الجزء الرابع

17 2 0
                                    

الجزء الرابع
_____________________________

كلمات السيدة زادتني فضولا ،البيت له قصة حقيقية بالفعل ولغزها موجود في حجرة صاحبة  البيت .
خرجت من عند السيدة وتأكدت إن الخالة صفية مازلت بالأسفل فوصلت إلى آخر الرواق عند باب الغرفة الممنوعة وكانت بالطبع موصدة ومما أثار دهشتي كمية الأقفال التى وضعت عليها وكأن هناك وحشا يقبع بداخلها . بدا كل شيء محيرا للغاية ترى ما الذي تخفيه هذه الغرفة عدت لغرفتي وجلست قليلا لأفكر للأسف لم أستطع الخلود للنوم كعادتي نظرت لساعة هاتفي فوجدتها قد شارفت على منتصف الليل شعرت باليأس أكثر ثم طرأت لى فكرة لماذا لا أقف في شرفة الغرفة خاصتى ،فالتحذير كان يقتضي ألا أخرج من باب غرفتي ولم يتطرق أحد إلى منع دخول الشرفة،فتحتها و خرجت إليها لا أنكر أنى شعرت بشيء غريب وقتها كانت نسمات الهواء لطيفة للغاية في بادئ الأمر، حجرتى تطل على البئر فور رؤيتي له تذكرت ما قرأته عن المرأة التى شنقت نفسها لدرجة أنى بدأت أتخيل المشهد فى عقلي ثم قلت لنفسي ربما لهذا الأمر قاموا بإغلاق البئر ربما مات أحدهم بها بالفعل وما يخيف أن عفريت المرأة سكن تلك البئر كنت أضع أسبابا فى عقلي لغلق البئر بهذا الشكل مع إن منظرها لا يوحي بذلك أبدا انحنيت على سور الشرفة قليلا أمعن النظر في البئر فشعرت بأنفاس ساخنة وكأن أحدهم يقف خلفي انتفضت من مكاني وأطلقت صرخة بسيطة كتمتها بالاستعاذة بالله من الشيطان دخلت غرفتي مسرعة وأغلقت باب الشرفة جلست على فراشي فزعة أخاف الخروج من الغرفة بسبب تحذيرهم لي واخاف أيضا أن أمكث بها بعد ما شعرت به أمسكت هاتفى أتصفحه تارة ثم قرأت بعض الأيات القرآنية تارة أخرى حتى أذن الفجر ثم قمت وخرجت من الغرفة لأصلي ثم خلدت للنوم ساعات قليلة قبل ذهابي للعمل حين خرجت من المنزل عزمت على الرحيل منه وقلت فى نفسى يبدو الأمر مخيفا جدا فلماذا المغامرة؟
ثم فكرت فى حياتي مع أهلي وكم هى متعبة ،وسعيد الذي سأدفع له من راتبي غصبا عني وإلا سأعاني من سوء معاملته فى المنزل .
مرت ساعات العمل وعدت لمنزل العجوز ثانية يبدو أنه علىَّ أن أتحمل قليلا.
خلال الأيام التالية التى قضيتها بعد هذه الليلة قررت أن لا شأن لى بما يحتويه ذلك البيت طالما أنه يبدو جيدا حين التزم بتعليمات السيدة وبالفعل لم أكسرها ثانية خلال تلك الفترة مرت الأيام وأنا كما أنا لا شيء جديد حتى عادت الفكرة تداعب خيالى مرة أخرى حين كنت أجلس مع السيدة ضي القمر نتسامر أنا وهى ليلا فقالت لي أراك قد كففت عن طرح الأسئلة عن الأشياء التي ليست من شأنك فضحكت وقلت لها أيقنت سيدتي أن من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه ابتسمت ابتسامة توحي بالدهاء وقالت أفهم أنك لم تعودى مهتمة بسماع قصة سر البئر الموجودة بالأسفل ثم غمزت لى بعينيها!!
كم هى ماكرة تلك المرأة برغم كبر سنها استطاعت فى لحظة إشعال حماسي مرة أخرى قلت بسرعة والفضول يملؤني الحق سيدتي أنى أتوق لسماعها بشدة ولكني أخاف أيضا لأن صفية أخبرتني أن الجن تسكنها .
ضحكت المرأة وقالت وهل ظننت أن السلاسل ستمنع الجن من الخروج لهذا أغلقنا البئر ؟
قلت حقا لا أعرف ،لكن لماذا أغلقتموها إذا؟
قالت هى مغلقة منذ زمن بعيد لم أرها أنا أو أمي وربما جدتي أيضا مفتوحة أبدا ولا أعلم حقا من الذي أغلقها من عائلتي لكن كل ما أعلمه أن تلك البئر مسحورة وتمتلك قدرة عجيبة ربما لا يصدقها أحد  قلت لها وما هى تلك القدرة أخبريني؟؟
ازداد شوقي لمعرفته قالت لى تلك العجوز  :
سمعت جدتى فى الماضى تخبر صديقتها أن تلك البئر إن نظرت فيها بكرٌ فى ليلة قمرية  وتمنت شخصا بعينه و ألقت بداخلها شيئا يخصه إن كان يستحقها وتستحقه سترى صورته بداخل البئر تشع فى ضوء القمر ويسطع نورا من داخل البئر كأنها قد أسرت القمر بداخلها ويصبح هذا من الشخص من نصيبها .
قلت هل حقا ما تقولين يا سيدتى؟
قالت بالطبع يا بنيتى إنها حقيقة .
قلت وهل جربتيها ؟
قالت بالطبع لا.
قلت ولما ؟
قالت لأن البئر إن لم تعطيك هذا الحبيب تأخذك بداخلها
شهقت من الفزع قلت هذه ليست إلا تخاريف يا سيدتي لا أصدقها
قالت حسنا إن شئت صدقى وإن شئت فلا تصدقى!!!
قلت حسنا وإن صدقتك فلماذا تم غلقها بهذا الشكل قالت  لا أعرف القصة كاملة يا بنيتي كل ما أعرفه أن هناك من استخدم خاصية تلك البئر بشكل خاطئ مما أسفر عن مأساة انتهت بالعثور على جدتي الكبرى مشنوقة على عمود البئر ويقال أنه بعد ذلك قد سحب فتيات كثيرات كما كان أيضا سببا في جمع الكثيرات بأحلامهن ثم ثار أهل البلدة قديما وتم بناء ذلك السور وصار البئر ملكا لعائلتنا لأنه وبالرغم أنه كان أمام بيتنا حينها لكنه لم يكن ملكنا كان متاحا للجميع وقامت عائلتي بإغلاقه جيدا وجمعت أغراض جدتى كلها ووضعت بداخل غرفتها وتم أحكام غلقها لأن جدتى كانت تمارس السحر كما قيل لي ولم يستطع أحد التخلص من أغراضها بشكل آخر كانت تحدث أشياء غريبة في المنزل حينها واتفق الجميع أن كل ما يحدث يكون بين منتصف الليل حتى طلوع الفجر فتم وضع قانونا صارما فى المنزل يمنع ساكنيه من الخروج تلك الفترة توارثنا المنزل لكن لم نحيا به بشكل كامل أبدا وكذلك لم نستطع بيعه بسبب ما يتردد عنه ثم مع مرور الزمن لم نعد نسكنه من الأساس أغلقناه وتركناه أشاع البعض أنه مسكون لهذا كنت أخاف من العيش فيه لكن للحق لم أشاهد أي شيء به أبدا كان وجودنا في فترة العطلات فقط ثم نرحل وحين عدت إليه شعرت أنه لا يوجد به أي شيء ربما ما كان يقص أمامي بالصغر هو ما أخافنى وربما تلك البئر كانت تمتلك قوة عجيبة لكننى أشك في أنها مازالت موجودة ربما جفت تلك البئر على مدار السنوات الكثيرة الماضية .
كنت أشعر وأنا أستمع إليها أننى أمام قصص ألف ليلة وليلة بئر مسحورة ولها قوى عجيبة ضحكت عاليا وقلت اؤمن بوجود الجن حقا مع أنى لم أرهم من قبل لكن لا أستطيع تصديق تلك القصة أبدا ليست للبئر بالطبع قوى عجيبة ربما هى مجرد مكان تتمنى عنده أمنية وبالفعل عندنا بئر في محافظة أخرى بهذا الشكل قالت هذا ما تربينا عليه يا صغيرتى لم يصدقنى أحدا من أبنائي أو أحفادي لكني أصدق ما قد قيل لي وخاصة أن أول من استعمل خاصية البئر هى جدتي الكبرى صاحبة البيت ونسلها كله أكبر شاهد على ما حدث قلت واضح أنك تمتلكين أشياء أخرى لم تقصيها ضحكت العجوز وقالت ما أتذكره أخبرك به يا عزيزتى لا تنس أننى عجوز طاعنة فى السن قلت وإن كانت جدتك قد تزوجت عن طريق البئر وحصلت على حب حياتها لماذا شنقت نفسها  ومن الذي استخدم تلك الخاصية بشكل خاطئ هى أن شخص آخر قالت لا أعلم باقي القصة هناك أسرار وخفايا كثيرة حول جدتي لم يسمح لى أبدا بمعرفتها.
كانت السيدة قد تعبت من الحكي فقالت لي أنها ستخلد إلى النوم وأن عليَّ الذهاب الآن وإن تذكرت أي شيء ستقصه لى تمنيت لها ليلة سعيدة وذهبت لغرفتي أسأل نفسي ماذا لو كان ما اخبرتني به حقيقيا ماذا لو حققت تلك البئر أحلامي ماذا لو تمنيت يوسف عندها وصار زوجا لي ثم سرعان ما تذكرت صاحبة البيت وما حدث لها فشعرت بخوف شديد…......…..…......
(يتبع)
#رواية
#دموع_فى_بئر_جاف
#منى_وهبه

دموع فى بئر جافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن