الجزء التاسع

291 23 0
                                    

الجزء التاسع
دهش نبيل من طريقة تحدثها الغريبة ،برغم صغر حجمها ، ولأنها تملك نفس الاسم الذى تملكه الجنية القرمزية فقد ارتاح لها ..برغم صوتها الرفيع جدا( المزعج ) ، فقال لها
_ كم عمرك يارحيق ..
_ خمسون عام .
_ أتعلمين ..لن أتركك حتى أساعدك على الخروج من هنا ، فأنت تملكين نفس اسم شخص احبه كثيرا .
ارتاحت الجنية له قليلا ، فطريقة لهجته الهادئة منبع لسلام . فقالت
_ هل هى جنية ..؟
_ نعم جنية قرمزية ..
لوت الجنية البيضاء شفتها ، وتمتمت..
_ لون قرمزى ..، هذا غريب ..
عادت أصوات الفتيات مرة اخرى ، وقد فتحوا الباب جزء صغيرا ،وعادت الاضواء تنير المكان  ...
فقالت أحداهم ...
_ أيتها الغبية ، على ماذا أتفقنا ..، هيا أفقعى عيناه ..أنه صياد ...
تغيرت قسمات الجنية وأقتربت من نبيل الذي كان يتابعها بزهول ... فتمتمت له
_ هل أنت متأكد أنك ستساعدنى ..
همس لها ..
_ نعم ...
فى تلك اللحظه قامت الجنية البيضاء بفك أسر نبيل بسرعة ، فانتفض نبيل واقفا ..، تحت نظرات الفتيات الصارخه بالخوف ...
وهرولوا مرة أخرى فانطفئ النور وبقت إضاءة عينا نبيل .. تنير المكان ...
بحث نبيل على مكان ليخرج منه ، حتى وقعت عيناه على الشرفة ... فاتجه لها مسرعا فأوقفته الجنية ..
_ على أتفاقنا صحيح ...
_ لا تقلقى ايتها الجنية ...
فقام بحملها بغتة ، فدهشت وهى مقتربة منه كثيرا ..، مما زاد وهج عيناه بالزرقه ...
وقام بالنزول من الشرفه ...
صياحات مرتفعه .....، فى كل مكان فتيات بملابس كاشفة ، يبتعدون من أمامه ويهرولون وهم يقولون كلمه ..صياد ..
وبعد أن أبتعد كثيرا فى مكان خالي ... يلتقط أنفاسه ... نظرالى السماء ... لتجحظ عيناه ..
برؤية البحر فى الاعلى ... ، كان يعتقد أنه فى جزيرة غريبة ، لم يعتقد أبدا أنه تحت الماء وفى فقاعة ... !!! 
قالت الجنية وهو تنظر اليه وتتابع أندهاشه ..
_ أرى أنك لا تشبه الصيادين ..
ابتلع ريقه وقال ..
_ لست صيادا ...لكن لما أنت صغيرة هكذا ...
وماالذي حدث معك ...
_انا أميرة ، وكانت مملكتى هى هذا القصر ، لكن ملك البحر .. أستولى على كل شئ وحطمنا ... حتى أن أبي فى حوذته ... لم أراه منذ زمن بعيد جدا ...وأنا صغيرة هكذا لأنى جنية وهذا حجمنا ...
تذكر نبيل حجم الجنية القرمزية ، تمتلك طولا مثل حجمه ... وأجنحتان كبيران جدا ..، الاختلاف بينها وبين الجنية البيضاء كبير ...فاذنها طويلة ... وقصيرة عنها ... وجناحها صغيران جدا .
تمتم
_ شئ غريب ...!!  لما حدث كل ذلك يارحيق ..
ابتلعت الجنية البيضاء ريقها بصعوبة وباد عليها التوتر أكثر .
_ لان .... ملك البحر يريد أن يستولى ... على البحر بأكمله ...
_ لابد أنه رجلا سيئ ...
مالت الجنية رأسها بايجاب ... وتبتسم .. له .  فقال نبيل
_ اذا سأتركك هنا ... الى اللقاء . يجب علي ان ابحث عن اصدقائى .
_ماذا ..؟؟
                         ***
_ ليلا ... أيتها الخبيثة ...، اين هى ريفان ..
هتف بها تيادو بغضب ..
اما وسيم نظر اليها بدهشة ، وبحث عن الفراشة فى جيبه ، فلم يراها .. فأشار الى الفتاة الخضراء ..
وقال لها
_ أنت الجنية الفراشة صحيح ...
شعرت الفتاة الخضراء بالخوف ، لاتعرف كيف تتصرف ...
فاقترب منها تيادو وأمسكها من زراعيها وصاح بها ...
_ بعد تلك السنوات كلها ظهرتى أمامى ، كنت أدعوا الله أن أنتقم منك قبل أن أموت هنا ...أخبريني .. أين هى ريفان ...
_ لا اعرف ... أرجوك أتركنى أنت تؤلمنى...
وقف وسيم من فوره يزيح تيادو عن هذه الفتاة ... وقال ..
_ لا يجب ان تفعل ذلك ...
لم يستطع وسيم أن يبعده عن ليلا ..، فهتف
_ من أين تعرفها ...
_ اتعرف لو لم تهرب منى ريفان تلك الليلة لما حدث كل ذلك ... قالها تيادو لوسيم ...و يبدوا عليه الحزن ...
فجأة صاح  بقوة ...متأوها بعد أن قامت الفتاة بمص دمائه ...
فدفعها بقوة حتى وقعت على الارض
_ كيف تجرؤين .....  قالها تيادو وهو يقترب من ليلا ، ووسيم يمنعه ...
_ لا يجب عليك أن تؤذيها ..
_ لقد قامت بمص دمائى ، اتعرف ماذا يعنى ذلك
...لقد فعلت أمرا مشينا  ...،  .. سأقتلك يا ليلا ... قبل أن ...
                          ****
فى عمق البحر الغارق بالظلام ، ارتسمت صورة القمر على سطحه ... بتسلل شعاع ضوء خافض يصل الى وجهها ..
قامت متأوهه من الالم .. لتنظر يمينا ويسارا ...
لترى أنها فى الماء ... وقفت على قدمها ، ليتصاعد شعرها الطويل متحركا مع تيرات الماء  .
واخذ البحر يخطف دموعها لتتمازج مع مائه .. تسير بمجاراته ...
وحيده مع الظلام ،  تبكي بألم ، وتتذكر وسيم ، وكم كانت تحب وجودها معه .... وشعورهابالامان ... ... 
تصاعدت امنيتها الى سطح البحر بفقعات تحمل هواء رئتيها ... وبها تنتطق بان  يكون وسيم  بخير .
فجأة سمعت صوتا غريبا ، بدأت تتذكره .... نعم .. أنه صوت السمك الطائر ...
أيمكن أن يكون موكب والد....
انبعث الأمل داخل قلبها ، وتابعت هذا الموكب الكبير الذي يقوضه السمك الطائر ...
تهتف باسم لم تنطقه منذ زمن ، ومع كل حرف يخرج من ثغرها تنبض عروقها بالاشتياق ...
_ أبي ...!!!
وبعد أن اقتربت من الموكب كثيرا ، ودخلت منه بعيون باسمه ... رأت...
...بشرا  بعيون مضيئة بالزرقة... مثل .. عيون نبيل ... تذكرت كلمة صياد ...
فجرى الرعب داخلها ، يجعل قلبها يخفق بقوة ... لكن
تنفست الصعداء بعد أن علمت أنهم لايشعرون بوجودها ... فبقت تنظر اليهم طويلا ... ...
_  علينا أن نسرق جن من قصر هذا الملك البغيض ،  كيف له أن يعيطينا ... خمس فقط ...
لا يكفى ...
هتف الاخر ..
_ لا تقلق أعرف من سيساعدنا ....
........
لم تنتبه الى كلامهم حين رأت معهم طائر جميل الشكل نائما بشكل هادئ يريح العينان بالوانه المتعددة ..
فاقتربت منه،وربطت على جناحيه ، تفاجئت أنها استطاعت أن تلمسه .. وتشعر بريشه الناعم ...
أستيقظ الطائر فجأة ، ونظر اليها طويلا لعده دقائق ، ليصيح ... ويهجم عليها ... وينقر راسها بقوة ....
       ....تتبع ....
#سارة_منصور
انتظروا الحلقه القادمة بكرة باذن الله

الجنية القرمزية *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن