ليجيب بسعادة واضحة:
_ صبري القاضي.نظروا له جميعا ببلاهة، لم يعير رد فعله أي أختمام بل أكمل حديثه بحماس:
_ صبري القاضي يا بنات مالكم واقفين كدا ليه، و متنحين؟!أجابت عليه نهى بنفاذ صبر:
_ عرفنا يا سيدي ان صبري القاضي هو اللي مات خير احنا مستنينك تكمل بقا، فيها ايه انه مات يعني ما البشر كلهم بيموتوا عادي يعني، هي جت عليه.
مسح محمود وجه بعنف من غباء شقيقته الصغرى، و تفكيرها المحدود، لكنه أسترسل يشرح لها:
_ بقولكم مات يعني مفضلش منه حاجه غير سارة بنت ابنه، ما تركزوا معايا شوية.
تكلمت في هذه المرة نور بحكمة كعادتها:
_ ايوا يا أبيه هى الوريثة الوحيدة ليه فعلا، أحنا بقا إيه دخلنا في الموضوع ده، و بعدين ده جوز جدتنا يعني مش جدنا أحنا علشان نورث فيه.
فركت سمر جبينها ، ثم تذكر شيئًا ما، لتقول له بمكر حتى تنسى حزنها قليلًا:
_سارة ،اها البت دي اللي كانت بتلوف عليك يا نمس.
أنهت كلماتها بغمزة لطيفة من أحدى عينيها ، أجتمع عليها شقيقتيها بفضول قائلين معًا في صوت واحد:
_ ازاي ها ؟ازاي؟.
أقتربت سمر منهما, وقفوا معًا في شكل حلقة لتبدأ سمر بالحديث:
_ ما انتوا كنتوا صغيرين بقا و مش فاهمين حاجة، البت سارة دي ماكنتش بتطيق أي حد من ريحة جدها، حتى جدتكم ، سارة ماكنتش بتحبها، و احنا لما كنا نروح نزور جدتكم كانت بتعاملنا معاملة زي الزفت، أول ما تعرف ان محمود باشا معانا تنزل و تقعد و تضايفنا، و راحت قالت لأخوكي أنها بتحبه بس الجبلة ده قالها الموضوع ده مش في بالي و أنها زي أخته الصغيرة، وبعد كدا بقا جدها طردها من البيت، و معرفناش عنها حاجة بعد كدا.
تسألت عينهما في فضول، قالت نهى بتساؤل:
_ و طردها من البيت ليه ها ؟
كادت سمر ان تجيبها، لكن محمود أوقفها بعينيه، قائلًا بحدة:
_ جرى أيه يا سمر، ما تحترمي نفسك أومال و خليني أكمل اللي عايز أقولوه.
نظرت لهم والدتهم أيضًا بحدة، وغضب، ثم صاحت فيهن بضيق:
_ عيب كدا يا بنات، متتكلموش عليها كدا، هي كويسة جدًا، لكن جدها الله يرحمه هو اللي علمها القسوة، كمل أنت يا محمود كلامك يا حبيبي و سيبك منهم، احنا مش فاهمين منك حاجة أنت عايزنا نورثه ولا ايه؟!.
هز رأسه مؤكدا على كلام والدته، وقد عاد له حماسه مرة أخرى.
_ و انا مقولتش أننا نورثه نهائي، دا أصلا مينفعش، انا بقول باليل نروح نعزي فيه و انتوا تهونوا عليها، و بعد كدا أطلب منها شغل في الشركة او المصنع بتوع جدها و هي اكيد هتوافق، و ساعتها بقا ممكن أشتغل كبير مهندسين و لا حاجه، و بضعف المرتب.
أنت تقرأ
نوفيلا /الوصية الحمقاء
Short Storyهي: المعنى الحرفي للغرور و التكبر ترى الناس من أسوار عالية. بينما هو على النقيض تمامًا فهو مهندس فقير يسعى لستر شقيقاته و والدته فقط، تجمعهم الوصية مرة أخرى ليعيشوا قصة عجيبة، تُرى ماذا سيحدث معهما؟!