وقفت تتفحص هيأتها في مرآة الطائرة للمرة الأخيرة بعد أن أخبرتها مضيفة الطيران انهم على وشك الهبوط، شهر كامل قد مضى وهي تستعد لتلك السفرة، فمنذ أن أخبرتها نيڤين ( زبونتها ) ان صورتها التي التقطتها لها بهاتفها قبل مغادرتها لمركز التجميل قد نالت إعجاب عميلها وهي تتحرك هنا وهناك لإنهاء المعاملات الورقية المطلوبة بصحبتها، ولكنها الآن تشعر بالتوتر؛ لا تعلم ما الذي تتوقعه حال وصولها لوجهتها، هل سيكون في انتظارها بالمطار، بالسفارة! أم سينتهي الحلم قبل أن يبدأ وقد اختفى عريسها المنتظر من على وجه الكرة الأرضية في ظروف غامضة!!
نفضت تلك الأفكار التي لن تفيد سوى في مضاعفة توترها وهي تعود لتأمل هيأتها في المرآة، من فستانها الربيعي الأبيض والذي اقتنته مؤخرًا من حصتها بالنقود التي أرسلها زوجها المستقبلي.. بقصته الأنيقة التي تشبه قصات فساتين نجمة الشاشة العربية والتي تعشقها بالمناسبة، تتناثر من فوقه زهرات وردية اللون بأحجامها المختلفة مكللة خصره كما أطرافه التي استقرت فوق ركبتيها، لحذائها الأبيض الأنيق عالي الكعبين، كم هي ممتنة لنيڤين وذوقها الرفيع في اختيار الملابس الملائمة لرحلتها التي تأمل أن تكون بلا عودة ولكن بكل طريقة إيجابية ممكنة، تأملت زينة وجهها البسيطة بابتسامة حالمة وهي تلف إحدى خصلات شعرها الذي صبغته باللون الوردي الفاتح رغبة منها في التغيير حول سبابتها، طرقات على باب الحمام استرعت انتباهها متبوعة بصوت مضيفة الطيران