الجزء الثالث

16 1 0
                                    

الجزء الثالث
______________________________________

ذهبت إلى عملى ولكن لم يتوقف عقلى لحظة عن التفكير في البئر ترى لماذا هى مغلقة وحولها كل تلك السلاسل هل الجن تسكنها فعلا أم إنها مجرد تخاريف مثلها مثل باقى أساطير قريتنا التى ترعرعت على سماعها فعندنا ننشأ على أن  الترعة بها جنية لكنى لم أرها أبدا وهناك النداهة التى تعرف اسمك وتأتى إليك لتناديك ولكن طبعا لم أصادفها أبدا هى مسلمات يؤمن بها أهل قريتى ويتوارثوها عبر الأجيال وغير مسموح لأي شخص بإنكارها و ربما ما يدور حول البئر يقع من ضمن تلك  الموروثات القديمة في هذه الأسرة فأنا قضيت ليلة فى البيت ولم أشعر بأى شيء مخيف بل بالعكس كانت أجمل ليلة نمتها فى حياتي فكرت أن أمر على بيت أهلى قبل ذهابى لمنزل العجوز ثم تذكرت أن الغرفة بحاجة إلى تنظيف فعدلت عن رأيى وقررت أن أؤجل مشوار أهلى إلى وقت لاحق قطع حبل تفكيري دخول زميلى عبدالله إلى حجرة الاستقبال حيث كنت جالسة بمفردي لم يكن هناك حالات تذكر حينها كنت أعرف أن عبدالله معجبا جدا بي لكن للأسف لم أكن أبادله نفس الشعور ثم سحب الكرسي وجلس عليه ثم قال لماذا قبلت العمل في ذلك  البيت لم تكونى في حاجة إلى هذه الوظيفة قلت عفوا يا عبدالله أنت زميل عزيز لكن هذا لا يعطيك الحق للتحدث معى هكذا أنا أفعل ما يبدو لى مناسبا أخشى أن أخبرك بأن هذا ليس من شأنك أبدا
فقال لى بل من شأنى أنت تعلمين جيدا ما أكنه لك يا سحاب وانتظرتك طويلا حتى تبادلينى نفس الشعور ولست غبيا أبدا وأفهم جيدا سبب اعراضك عنى عيناك تفضحك نحن مناسبان لبعض أما الطبيب يوسف لا تناسبيه أبدا وهو قد بدأ طريقه بالفعل بعيدا عن أحلامك التى لن تتحقق قلت له من أعطاك الحق لكى تحادثنى هكذا قال عمرك الذي  يجري يا سحاب هو من أعطانى هذا الحق  نحن في قرية والإناث لا تمكث حتى هذا العمر ولا تنس أخاك سعيد يطرد كل من أراد خطبتك حتى أصبح عائقا كبيرا لك  قلت بغضب سأعتبر نفسى لم أسمع أى كلمة قلتها لى والأفضل ألا نتحدث ثانية أبدا في تلك اللحظة دخل يوسف وقال بغضب شديد تتسامران هنا وأنا أبحث عن التمريض ليساعدنى لماذا لم تجيبينى على الهاتف يا سحاب قلت وانا مرتبكة وأخرجت الهاتف من معطفى يبدو أنه على الوضع الصامت يا دكتور أنا حقا أسفة تنحى يوسف قليلا وأشار على عبدالله بالخروج خرج الآخر وهو غاضب أما يوسف قال لى خيبت ظنى يا سحاب عبدالله يلعب على كل الممرضات هنا كنت أظنك مختلفة بادرته قائلة فهمتنى خطأ لم يكن الأمر مثلما تتخيل عبدالله مجرد زميل وأنا لا اسمح لأي شخص كان بالتجاوز فى الحديث معى قال متأكدة يا سحاب!!
ثم تركني وخرج كنت أشعر فى قرارة نفسي أنه يحبنى كثيرا ولكن لم أكن أبدا متأكدة بعض تصرفاته توحى بذلك يغضب لو رآنى أقف مع أى زميل أو مريض ويقوم بصب غضبه على ويتهمنى بالتقصير حتى ولو لم تكن مناوبة عملى معه ويضحك كثيرا على ارتباكى حين أعمل معه كنت اتلعثم كثيرا حين يسألنى عن شيء لكن على أرض الواقع هو مرتبط بطبيبة ويستعدا للزواج قريبا هناك ممرضات كثيرات يعتبرن يوسف وزملائه الأطباء حلم حياتهن لمجرد أنهم  أطباء أما أنا فكنت أحبه هو لم أكن أهتم لعمله أبدا كنت أحيانا أحزن لأن والدى لم يتركنى أشق طريقى فى التعليم ربما كنت سأصبح مناسبة وقتها ليوسف حزنت كثيرا لأن تلك أول مرة يتكلم معى فيها يوسف هكذا بشكل مباشر عن عبدالله الذي ربما هو كثير المزاح مع باقى الزميلات لكن أنا لست كالبقية
‏انتهى دوامي ورحلت إلى بيت العجوز كنت غاضبة جدا زواجى من شخص مثل يوسف يحتاج لمعجزة وزمن المعجزات قد انتهى للأسف سيبقى مجرد حلم جميل داعب خيالى كثيرا صعدت مباشرة إليها وكنت أسأل نفسي لماذا يرصد حفيدها مبلغا كهذا لرعايتها مع أن العمل لا يقتضي جهدا كبيرا مجرد أدوية وحقن ومتابعة لها جلست معها قليلا ثم اخبرتها أننى سأذهب للغرفة لأكمل تنظيفها وسأعود فى موعد الدواء لتأخذه بالفعل دخلت حجرتي وبدأت فى التنظيف أشعر أن تلك الغرفة لم تنظف منذ زمن طويل فقد أخذت منى جهدا كبيرا وطالما أتت ممرضات قبلى لما لم يقمن بتنظيف الغرفة؟؟
‏أسئلة كثيرة دارت ببالى انتهت بشيء ربما سيكون  خيطا يوصلنى إلى أجوبة مقنعة مفكرة صغيرة تحت وسادة الأريكة بالغرفة لم تكن ظاهرة في بادئ الأمر ربما لو لم أنتبه لطرفها كانت ستقع بداخل الأريكة ولن تظهر ثانية سحبتها ببطء شديد وقمت بفتحها لقرائتها كانت تخص صاحب الغرفة (بهي الدين) الذي علمت أنه شقيق السيدة كنت أظنه في بادئ الأمر زوجها ولكن بدأت الأمور تتضح لى شيئا فشيئا هذا المنزل كمافهمت ملك لأسرة العجوز ولم يتبق غيرها وأحفادها وفعليا لم يكن يسكنه منهم أحد بشكل إقامة دائمة بل فترات قصيرة أثناء العام لهذا كان دائما مغلق طوال فترة طفولتي بهي هذا يبدو أنه كان مفتونا مثلي بمعرفة أسرار هذا البيت كان هناك رسما للبئر فى بداية مفكرته ومكتوبا تحتها بئر الأمنيات خطر في بالي حينها قصة بئر سمعتها من قبل موجودة فى محافظة أخرى عن تحقيق الأمنيات لكن الغريب أنه كان يتحدث في مفكرته عن امرأة شنقت نفسها على عمود البئر كانت الصفحات قديمة ومهترئة بعض الشيء لم أفهم منها الكثير ولكنه نوه أنه تمنى لو سمحوا له بولوج غرفة جدته (ضي القمر)أول صاحبة للبيت لأنه سمع من جدته أن تلك الغرفة تحوي أسرارا كثيرة زاد الفضول من اصراري على معرفة ما تحتويه تلك الغرفة وما قصة تلك البئر قمت وذهبت للعجوز وبعد قيامى باعطائها دواءها جلست معها أتحدث كانت أحيانا تبدو رائعة وأحيانا أخرى لا تطاق لم أشأ أن أخبرها بما وجدت لكنى اتخذت طريقا آخر فى الحديث معها فقلت لها هل تعلمين أنى استمعت فى صغري لقصص كثيرة مخيفة حول هذا البيت فنظرت لى وقالت وماذا وجدت حين دخلتيه قلت لم أجد شيئا كانت مجرد قصص صبيانية لا أساس لها من الصحة فقالت اقتربي يا فتاة فاقتربت منها فقالت للبيت قصة واحدة حقيقية لا يعلمها سوى أصحابه وربما ليست كاملة لم يجرؤ أي منا على اختبار مدى صحتها لذا  فلا تصدقى أبدا شيئا لم تراه عيناك وكذلك لا تكذبيه …...…...................
‏(يتبع)
‏#رواية
‏#دموع_فى_بئر_جاف
‏#منى_وهبه

دموع فى بئر جافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن