الفصل الاول : فى الصباح تقف فتاة فى شرفة غرفتها فى قصر كبير شاردة فى ماضى كان سعيد تتذكر وفاة والداها عندما انهار عليهم منزلهم وهى صغيرة فى المدرسة لم يعد لها احد فى هذه الدنيا . تنهدت بحزن وتذكرت عندما نقلت لملجا للايتام وهناك راتها السيدة (ناريمان)كانت دائما ماتتردد على زيارة الملجا لتقديم تبرعاتها وعندما راتها ذكرتها بابنتها (نادين) للشبه الغريب بينهم لقد كانت تشبه ابنتها كثيرا لكنها اصغر منها بعشر سنوات. تذهب لتستعد وترتدى ملابسها وتتذكر وجودها فى هذا القصر ومعاملة (ناريمان)لها كانها سكرتيرة او مساعدة شخصية لها . لقد علمتها السيدة (ناريمان) اصول الاتيكيت وكيف تتعامل مع الطبقة المخمالية وتتكلم لغات وجعلتها سيدة مجتمع صغيرة . افاقت من ذكرياتها على طرقات على باب غرفتها لتسمح للطارق بالدخول لتدخل خادمة بشوشة الوجه (وفاء)بابتسامتها الحانية :ها الجميل صحى ولالسة كسلان (ليلة )بابتسامة :ماما وفاء اتفضلى انا خلاص ياستى صحيت واستعديت كمان ولبست وكنت خلاص هنزلك كمان اصبح عليكى واشوفك لو محتاجة منى مساعدة فى حاجة ياقمر وفاء: ياحبيبتى ليه تتعبى نفسك انتى هنا مش علشان تسعدينا, تتنهد وفاء وتكمل وبعدين يلا قدامى ناريمان هانم طلباكى ضرورى وشكلها حاجة مهمة اوى يلا انزلى بسرعة. ليلة بقلق :ربنا يستر طيب انا هنزلها بسرعة اهو احسن تتعصب يلا. تنزل (ليلة) بتوجس وتذهب الى غرفة المكتب وتطرق الباب وتنتظر الاذن بالدخول لتاذن لها (ناريمان)بتوتر شديد :مصيبة كارثة ياليلة كل شئ هيروح احنا هننتهى واسمى واسم العيلة هيبقى فى الارض . لتتنهد بياس وتنظر لليلة برجاء ناريمان :انتى لازم تساعدينى انا محتاجالك محدش هيحل الكارثة دى غيرك . ليلة بقلق شديد : ممكن حضرتك تفهمينى بس ايه الى حصل قلقتينى جدا وانا ازاى اقدر اساعدك بس. ناريمان :رامى ابنى عمل كارثة ياليلة انا مش عارفة ليه ولادى كدة انا غلط فى ايه فى تربيتهم بس .لتتنهد وتكمل ناريمان بحزن :مش عارفة ليه مصرين يشوهو سمعة العيلة ويضيعوا تعبى فى الحفاظ على اسمنا وثروتنا لتصمت قليلا لتكمل بياس :بس المرة دى خلاص انا مبقاش عندى لا الصحة ولا القدرة انى اصلح وراهم بلاويهم دى . ليلة :ممكن تفهمينى بهدوء رامى عمل ايه هو مش نفذ لحضرتك طلبك ونزل يتابع الشغل فى الشركة وحضرتك كنتى مبسوطة منه جدا ؟ ناريمان :فعلا بس الاستاذ حط عينه على واحدة مخطوبة لا ومخطوبة لمين (لاكمل فريد) لا ومش كدة وبس ده هرب معاها ال ايه بيحبها وهيتجوزها ليلة بخضة وتكتم شهقة :مش اكمل فريد ده..أأأأ.... ناريمان :ايوة هو الى ماسك كل فلوسنا وثروتنا ومعاه توكيل عام بالتصرف بالاملاك كلها وهو ماسك لينا املاكنا وبيديرها خدمة لينا علشان زوجى الله يرحمه كان صديق والده جدا . الفاشل عمل معاه عداوة ملقاش غير خطيبة( اكمل فريد ) ويحط عينه عليها ويهرب معاها ده مش بيسيب حقه واكيد هينتقم مننا وياخد كل حاجة . ليلة بقلق :طيب ايه الحل كل مشكلة ولها حل وحضرتك ممكن تتوصلى مع رامى يتراجع عن الفكرة دى ويرجعوا ويتفاهموا معاه انهم بيحبوا بعض وعاوزين يتجوزو بدون مشاكل ناريمان بزفرة قوية : اصلا محدش عارف يوصل لرامى خالص الموضوع كبير واكمل فريد مش بيسيب حد ياخد حاجة كانت بتاعته ده راجل شرس وصعب جدا واكيد هينتقم مننا ده ميسيبش حقه ابدا. ليلة : معقول هو صعب للدرجة دى ... طيب ايه الحل ممكن حضرتك تعتذرى ليه وتفهميه ان حضرتك متعرفيش مكان رامى ولا كنتى تعرفى بالى هيحصل واظن ممكن يعنى يرجع عن اى حاجة تضركم واكيد بسبب المعرفة والصداقة بين والده وزوج حضرتك ممكن يتنازل واصلا خطيبته الى تهرب وتسيبه اكيد مش بتحبه ومش لازم يزعل عليها ابدا . ناريمان :ياليلة انا خلاص كبرت ومقدرش اروحله ومش من الذوق انى اطلبه او ابعتله جواب اعتذار فى البريد دى قلة تقدير وممكن الموضوع يتعقد اكتر. ناريمان بتفكير : لازم حد من الاسرة لو مش انا بس رامى هرب ونادين كمان هربت بعد ما رفضت العريس الكبير فى السن الى عاوزة تتجوزه ومعرفش عنها حاجة . ناريمان بتفكير : بس مفيش غير نادين الى هتحلها وتنظر لليلة نظرة ذات معنى وتكمل ايوة هو ده الحل هو ده الى هينقذنى وينقذ ولادى من انتقامه. ليلة بتوجس : حل ايه مش فاهمة وازاى نادين وهى مش هنا وحضرتك متعرفيش مكانها ابدا . ناريمان بابتسامة نصر : ايوة بس فى نادين تانية ممكن تقوم بالدور ده واكيد مش هيلاحظ انك مش هى الشبه بينكم كبير جدا . ليلة :نعم انا مش فاهمة ازاى ده يحصل بس انتى قصدك ان انا.... ناريمان : ايوة انتى هتروحى تسلميه رسالتى وتعتذريله بس وانتى نادين مش ليلة مش لازم يعرف انك مش بنتى لازم تفهميه انك نادين وهو اكيد هيصدق ليلة بتوتر ملحوظ : بس انا هخاف وبعدين أأأأاا..... ناريمان : متخافيش انتى هتسلميه الرسالة وتعتذريله وترجعى فى نفس اليوم وبعدين انا عمرى ما طلبت منك حاجة ده غير انى خليتك سيدة مجتمع وطلعتك من الملجا ده جزائى ورد جميلى عليكى مكنتش اعرف انك هتتخلى عنى يوم ما احتاجلك . ليلة وفقت على طلب ناريمان بعد ان اكدت لها انها زيارة سريعة وسهلة لذلك وافقت ردا للجميل وفى الطريق لقصر (اكمل فريد)ترجع راسها للخلف وتتذكر كيف دبرت مقابلة معه وكيف ان المساعدة الشخصية اضطرت ان تتركها على الهاتف 30 دقيقة حتى تحدد مكانه فى (قصر الرمال)قصر يحيطه الصحراء وهو منعزل لضمان الخصوصية على ذكر هذا القصر احست ليلة بالتوتر لفكرة وجودها هناك حتى لساعات. افاقت ليلة على توقف السيارة بعد ان غفوت دون ان تشعر ليلة للسائق :لو سمحت احنا وصلنا ولا لسة ؟السائق حرك راسه بالموافقة بدون رد .ليلة : ماله ده مش بيرد ليه ربنا يستر انا قلبى مقبوض وخايفة وايه المكان المرعب ده وماله ظالمة اوى كدة ليه لتضع يدها على قلبها وتنظم انفاسها وتطمئن نفسها . اهدى ياليلة مفيش داعى للخوف انتى هتوصلى الرسالة وتمشى قبل الاعتذار او لا انتى مالكيش فيه انتى عملتى الى عليكى وبكرة هتكونى فى القصر قاعدة مع ماما وفاء او فى الجنينة بتردى على رسايل ناريمان هانم اخذت نفس وترجلت من السيارة وهى تتامل هذا البناء الضخم والمرعب لتدخل القصر وتتفاجاء بحجمه من الداخل وروعة تصاميمه التى تجمع بين العصرية والتاريخية لتتلفت للنظر فى كل اتجاه ليقطع عليها تاملاتها الخادم بجدية الخادم:اهلا بحضرتك غرفة حضرتك جاهزة لو حبة ترتاحى من السفر اوحبة تشربى حاجة انا فى الخدمة. ليلة بتقطيبة : ليه غرفة انا هسلم لاكمل باشا رسالة وامشى . الخادم : للاسف اكمل باشا مش هيقدر يقابلك انهاردة جاله شغل مهم وهيقابل حضرتك الصبح ووصى بتجهيز غرفة لحضرتك علشان ترتاحى من الطريق اى اوامر تانية ممكن تطلبيها من الخدامة الخاصة بحضرتك طول وقت اقامتك هتكون معاكى . ليلة تزفر بعصبية وتقول بصوت لا يسمعه غيرها ايه قلة الذوق دى بنى ادم معندوش دم ازى يدينى معاد ويسيبنى ويخرج ربنا يستر بقى ياربى كدة هضطر اقعد يوم كامل ومش عاملة حسابى وجايبة معايا اى لبس منك لله يا اكمل لتاتى خادمة تصحبها للغرفة .لتذهب فى نوم عميق من كثرة التفكير والغضب . فى صباح اليوم التالى استفاقت على صوت هادئ لتفتح عيناها ببط وترى امامها خادمة تحجب الستائر ليدخل ضوء الشمس للغرفة وتستيقظ لتقول الخادمة : صباح الخير يا هانم انا هنا علشان اسعدك على الاستعداد والاستحمام . ليلة تفتح عيناها تنظر لها باستفهام : نعم . تسعدينى ليه لا طبعا انا هدخل لوحدى لوسمحتى اخرجى انتى استنينى بره. الخادمة : انا اسفة بس دى اوامر اكمل باشا . ليلة بغضب : قولى لاكمل باشا بتعكم ده يهتم بمواعيده قبل ما يهتم بحمام ضيوفه واتفضلى اخرجى لوسمحتى . تخرج الخادمة بضيق وهى تتمتم بصوت مسموع برحتك بس لما اكمل باشا يجى ويعرف هتندمى وانا مالى يعنى دى اوامر بنفذها. ليلة بضيق : ايه الجنان الى انا فيه ده شكل اليوم مش هيعدى على خير ربنا يستر بقى . لتستعد وترتدى نفس الملابس وتخرج لتبحث عن هذا الاكمل . تبحث عن اى شخص لتساله عن مكانه لتنهى هذه الزيارة وتخرج من هذا القصر سريعا لتجد امامها رجل يخرج من غرفة سريعا ليلة بسرعة :لوسمحت يااااااا استاذ ليلتفت لتراه ويقف الزمن وهى تتامل ملامحه الرجولية الوسيمة من اول شعره الاسود الغزير لتتوه فى بحر عيناه السوداء الواسعة وحاجباه الكثيفان وانفه الدقيق وفمه المشدود يدل على نفاذ صبره ليتنهد ويتكلم _خلصتى بص عليا ولا لسة فى حاجة مشوفتهاش؟ تنتبه من تاملاتها على صوته ليلة : احم احم هو يعنى كنت عاوزة اسال يعنى على اكمل باشا انا عندى معاد معاه من امبارح والمفروض اقبله اوصله رسالة وامشى متعرفش فين هو . ليضيق عينه ليتكلم بهدوء : انتى مش عارفة انتى بتكلمى مين ولا بتمثلى اظن يعنى ان حضرتك عرفانى واتقبلنا قبل كدة ! ليه بقى التمثلية الفاشلة دى عاوزة تثبتى ايه ؟ لتقطب ليلة جبينها بتفكير حتى تقول بصوت مهزوز نتيجة التوتر الشديد مما استنتاجته : هو حضرتك اكمل باشا ...اناأأأاأأأأأ يعنى كنت .... ليزفرهو بغضب : ايه مالك بتقطعى كدة ليه ليبتسم نصف ابتسامة: هو انا الخبط اوى كدة ولا تكونى خايفة منى ويقترب فترجع هى للخلف بخوف لكن لا تظهره له . ليلة: لا بص انا مش خايفة منك انا أأأأ انا عاوزة اتكلم معاك واوصلك الرسالة ممكن لوسمحت علشان محتاجة ارجع بيتى والطريق طويل . اكمل باستهزاء :اه وحضرتك بقى فكرة انك هتمشى من هنا تبقى بتحلمى ياقطة اخذ يتاملها باعجاب واضح ثم اكمل بابتسامة تسلية :لسة زى مانتى مبتكبريش اممممم جميلة جدا من برا بس ليلة بتوتر من نظراته الجريئة :انا هنا علشان اوصلك رسالة من ناريمان هانم واعتذرلك بالنيابة عنها علشان هى صحتها تعبانة شوية ومتقدرش تيجى المسافة دى ,واظن يعنى ان خطيبتك دى ميتزعلش عليها دى واحدة خاينة وواضح انها محبتش فبلاش تعاقب حد بذنب حد تانى يعنى اكيد حضرتك مش هتستفاد حاجة انك تنتقم وبعدين.... قاطعها اكمل بملل :مش انتى الى تقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه وبعدين اكمل فريد ميزعلش على حد. يحرك اكتافه لاعلى ويكمل بغرور : اكيد هى الخسرانة بس انا لازم اعرفهم عقاب الى ياخد حاجة ملك اكمل فريد وانتى هتفضلى هنا عندى لحد ما الاقى الاستاذ اخوكى الفاشل وخطيبتى وانا الى احدد اعاقب مين وازاى . اكمل بنظرة خبيثة :سمعت انك طردتى الخدامة الى كانت هتسعدك تاخدى حمام !!! ثم نظر لها نظرة جريئة ذات مغذى: لوحبة اى مساعدة انا موجود واقترب منها بخطوات بطيئة وهى تنظر له بخوف وتوتر وتبتعد عنه للخلف حتى تصل للحائط فيحاصرها بيديه ويقترب من اذنها ليهمس لها : تصدقى فعلا صدقت انك خايفة ولو حد غيرى يقول انك عمر ما راجل قبلى قربلك .
ثم ضحك بصوت مرتفع وقال بإشمئزاز ونظراته المهينة : متخافيش انا عمرى ما اقرب من واحدة زيك مع كل واحد يعجبها شوية واكيد انتى فاكرة اخر مقابلة بينا لما عرضتى عليا نفسك . نظر لها بشمئزاز من اعلى لاسفل : بس مش انا الى اخد بقايا الناس . ليلة تبتلع غصة فى حلقها وترتجف من الخوف ومن الصدمة : ده فعلا فكرنى نادين لتصمت قليلا لتفتح عيناها بزعر وتقول :ده ده بيقول انى مش همشى من هنا طيب ايه الحل كدة انا وقعت فى نصهم وانا مليش ذنب لتنظر حولها وتضع يدها على قلبها الذى تسارعت دقاته وتقول ربنا يستر يارب يلاقى رامى بقى علشان اخلص من البنى ادم المستفز ده. لتدخل غرفتها وتبقى بها للمساء خوفا من مقابلته مرة اخرى وفى المساء تدخل لها الخادمة لتخبرها ان اكمل ينتظرها على العشاء لتدخل غرفة الطعام وهى متوترة من مقابلته وكان موجود بالفعل وسوف يشاركها الوجبة اخذ ينظر اليها بدا من شعرها البنى الفاتح وعيناها الرماديتان كالدخان وانفها الصغير وفمها الصغير بشفتاها المكتنزتين وقدها الرشيق ورقتها ثم تحولت نظراته لاخرى ساخرة وفكر بانها امراءة تخطى سنها الثلاثون لكن من يراها يحسب عمرها ثمانية عشرعاما فقط ليزفر من كم المشاعر الذى تحتله عندما يراهاويذكر نفسه انها نفس المراءة الساقطة التى تنتقل من رجل لاخر ليفيق من شروده على حديثها :هو ممكن اسالك سؤال بعد اذنك؟ ليبتسم بسخرية :اتفضلى اسالى. ليلة :هو انت هتعمل ايه فيهم؟