يلمس الفقاعه حتى ...
فلتمعت عين تيادو بخباثة ، وقال
_ لا بد أنها ليلا ... وما أن جاء ليذهب اليها ، رأها تخرج من الفقاعه هاربه وخلفها العديد من التيادو ...يهرولون وراءها .... لكنها هربت منهم ولم يمسكون بها أو يروها وهى تعود الى طبيعتها ... كغزلان ... فقط تيادو ووسيم تحت عيانهم الصادمة ... المتساءلة .
فخرج وراءها تيادو وتغير شكله بطريقه مرعبة، جذابة ..
وقد تحطم بنطاله بسبب زيله الطويل ...
و يهرول وراء ليلا ويصيح لوسيم .. بأن ينتظره ...
وقف وسيم حائرا مشتتا ، يتذكر كلام الجنية .. بأن الفراشات وصيفاتها ... مجرد جنيات ... لكن ماراه كان مختلفا .. أم أن فقط تلك الفراشة غزلان ....
الكثير من الأسئلة تجرى ورائه بالحيرة ، ولا تملك اجابة دالة ...
فلمح رجلا من التيادو يقف بجانبه .. فسأله
_ هل تعرف تلك الغزلان ياسيدى ...!!
_ نعم أنها ليلا ...
_ أيمكنك أن تخبرنى من هى ... ولما قائدكم يريد أن يأذيها ...
تنهد التيادو الغريب وقال ..
_ انها ليلا كانت الخادمة الخاصة بزوجه القائد ..، وقد حصل فى مملكتنا شئ غريب ... مرض أطاح بكل الغزلان .. ماعدا التيادو ...
فقط الوحيدة الناجية من فصيلة الايناث كانت ليلا ..
طلب منها تيادو أن تتزوج من هذا الشخص هناك ... لكنها فقط هربت الى مملكه تولاث .. لتكون من زوجات ملك البحر ...
وبقينا بمفردنا ... حتى تقلص أعدادنا .. وبقى منا القليل ، فذهبنا الى الحاكم وسافرنا لمده عام كاملا .. لكى يعطي لنا من ابنائه حتى نتزوجهم ...
فاتفق معنا على أن يعطينا ابنة واحده فقط اسمها ريفان ... لكن ريفان لم يحبها القائد لانها على صله بالجنيات .... وبها خبثهم ،لكنه وافق بها فى نهاية الامر حتى تستمر السلاله ... ووافقت على الزواج منه بشرط أن يعطيها حبات اللؤلؤ الذهبية التى يضعها فى عقده وبرغم أهمية حبات اللؤلؤ على قائدنا وانها تعود الى اجدادنا المحاربين ،وافق على شرطها ... لكنها يوم الزفاف هربت ... ولم يقف الامر على هذا الحد كانت تأتى الى قائدنا سرا ، وتسرق منه حبات اللؤلؤ... وقد أكتشفنا فيما بعد أنها قامت ببيعه الى زوجة كبير الجان رفروف ... حتى تكون بشرية ، وتتوقف عن مص الدماء ...
لكن بسبب وجود حبات اللؤلؤ مع الجنيات وتفاعلها معهم قد اطاح ببعض الساحرات لعدم قوتهم الكافية .
وبسبب لمعت حبات اللؤلؤ الشديدة التى تصل الى سطح البحر ، اكتشفها هذا الصياد الغريب .. لا أتذكر أسمه ... لكنه قد دمر قصر الجنيات .. عندما عرف مكانها
ولم يجدها ...
وعندما علم ملك البحر ... عن ضعف الجنيات قام بسجنهم كالعبيد ... وتعاون مع الصيادين ...سمعت أن ملك الجنيات قد تم سجنه عند ملك البحر ، وعائلته أختفت ... فجأه وخاصة الملعونة التى حبستنا هنا.
_ وما هو سبب حبسكم هنا ...
_ كل ذلك بسبب ريفان ، كان التعاقد بينهم ، بأن تصبح بشريه ، فى المقابل ان يأخذن التيادو كعبيد عندهم .... . وعندما قامت تلك الساحرة الجنية ... بحبسنا هنا فجأة... أختفت هى الاخرى ولم تعد الى الان ...
_ واين هى ريفان . هل أصبحت بشريه ...
_ لا اعلم .. لكن اللعنه عليها .. وعلى حبات اللؤلؤ ... وعالم الجنيات ...
صحيح كانت تدعي رحيق .... رحيق ابنه الملك رفروف وزوجته الساحرة زولا .
_رحيق ...!!!!
فى تلك اللحظه قامت الغزلان التى كانت تتابع تحركات وسيم بسحبه خارج الفقاعة ....
****
_ لا تتركنى بمفردى ...!! أرجوك ..
_ مهمتى انتهت هنا ، انا بحاجه جدا لاجد اصدقائى .
_ ارجوووك ...،أن رأتنى تلك الفتيات ... سيقومون بقتلى ... ولن تستطيع أن تخرج من هنا فى هذا الماء ... لكن يمكننى أن أساعدك ...
نظر نبيل حوله وايقن انه فعلا لن يستطيع الغوص فى عمق هذا البحر ... ومن الخطر ان يجازف ...بالخروج من الفقاعة
فأردفت الجنية
...فى هذا القصر يوجد ملك البحر (دندون )... وعلى صدره حبة من اللؤلؤ .. أن جلبتها الى .. سأجد لك اصدقائك ...أعدك بذلك ..
نظر اليها نبيل بغرابة ،فتلك الفتاة تتلون عيناها بالخبث ...لم تعجبه ابدا ...
_وكيف اصل الى دندون هذا ....
_ لا تقلق ...
قالتها وهى تخرج من يديها شئ شديد اللمعة ...
....يتبع...
#سارة_منصور
.....يتبع ....
أنت تقرأ
الجنية القرمزية *مكتملة*
Fantasyشاب فقير يعاني من الوحدة بسبب موت والده، فى يوم تنقلب الدنيا فوق رأسه وتظهر له جنية.. وليست كأي جنية..