بارت 3

2.2K 95 5
                                    

حسناء : هل المنزل بعيد ؟
الفتاة ببكاء : لا ليس بعيدا جدا ، ارتكزي علي ، تبدو قدمكي في حال يرثى لها
وصلت الى المنزل ، دخلت لتجد امرأة كبيرة في السن واقعة بقرب السلالم ، بدأت بفحصها ببطئ و هي تتأكد من عدم نومها أو اغمائها
حسناء : يا فتاة أركضي و أحضري لي قماش طويل
- هل هي بخير ؟
حسناء : بسرعة أحضري القماش
ربطت لها يدها و ضمدت لها جروحها
حسناء : هل يمكنكي النهوض للذهاب الى الأريكة
- نعم لكن ساعديني
ساعدتها في النهوض و الجلوس
ما إن جلست العجوز على الأريكة استأذنت حسناء و عادت للمنزل ، اذا لم تصرخ هي من الألم فقدمها قد صرخت و بكت ، لابد أنها انكسرت
بحثت حسناء عن ثياب ، لم تجد سوى ملابس يوسف ، ارتدت قميص أزرق من قمصانه و معه سروال أسود لينتهي بها المطاف تبدو كالمجانين ، كل شيء كبير ، تكاد تختفي بين تلك الثياب
أخرجت قماش و قامت بمعالجة قدمها ، لتغفو بعد ذلك على الأريكة
يوسف : حسناء ، استيقظي ...
حسناء : يوسف ؟
يوسف : نعم ، لما تنامين على الأريكة و لما باب المنزل مفتوح
حسناء : هااااا !! يااااا ... يجب أن ...
يوسف : شششش أخفضي صوتكي قليلا ، لما تصرخين
حسناء : أنت اصمت و اتركني انهي كلامي ، هناك امرأة سقطت من على الدرج و ساعدتها قليلا لكن يجب أن تفحصها أنت
يوسف : أنتي ؟ عالجتيها ؟!
حسناء : بففففف هيا الآن اذهب لها و بعدها نتحدث
يوسف : عن أي امرأة تتحدثين
حسناء : بالمنزل المجاور ، الذي يملك باب كبير مزين باللون الأزرق على ما أظن
يوسف : حسنا سأذهب لها و أنتي كفاكي نوما ، ألم تنامي من قبل ؟ من أين لكي كل هذا الكسل ، لقد أحضرت لكي عصا كي تساعدكي على المشي قليلا
حسناء : أوكي ، شكرا لك
ذهب يوسف و لم يطل الغياب ، فقط لنصف ساعة و عاد للمنزل ، بحث عن حسناء لكن لا أثر لها
بدأ القلق يجتاحه ليسمع صوت قادم من المطبخ
ذهب ببطئ ، كانت تقطع الخضار و تضعها في المقلاة ، لا يبدو أمامها من خلفها بسبب تلك الملابس
ابتسم و هو يراقبها امام الباب كيف تعمل
حسناء : لماذا تنظر لي هكذا ؟
استغرب فهي لم تلتفت له حتى
يوسف : لا شيء ، و لكن ألستي أنتي الكسولة نفسها التي رفضت النهوض صباحا ؟
حسناء : فقط عندما أستيقظ أبدو كسولة ، هيا الآن اجلس و أنا سأضع الطعام
يوسف : أوووه رائع ، في الواقع أنا جائع
حسناء : هيا ابدأ انت أولا ، لدي سؤال
يوسف : همممم اسألي
حسناء:هممم لما ساعدتني ؟
يوسف: امم الم تتذكريني انا الذي كنت في الشاطئ وصراحة اعجبني ذكاؤك وشجاعتك
حسناء : حقا
يوسف : أجل والان اخبريني قصتك أظن انكي تثقين بي الان
حسناء: امم ... ح حسنااا في الواقع انا كنت اعيش حياة جميلة مع والدي الى ان بلغ عمري السابعة وتوفي والدي مند تلك السنة وحياتي اصبحت جحيما .. حيث انقلبت أمي علي و اصبحت تكرهني اذ بلغت غيرتها مني الى الضرب والحرمان عشت خمسة عشر سنة في الذل والاهانة ولكن الشئ الايجابي الوحيد هو انها تركتني انهي دراستي واصبحت شخصيتي اقوى من ذي قبل اذ كنت تلك الفتاة الخجولة التي لا ترفع صوتها او عينيها من الارض ... وكانت تخطط لجعلي اتزوج من ادم ذلك الفتى الذي كان يركض خلفي عندما وجدتني وبٱختصار هذه قصتي
يوسف : كل هذا ؟
حسناء : نعم
يوسف : و ماذا لو تجدكي الآن ؟
حسناء : ان وجدتني سأموت فهي لن تتركني أسعد بحياتي ، تفعل المستحيل كي أعيش بتعاسة ، و الآن دوري ... لما لم تركض عندما أخبرتك عن المرأة التي سقطت من الدرج ، أنت طبيب و مهنتك تتوجب عليك أن تفعل المستحيل كي تنقذ مرضاك
يوسف : لست أنا من ربط قدمكي بهذا القماش ، استنتجت أنكي الفاعلة عندما أتيت و كنتي تنامين على الأريكة ، في الواقع لقد عالجتيها بشكل جيد ، هل أنتي طبيبة
حسناء : مجرد ممرضة
يوسف : ههه حسنا ، ستعملين معي
حسناء : حقا ؟
يوسف : و لما لا ، بالمناسبة ، طبخكي رائع
حسناء : شكرا
يوسف : ما الذي تلبسينه ، أنا لا أستطيع أن أفهم من أين جاءتكي الفكرة كي تلبسي هكذا
حسناء : فستاني تمزق ، و لم أجد سوى ملابسك أمامي
يوسف : همممم ، حسنا سآتي لكي بملابس لاحقا ، لكن هل وافقتي على العمل معي ؟
حسناء : و لما لا ، سأرد جميلك و أيضا لا أريد البقاء هكذا و أعدك عندما تشفى قدمي سأذهب ، أعلم أن لك خصوصياتك بمنزلك و لا يصح أن أبقى هنا أكثر
يوسف : هل أنهيتي ثرثرتكي ؟
حسناء : ماذا ؟
يوسف : هذا بيتي أنا و أنتي ستبقين هنا حتى أتأكد من ابتعاد آدم و أمكي عنكي
حسناء : أحب أن أتولى مسؤولية نفسي بنفسي
يوسف : لا يزال الوقت كي نفكر برحيلكي ، هيا الآن ، اذهبي للغرفة . انا سأغسل الأطباق
حسناء : انتظر لحظة ، أنا تكلمت عن نفسي ، ماذا عنك ؟
يوسف : حسنًا ... مجرد طبيب بائس يسكن لوحده في حي شعبي بسيط ، أنا تربيت في ميتم ، و لا أعلم ان كان والداي ميتان أم حيان ، كل ما أعرفه أني وحيد و سأبقى كذلك
حسناء : واااو أنت أحمق
يوسف : لا أعلم لما قلتي ذلك لكن هيا بسرعة اذهبي للغرفة ، سأغسل الأطباق و أذهب لأحضر لكي ملابس فشكلكي مضحك ، ألم تري نفسكي بالمرآة ؟
حسناء : لكني ظريفة ، أليس كذلك
يوسف : قلت إذهبي
ذهبت حسناء مباشرة الى المرآة
حسناء : مضحك ؟ 😕 لا أفهم ...
ان الثياب أكبر من جسدي ، لكن ... عادي
اختفى يوسف لمدة
حسناء : هل أعد العشاء ؟ أم أنتظر يوسف كي يأتي ، لا أعلم حتى ان كان سيأتي فعلا
لكني جائعة ، أنا سأطبخ على أي حال
طبخت و ما ان انتهت جاء يوسف أكلا مع بعضهما و لم تسأله عن الملابس الى أن سحب كيس متوسط أحمر
حسناء : تذكرت الملابس ؟
يوسف : ألم أذهب من أجلها ؟ خذي ، آمل أن تعجبكي
حسناء : أنا أجد راحتي بملابسك ليكون بمعلوماتك
يوسف : حسنا البسيها لكن ليس يوميا يا فتاة ، أبدي أنوثتكي قليلا أشعر أني مع صديقي
حسناء : احترم نفسك يا سيد يوسف
نهضت من مكانها و ذهبت لارتداء ما أحضره لها ، ملابس منزلية عبارة عن سروال أزرق سماوي و تيشيرت أزرق غامق و أسود
يوسف : لم أظن انها ستكون بمقاسكي ..
حسناء : هذا الحظ الذي يحالفني
هيا الآن أريد انهاء عشائي لا أزال جائعة .
بعد ان ملأت بطنها تمنت ليلة سعيدة ليوسف و توجهت لغرفتها ، او غرفته ان صح التعبير
مر أسبوعان حتى الآن ، ورود جنت تماما ، تريد معرفة مكان حسناء
كانت تقوم بغسل الملابس الى أن تذكرت سماح ترى كيف حالها الآن ، بسرعة و بدون تأخير طلبت هاتف من يوسف ، حاولت تذكر رقم سماح و بعد دقائق تذكرته لتقوم بالاتصال لكنها لم ترد للمرة الأولى و الثانية ، هنا حسناء خافت ان يقع الهاتف في يد ورود لذا مررت الهاتف ليوسف
يوسف :مرحبا
سماح :حسناء!!!
يوسف :من معي ...
سماح : أنا سماح أين صديقتي حسناء
ثم إستدار يوسف لحسناء مطمئنا أنها صديقتها ، اختطفت الهاتف من يده بسرعة
حسناء *بحماس*:سماااح حبيبتي كيف حالك
سماح لم تفهم شئ مما يجري ... حسناء مع رجل ؟
حسناء :ألووو سماح أين أنتي
سماح * تستيقظ من غفلتها *: حبيبتي حسناء كيف حالكي ؟ إشتقت إليكي ، اين اختفيتي * لم تعد سماح قادرة على حبس دموعها *
حسناء ثأترت بسماح و أخذت هي الأخرى باكية
حسناء : كل هته الأسئلة ؟ لندخل في موضوعنا سنلتقي قريبا
سماح بفرحة : صحيح كيف؟ أين أنتي!!!
حسناء :إنتظري
إستدارت ليوسف: هل أخبرها بالحقيقة ؟
ليومئ لها يوسف بمعنى نعم
قصت حسناء عليها القصة إلى ان وصلت الى وضعها الأن مع يوسف
حسناء : و الأن أقترح أن نلتقي أمام المطعم
ودعا بعضهما بشوق
في اليوم الموالي أوصلها يوسف الى المكان المطلوب و أخدتها سماح إلى القصر و كان القصر خاليا ثم إستوقفتها حسناء في الطريق حسناء : لماذا أخذت البارحة باكية بمجرد سماع صوتي ؟
سماح : ههه يا مجنونة إنه الشوق و الحزن الذي عرفته منذ ان غادرتي القصر
حسناء متسائلة :الحزن ؟ أي حزن و أنتي من كنتي المدللة عند أمي و محبوبتها
سماح بحزن : أجل كان ذلك مجرد تمثيل أمامك
لم تعد تبالي بوجودي في هذا القصر أصبحت تختلي أغلب وقتها مع آدم فبمجرد وجودي معهما تطردني تسلط الإكتئاب على حياتي
دخلتا الغرفة و جلستا على السرير و روت سماح ما حدث لها بعد خروج حسناء من القصر الى ان وصلت ورود و لم يعلم أحد بوصولها هي و آدم حتى سمعتا طرقا على الباب ، بقيت سماح تحاول تحذير حسناء لكنها كانت ملقية سمعها لما تقوله امها مع آدم صفعتها سماح لتوقضها من غفلتها أدخلتها سماح الخزانة
دخلت ورود بحزم: كنت أسمع أصوات في الغرفة هل يوجد شخص أخر غيركي في الغرفة
سماح بإرتباك:لا...لا...لا أحد هنا غيري
ورود: لن أصدقكي إطلاقا لأنكي أصبحتي معتادة على الكذب سأحضر الخدم من أجل تفتيش الغرفة ، و خرجت بغضب
خرجت حسناء مسرعة التي كادت تنفجر داخل الخزانة
حسناء : سماح بسرعة ما العمل !!
سماح : إقفزي من النافذة
حسناء : نعم ؟!!!! و مصيري بعد القفز؟؟
سماح بإنتباه : اه هه الموت او الشلل
أخذت حسناء تطل من النافذة لكن المفاجأة هي انها وجدت يوسف قد جهز لها قارب مطاطي مباشرة تحت النافذة ، بدون تفكير او ارتباك قفزت و العكازات بيدها
كان ارتطام قوي
حسناء بصراخ : هيااا قبل ان يرانا آدم هيا ساعدني على النهوض
آدم : تعلمين أن الصفقة ستلغى إذا لم أتزوج ابنتكي
ورود : هل أنت غبي ؟ هي هربت و أنت ترفع ضغطي هنا
آدم : حسنا ، الصفقة ألغيت ، كلام نهائي
ورود : لما لا تبحث عنها ؟ لما تكرر نفس الكلام ، صفقة صفقة ...
آدم : كنت أظن أن هذا يهمكي .. في الواقع أنتي لن تحصلي على أي شيء إذا لم تتزوج حسناء مني .
ورود : لهذا أريد منك البحث عنها ونضيف بند للصفقة بحيث نتقاسم الاملاك ..
كل هذا وهم لايعلمون ان هناك من سمع كل شئ
سماح : إذا هذا هو السر ...
عند حسناء الان التي قفزت من النافدة و
ما لا يعلمونه هو ان صديقة ورود قد رأت حسناء تقفز من النافدة وسارعت لإخبار صديقتها
نهى : وروووود ابنتكي بالخارج
ورود : حسناء ؟ أين ... أين هي ؟
نهى : هناك رجل بالخارج معها ، سيركبان السيارة ، بسرعة الحقي بها
ورود بصراخ : آدم ماذا تنتظر ؟ هيا بسرعة ، اذهب و امسك بها
خرج آدم دون مقدمات راح يركض كالمجنون ، خلف تلك السيارة
آدم معاتبًا : هل هذا هو عملي الآن ؟ الركض ؟ ااااه سأموت
حسناء : لم أخرج من المنزل لثلاث سنوات و عندما خرجت حدث كل هذا ؟ قلبي لا يتحمل يا رجل ، سأنفجر من الأكشن و الإثارة
يوسف : هااااي يجب ان تكوني صبورة ، لم تري شيء حتى الآن ، أمسكي الهاتف ستتصل صديقتكي بعد قليل
حسناء : لحظة فقط ، كيف علمت اني يجب ان أقفز و كيف تعلم ان سماح ستتصل
يوسف : مجرد تخمين يا فتاة
حسناء : تخمين ؟ هل تظنني حمقاء ؟
لم تكمل كلامها الا و هاتف يوسف يرن ، ردت بسرعة
كان صوت سماح : حسناء ، لقد عرفت السر
حسناء : عن أي سر تتكلمين ؟
سماح : سأتصل مرة أخرى ، الآن ورود ستجن هههه ، يبدو أن آدم لم يتمكن من اللحاق بكما
ثم وصل صوت صرخة ورود
أغلقت سماح الهاتف بسرعة
ورود بهستيرية : سمااااااح ، أنتي من ساعد حسناء إذا ، أقسم سأعاقبكي أشد عقاب
أمسكتها من شعرها و هي تجرها على الدرج ، رمتها على الأرض ، و بدأت تضربها بقوة بسبب غضبها
سماح : يكفي ... أرجوكي
ورود : كيف هذا ، أنتي ابنة صديقتي أنا ، لما ساعدتي تلك العاهرة
سماح : و لما سأساعدكي ، أنا لست مجبرة على ذلك
يوسف : ماذا حدث ؟
حسناء برعب : أمسكتها أمي ، لابد انها واقعة بمشكلة الآن ، أمي لا تتحكم بأعصابها ، قد تقتلها

يتبع ...

لا تنسو ال vooot و التعليقات 😇

أحببت منقذي {⚫مكتملة⚫ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن