مر بجوار المقهى القريب من منزله و هو يتأفف , على مدار ثلاثة أيام يخرج للبحث عن عمل و الاجابة دائمًا واحدة ، لدينا كثافة في عدد العمال، كأن مصر كلها تعمل إلا هو، رأه ' مجدي' صديقه فشاور له يدعوه للجلوس معه، كان على وشك أن يرفض لكنه بدأ يشعر بالملل حقًا، لذا ذهب إليه، بدأ مجدي الحديث كالعادة :
_ ايه يا محمود عملت ايه في المصنع اللي بعتك ليه من يومين ؟
هز رأسه بالنفي، فحتى العمل الوحيد الذي ذهب اليه بتوصية، رُفض به، أجابه بيأس شديد:
_ كالعادة مفيش شغل، حتى إني روحت للراجل اللي قولتلي عليه، قالي لما يكون فيه حاجة جديدة هكلمك، كأن مصر بقت كلها مهندسين خلاص.
ربت مجدي على كتفه، يحاول التخفيف عنه.
_ خلاص بقا يا عم ما تيأسش كدا اومال، استنى بس أنا هعزمك على كوباية عناب تروق دمك (ليكمل ضاحكًا)، و متخافش يا سيدي الحساب عليا.
ليرفع صوته عاليًا
_ و لا يا حمو إتنين عناب يالا.
ليأتيه رد حمو إنه دقائق فقط و سيلبي طلبه، نظر إلى محمود فوجده عاد مره أخرى لشروده، حاول إستخدام خفة ظله ليخرج صديقه مما هو فيه.
_ تصدق يالا يا محمود، طول ما أنت مركب الوش الخشب ده محدش هيرضى يشغلك أبدًا اضحك كدا يا راجل، و هي هتفرج و الله هتفرج.ابتسم محمود على كلمات صديقه التي هونت عليه مما كان فيه، على الرغم من معرفته الشبه سطحية بمجدي، لكنه طيب، خفيف الظل، يحب الناس.
_ خلاص يا عم مجدي اديني ضحكت اهو، هاتلي بقا الجرنال اللي في ايدك ده يمكن الاقي حاجه تانية، يمكن الفرج يجي.
اعطاه مجدي الجريدة و بعد مرور القليل من الوقت و التصفح فيها، وقف محمود فجأة و ركض خارج المقهى بحماس غريب، استعجب مجدي من فعلت محمود ليصرخ عليه:
_ بتجري كدا ليه يا ياد أنت اتلبست!.
ليرد عليه محمود باستعجال، و هو يرقص بحركات مرحة.
_ بعدين يا مجدي بعدين، الفرج جه يا ولا.
سأله مجدي بدهشة:
_ طب و العناب يا ابني؟!
ليرد عليه و هو في منتصف الطريق، قائلًا:
_ بعدين قولتلك.
جلس مجدي مره أخرى على المقعد مناديًا علي 'حمو' بسعادة:
_ ولا يا حمو خليهم كوبايه واحد، (ليهمس لنفسه) احسن وفر و الله.
____________________________________
في إحدى (الكافيهات) المطلة على النيل....
تجلس 'سمر' امام خطيبها 'ياسر' كالطفلة المذنبة خائفة مما قالته له، فهو دائم الصراخ و السب على اتفه الأشياء ، تستطيع توقع رد فعله الغاضب دائمًا.
أنت تقرأ
نوفيلا /الوصية الحمقاء
Short Storyهي: المعنى الحرفي للغرور و التكبر ترى الناس من أسوار عالية. بينما هو على النقيض تمامًا فهو مهندس فقير يسعى لستر شقيقاته و والدته فقط، تجمعهم الوصية مرة أخرى ليعيشوا قصة عجيبة، تُرى ماذا سيحدث معهما؟!