مقبرة في القبو

30 3 11
                                    

قاطع ذلك الهدوء وقع خطى ، و عندما اقتحم الصوت المكان، ظهرت فتاة بمثل عمر ليليان .

جولييت:

               _ أهلا ، أخيرا استيقظت ... أنا جولييت، و أنت ...؟

ثم مدت يدها لتصافح يوسف و قد مد يده بدوره و قال متلعثما .

يوسف:

                _ أ ... أنا ... يوسف ...

لقد كان متوترا و تدور في باله ملايين الأسئلة، من أين أتت هذه الفتيات؟ و ما هذا المكان؟ و من غارا؟ و من زين؟ و ما إلى ذلك ...

و قد قاطعه همس جولييت المسموع في أذن ليليان.

جولييت:

               _ ليليان ... لقد عاد غارا و هو يبحث عنك ...

ظننا أن يوسف لم ينتبه إلى ما تقولانه.

ليليان:

               _ أوه لا ... سيعلم بما فعلناه ...

جولييت:

                _ لا تقلقي ... غطت على غيابنا الفتياة ...

أسرعتا بالخروج بينما يوسف يهم باللحاق بهما، لتوقفه ليليان بوجه عابس يتملكه الخوف.

ليليان:

             _ أرجوك ... ابقى هنا و إلا ستتأذى ...

لتكمل عنها جولييت.

جولييت:

                _ فقط لا تتسلق الدرج الذي هناك ... "تشير إلى مكان الدرج" ... فغارا لا يستطيع
                تجاوزه ...

و ضحكت بسخرية ثم استدارت بسرعة و أمسكت بيد ليليان و سحبتها، إلى أن تلاشا ظلهما في الدرج.

آن ذاك كان يوسف يجول بنظره في المكان، و الدهشة سيدة الموقف، تقدم بضع خطوات لتتضح الصورة أكثر فقد كانت هناك مقبرة على امتداد البصر، مصطفة قرب بعضها، و على كل قبر باقة من الزهور التي يبدوا و كأنها وضعت حديثا، ثم على رأس كل قبر تمثال، صحيح أن المكان مظلم بعض الشيء لكنه استطاع أن يلاحظ الكتابات التي عليها، راح يتجول بينها و الذعر يتملكه، فمن سيبني مقبرة في قبو منزله؟

ظل يتجول و يتفحص الكتابات فقد كان هناك ما يقارب العشرين قبرا، لكن بينهم سبعة شكلهم غريب يبدوا عليهم الإهتراء، و التماثل على رأسها مهدمة و باقة الزهور ذابلة، اقترب يوسف من تلك القبور بدأ يقرأ الكلمات المحفورة عليها و التي بدت كأنها أسماء لفتيات أو نساء.

يوسف:

             _ ميكا ... لينا... لورين... ميساكو... ليزا... ميراي... ليندا...

توغل يوسف أكثر بين المقابر إلى أن توقف و الصدمة التي لم يستطع كبتها ارتسمت على وجهه، و همت عيناه بالتوسع و حدقتا عينيه ترتجفان، لقد كان ينظر إلى أحد القبور، أجل كان التمثال لليليان و اسمها مكتوب على حافة القبر، و إلى جانبه قبر آخر و به تمثال لجولييت و عليه اسمها.

أحداث من نوع آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن