هي وهو، وحدهما على ظهر حصانه الأبيض الذي ينهب الأرض من تحته في تلك المساحة الخضراء الشاسعة التي تلف محيط منزلهما، يحتضن خصرها بتملك وهو يهمس في أذنها بكلمات الغزل التي تركتها مسلوبة الأنفاس، شعرها يتطاير بفعل حركة الرياح مداعبًا بشرة وجهه، صوت استنشاقه لعبقه أصابها بالوهن في ركبتيها، أسبلت أهدابها وهي تسند رأسها على كتفه العضلي دون وعي، مستسلمة لإغواء أنفاسه كما عذوبة الكلمات، تريد أن تستمر تلك اللحظات للأبد، أن ترتشف من عشق فارسها المخملي حتى الثمالة... تمطأت بتكاسل وابتسامة ناعمة تزين ثغرها ولكنها تحولت فجأة لتقطيبة حائرة عندما اخترق طبلتا أذنيها صوت طرقات متلاحقة، زمجرت بصوت خافت وهي تنقلب على ظهرها وقد بدأ وعيها الجاحد في التداخل مع حلمها، همست باسمه بنبرة أجشة لم يفارقها النعاس نبهت كل حواسها.. أين هي!
فتحت عينيها فجأة على اتساعهما وقد طار النوم أدراج الرياح، تحدق في سقف الغرفة من منزلها الجديد، شهقت بقوة والإدراك يعاودها دفعة واحدة، التفتت بحدة نحو الجزء الخاص به من الفراش والذي تحتل أغلبه بجسدها الآن، زفرة ارتياح أطلقتها من بين شفتيها وهي تضع يدها على خافقها مغمضة لعينيها.. ارتسمت ابتسامة متهكمة على ثغرها، تتذكر عمر الفارس من حلمها والذي لا يشبه في شئ ذلك الجلف الذي اقترن اسمها باسمه منذ ساعات، عاد صوت الطرق من جديد لتنتبه لان مصدره هو باب غرفتها المغلق، اعدلت لتتخذ وضع الجلوس سريعًا ثم أذنت للطارق بالدخول، فتح الباب لتطل عليها نانا بابتسامتها المشاكسة