عقاب في غرفة الأموات

12 1 3
                                    


و قد صدح صوت جولييت إثر صراخها في آخر جملة، و قد جعلت يوسف يرتبك و يتراجع بضع خطوات إلى الخلف.

فتقدمت ليليان و وضعت يدها على كتف جولييت في محاولة لتهدئتها، على الرغم من أن ليليان بدورها تشتعل غيضا، فقالت في خيبة أمل ممزوجة ببعض الحدة.

ليليان:

_ لا بأس جولييت هن لا يستحققن أن تستنفذي قواك لأجلهن...

لكن ردة فعل جولييت كان مبالغا فيها قليلا، إذ أنها أبعدت يد ليليان بعصبية و أردفت ردا على كلامها.

جولييت:

_ أنا لا يهمني ذلك... لماذا نحن من يجب أن يعاقب في حين دائما ما تقوم هي بما تريد...و
كالعادة نحن من يتحمل المسؤولية...

قالت ذلك و هي تشير إلى جانيت، ثم انطلقت الرياح العاتية ثانية ليصدح صوت من خارج القبو، يبدوا كأن أحدا ما يصرخ عاليا، فتتراجع كل من ليليان و جولييت إلى خارج الغرفة نحو الدرج، فتتبعهما كل الفتيات، في حين ظلت جانيت هي الأخيرة و أحنت برأسها تنظر إلى الأرض و هي تسير بخطى متثاقلة، و قد لاحظ يوسف الخوف و الرعب الذي اعتلا محياها، و بعض الدموع الطاغية نزلت بحرقة، كان الندم باديا عليها و كأنها ارتكبت جريمة للتو و سيتم محاكمتها بالإعدام.

اعترضها يوسف بأن سأل و قد كان يقف مقابلا لها.

يوسف:

_ ماذا هناك جانيت... إنها فقط غاضبة لدى لا تعيريها انتباها... ليس و كأنك ستحكمين
بالإعدام ...

ثم ابتسم باتسامة جانبية ملؤها الحزن و الشفقة، فردت عليه بسرعة دون أن تترك له المجال لينهي باقي كلاكه، فقالت بذعر و وجهها احمر أكثر.

جانيت:

_ بل أسوء من الإعدام... أنت لا تعرف غارا لن يرحمنا... سيحل بي كما فعل بميكا ... لينا...
لورين... ميساكو... ليزا... ميراي... ليندا...

لم تتمالك جانيت نفسها و كادت أن يغمى عليها من الخوف، مما أثار فضول يوسف أكثر نحو المدعو غارا، و لمعرفة ما يحدث بالضبط في هذا المكان العجيب.

فجأة اقتحمت جولييت الغرفة بنفس الطريقة الأولى، و شعرها يتناثر إثر الرياح العاتية التي تهب خلفها، و هي تحدق بجانيت بطريقة مخيفة، فإذا بجانيت تتقدم نحوها لتتنحى جولييت قليلا كي تخول لها العبور، و قد بدا أنها هدأت قليلا، فخرج الجميع من القبو في اتجاه الأعلى، ما عدا يوسف بالتأكيد.

مرت عدة ساعات و يوسف يتجول في الغرفة ذهابا و إيابا، و القلق يعتليه، فهو لا يدري ما حل بالفتيات ، و ما زاد الطين بلة كون أي منهن لم تنزل لتطمئنه، حتى ليليان !

و بعد وقت طويل من محاورته لنفسه أخيرا دخل أحدهم عبر ذلك الباب من خارج تلك العتمة لداخل الغرفة، فإذا بها كيكيو تحمل صحنا من الطعام بيدها، هرع يوسف باتجاهها سريعا ليسألها بلهفة.

أحداث من نوع آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن