الجزء السابع

375 19 0
                                    


_ أتمنى ان اكون مثلك ياابي عندما اكبر ...
_ بل ستكبر لتكون أفضل منى ياولدى الصغير ... قالها الاب بحنان وهو يمسك الغطاء ويدثره بابنه الصغير ... ويقبله على جبهته ..
_ هيا اكمل الحكايه لقد وعدتنى ...
_ حسنا حسنا .... سأبد الان ...
امسك الاب كرسيا وقربه من الفراش وجلس عليه بوضعيه مريحه ...
واردف ... 
كان جدك صيادا كبيرا ...
_ اعلم اعلم .... بعدما رأى الحوت 
_ حسنا أن لا تصبر ابدا ..
تنهيده ...
أندهش جدك عندما رأى الحوت ولم يعرف كيف يتصرف ... ولم يكن بحوزته سوى خمس حبات فول ...
_ وماذا بعد ...
_لا تتكلم حتى اكمل كلامى ايها الشقي ... قالها الاب وهو يرسم الغضب على وجهه بمرح... واردف
_انقض عليه الحوت بأقصي سرعه وكلما كان يقترب كان ضوءه يزيد كالمعه الماء تحت ضوء القمر  ...  ..... وفجأه قام ببلعه بسرعه البرق  شعر جدك بدهشه فداخل الحوت ملمس الماء .. بل كان الحوت من الماء ...   وراى بعيناه عمق المحيط  والى اين يسير الحوت فسحبته فقاعه كبيرة بداخله وبقى داخلها فترة ...  ومن ثم حدث هيجان ببطن الحوت  ولفظه ... ليري...
                          ****
_ وسيم ... وسيم قالتها رحيق بصوت باكى وهى تحاول ان تلمس وسيم حتى يفيق من اغمائه  .. لكن يديها خانتها ... فهى تمر بداخله كالهواء
....تآوهات بألم ....
_ هل استيقظت يانبيل .... .....أنظر الى وسيم انه لا يستجيب ابدا وتقطر الدموع من عيناه ...  اجعله يستيقظ يانبيل ارجوك ...
شعر نبيل بالقلق على صديقه برغم غيرته الشديد من خوف رحيق عليه ... الا انه لا يريد ان يخسر صديقه ... فحاول ان يربط عليه حتى يفق..
_ لما يبكي ... لما ...؟
لم تتوقف رحيق عن البكاء منذ تلك الواقعه وخوفها الشديد على وسيم حتى غرقت عيناها بشلال من  الدموع  حتى تكونت بحيرة صغيرة  بين الصخور ....
_ ابي .. قالها وسيم بحزن بالغ والدموع تنسكب على وجنتيه بحرقه ...
اقتربت الفراشات من وسيم تمسح الدموع التى سقطت منه .... وثرثراتها تزيد أكثر وهى ترى عيناه تسرج بماء دموعه .... فابتعدت بسرعه تقترب من الاميرة وتطير وحولها ... وتحدثها بانه استيقظ ...
_ ماالذي حدث ؟ قالها وسيم بصوت متعب ...
وكان الحياه قد رجعت اليها بعد أن سرقت منها اعوام ....  قالت رحيق بالهفة .. وهى تقترب منه بسرعه اكثر ...
_ هل أنت بخير ...؟
زهول وحيره تغرق كيانه .... كيف شعر بملمس يديها..... كيف تمسك يده ...
بارده ... ناعمه .... ... خفقان ثلاثتهم تزداد .... قلق أمل ... غيرة ...
_ انا المس يدك  ياوسيم ..
قال نبيل ملفتا وجوده بينهم فنظراتهم الاتنين تجعل وجوههم تقترب أكثر من بعضهم
_ ماذا حدث ... كيف وصلنا الى هنا ...؟ أخر ماأتذكره هو وصولنا الى جزيرة ما ... كيف انتهي بنا الحالى فى تلك الحفرة الصخريه الغريبه .... وأين العم زقزوق ...
قالت رحيق ..
_ هاه !   نعم نعم ... حصل شئ غريب ! بعد أن لمستم الارض .. انشقت الارض وابتلعتكم  وانا ... وانا..... تبعتكم ... !
تأمل الجميع مايوجد حولهم ، صخور بلون الفضة ..، تملئ المكان ...
وقف وسيم على قدميه ..، ونظر بتمعن أكثر ... ، فلمح ثلاث صخور صغيرة بحجم البندق تلمع بشدة .. وكلا منهم بينهم مسافة ... يمين ، شمال ، وسط .
قام بالتقاط الثلاثة ونظر اليهم وهما بيده ...
تبدو صخرية لكن لها ملمس لين جدا ....
وضعهم بجيبه ... ثم التفت الى الجنية ونبيل الذين كانوا يتابعونه بحيرة ...
فجأة أنفتح ثلاث أبواب ...مكان تلك الاحجار الثلاث ...
تحت عيونهم الداهشه ... فقال وسيم .. وهو ينظر الي رحيق ...التى كانت أجنحتها ترفرف بطريقه غير عادية ....
_ أليس لديك فكرة عن تلك الابواب ...!!
كانت رحيق تنظر بخوف الى الابواب ... فبسطت يدها تمسك بكم ملابسه ... والفراشات تدخل فى جيب جلبابه 
_ أشعر بالخوف الشديد ، تلك الاصوات ...أنهم تيادو  ....
تقدم نبيل ووقف أمامهم ...، وقال
_ لابد أنا المخرج فى أحد تلك الابواب ...
مال وسيم رأسه موافقا عليه وهو مازال ينظر الى تلك الابواب ... المغلقة بالماء الثابت ...
اقترب وسيم والجنية تنظر اليه وتبكى ... وتهتف ..
_ أنهم تيادو ...
_اهدئى نحن معك ... لما أنت خائفة قالها نبيل وهو يمد يده لكى يمس يدها ،لكن يده تمر داخلها كالهواء ....
تغيرت قسمات وجهه وسيم بالضيق ولا يعلم لما هذا الشعور الغريب الذي بداخله  ...
فى تلك اللحظة تألم نبيل ... وتسأل .. لما يمكن لوسيم فقط ان يشعر بها .. وهو لا ...
أزاح وسيم يد الجنية برقة عنه ، وتقدم الى الباب الذي يوجد فى اليمين ...
وتحت نظراتهم المترقبة ... مد يده داخل الباب، وكأنه يضعه فى بركة ماء ....
_ لاشئ يقلق ... أرأيتى ... ولن أبقى هنا الى الابد .....يجب علينا ان نجد المخرج
قصد نبيل الباب الاخر الذي بجانبه ولمسه الاخر ..، حتى تطمئن الجنية ..
لكن الجنية لم تهدأ ، ولم تتوقف عن البكاء ....
فى تلك اللحظه صدر صوتا كالبوق ، يدوى فى أذنهم بقوة .... وضع يديهما الاثنان على أذنيهما....
فخرج الماء من كل باب يسحبهم بداخل الابواب الثلاثة  ...
                         ***
شعر وسيم أن الماء يكسو أضلاعه كلها ... فكتم أنفاسه ...، والشئ الوحيد الذي يسمعه بأذنه هتاف رحيق بأسمه ...
فانفتحت عيناه ، وخرج كل الهواء الذي يوجد برئتيه ...
هنا توقف كل شئ ليبقي معلقا فى مكان لايوجد به اى ضوضاء ...ماء لايوجد به حياة  ... والعجيب أنه يوجد هواء ، فملا رئتيه ...
ومع  ثانى أستنشاق .... عاد الماء اليه يكسو أضلاعه وأنفاسه ... ويحركه بأقصي سرعه الى أسفل وأعلا ...
عيناه ترى  السرعه تحركه ..لكن الماء ثابتا على جسده....
فجأه ظهر صوتا ، يدوى فى أنحاء المكان .... يبدو كصوت الحوت ، اعتلا الرعب قلبه .. وتسارعت نبضاته ... لكن هدأت وهو يرى عمق البحر ... والاسماك ... الغريبة .....
وقف الماء عن التحرك ، ليري نفسه امام فقاعة كبيرة مليئة بالضوء ، شعر بأن الماء يحركه يمينا ويسارا ،حتى لفظه داخل تلك الفقاعة ...
فسقط بداخلها ... واستنشق الهواء والزهول يطير على رأسه بطيور داهشة  ...
وهو ينظر خارج الفقاعه الى ذلك الهيكل الكبير ..... فاتسعت حدقه عيناه ... وتدلى فك ثغره لاسفل وهو يرى هذا الحوت الكبير الذي يصعب رؤيته بسبب هيكله المائى ....
شريط حياته يعود اليه عند قصص أبيه الليليه وهو طفلا ...،ويسأله  هل مامر بيه حلما ...، أم حقيقه ...
عاد صوت الحوت مجددا يدوى فى أذنيه بقوة ،  وهو مازال رافعا رأسه ينظر اليه ...
فجأه أختفى الحوت ...
... مرت ثلاث دقائق ينظر الى مكان الحوت الفارغ حتى تألمت رأسه ...
فقام بتحريكها حتى لا تؤلمه ، وقال بحيرة ...
_ لا أعلم إن كنت أحلم أم لا ، الذي أعرف الان أننى يجب أن أستيقظ أو أخرج من هنا ...
فالتفت ينظر خلفه ليري  على بعد خطوات مدينه غريبة الشكل  ...، ومع أول خطوة سمع صوت طفلا يقول   ..
_ إلى أين أنت ذاهب ..، هيا أعطيني حقى ... لقد تعبت وأنا أحملك الى هنا ...
فنظر حوله  فى كل مكان حتي يري من أين يأتى الصوت ....
فمد بصره الى خارج الفقاعه ليجد ... سمكه صغيرة .... تبدو كالحوت بهيكله المائي....
فنظر اليها بدهشه .... وهى تدخل الى الفقاعه ...، وتنفجر الى قطرات ماء ... ويظهر صبي فى نهايه العقد الاول لديه شعر أصفر بعيون برتقاليه مخيفة ... ويبسط زراعه اليه ...
فقال وسيم  بدون وعي ...
_ كيف فعلت ذلك ....؟؟؟
_ هيا أيها الاحمق أعطيتي حقى ... لقد سبقت الجميع حتى أتى اليك وأوصلك الى هنا ...
كان وسيم يتابع هذا الطفل بصدمة ... وشعور الفضول ... يطبق على عقله بالأسئله ...
وما يثير الدهشة ...أن أذن ذلك الطفل الطويلة تتحرك بزهول .. فأردف الطفل الغريب ..
_ من أين تأتى تلك الهمسات ....؟
اقترب الطفل منه ، ومد يده فى جلبابه المبتل ، ليري فراشات .... فالتمعت عينه بشده ...
فصرخت الفراشات بخوف  ... وطارت الى عنق وسيم تستنجد به ....
تذكر وسيم أن الفراشات دخلت فى جيبه  عندما كان ينظر الى الابواب ... فجاء بخاطره إن الجنية الان وحيده ...
فأنخلع قلبه عليها ... فقال...وهو يهتف بقلق ...
_ كان معى فتاة ورجل ... أين هما ....؟؟؟
أبتسم الطفل بخباثة شديده وأزداد حجمه حتى وصل الى أرتفاع وسيم ... ونظر اليه بخبث حاد ... وقال .
_ يمكننى أن أساعدك لتجدهم  ، لكن ماذا ستعطيني فى المقابل  !!
نظر اليه وسيم بتمعن ،برغم الغرابة التى تحدث فى كل شئ حوله ، الا ان عقله يصور له اشياء مخيفه قد تحدث لصديقه والجنية ..
نعم  يعلم أنه طامع فى الفراشات فعيناه لا تفارقهم ....
فتنهد .... وقال ..
_ لا يمكننى أن ...
هنا ظهر صوت رجل قوى .. يهتف .. مقاطعا لحديث وسيم ...
فالتفت وسيم ينظر الي صاحب الصوت القوى  ...، فى تلك اللحظه قام الشاب صاحب العيون البرتقاليه .. بخطف الفراشات وخرج من الفقاعه بسرعه وهتف ساخرا ...
_ اليد تزداد طولا فى وقت الاحتياج  ... أسف ....قالها وهو يتحول الى حوت مائى ضخما ... ويهرب ..
حاول وسيم بسرعه أن يخرج من الفقاعه ويتبعه ...،
لكن تم الامساك به من قبل ....

.....يتبع .....
#سارة_منصور
متنسوش تضغطوا على التصويت للحلقة 😍😘

الجنية القرمزية *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن