الفصل الرابع

2.4K 119 2
                                    

عاد من التدريب منهك القوى، وكالعادة في مثل ذلك التوقيت من العام ألقى بتحية سريعة على رجاله ثم دلف للمنزل كي يحظى بحمام بارد وقسط من الراحة، منذ صغره وهو عاشق للحيوانات خاصة وقد اعتاد على وجودها في محيطه، ولكن تلك الرياضة الخطرة التي طالما أثارت فضوله صغيرًا أصبحت الآن وسيلة ترفيهه الوحيدة، إرثه من أخيه الراحل الذي لطالما اعتبره قدوته.... القى سلامًا سريعًا على والدته متجاهلًا حقيقة تفحصها لجسده الآن عن كثب وقد امتنعت كما اعتادت مؤخرًا عن تعليق تعلم انه بلا جدوى، تعليق لن يجلب سوى المزيد من الجدال الذي ينتهي في كل مرة بمصالحته لها ومحاولات إقناع غير مجدية يشرح لها بها وجهة نظره تنتهي بجدال آخر يخرج على أثره من المنزل وكأن الشياطين في إثره، ولكنه ليس باليوم المناسب، فاليوم ميعاد راحته وغدًا هو يومه الكبير
...

تمدد على الفراش عاقدًا ذراعيه خلف رأسه وهو يفكر بها... نعم ومن سواها تلك التي لم يعد بالإمكان إغفال حضورها وإن غابت، لم يراها حال دلوفه للمنزل؛ ربما تقوم بأعمال المطبخ برفقة نانا، وربما ذهبت لمشاهدة تدريب الخيول كما تفعل عادة في وقت فراغها... لقد التزمت بالشق الخاص بها من اتفاقهما الأخير منذ ذلك الحين ولكنها حرمته في المقابل طلتها الانثوية المبهرة من أيامها الأولى، وبالطبع هو لن يعترف بذلك، شهر كامل قد مضى على ذلك اليوم، شهر لعين خالي من مشاكساتها واستفزازاتها المستمرة له وكأنها تعاقبه بطريقتها الخاصة... وكم أصابت، زفر بخفوت وهو يحاول إفراغ عقله والتركيز على يومه الكبير المنتظر في الغد.... لحظات طويلة أخذ يتقلب بها على فراشه حتى رضخ عقله أخيرًا لانهاك جسده واستسلم لساطان النوم

عروس  ديليڤريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن