الجزء الخامس

16 1 2
                                    

الجزء الخامس
____________________________________

صرت أحتاج وبشكل ملح دخول غرفة صاحبة البيت ربما سأجد بها ما ينهي فضولي ولكن لا أعرف أين سأجد مفاتيحه ولو سألت العجوز ستفهم أنى أنوي دخول الغرفة .
فى الصباح الباكر هبطت للأسفل عند الخالة صفية فلم أجدها وتذكرت أنها قالت بأنها ستذهب لسوق القرية خرجت فى حديقة المنزل لثوان قليلة قبل صعودى مرة ثانية للسيدة فقلت لماذا لا أقترب من البئر أنظر إليها من قريب دنوت من تلك البئر والخوف يملأ قلبى بعد ذلك الحديث الذى دار بينى وبين العجوز شجعت نفسى قائلة تلك مجرد خرافات.
كانت الأتربة تغطى البئر فنفضتها عنها فوجدت منحوتا  عليها صورة امرأة تبكى وكتب بجانبها

"الحب أمنية والأماني تتحقق حين يستحق كل منكما الآخر فاحذر مما تتمنى فإما أن تتحقق وتصبح لك أو ستصبح أنت لى"

شعرت بشيء غريب حين لمست البئر إحساس مخيف ومثير فى نفس الوقت ما كتب على البئر يوافق ما حدثتني به السيدة البئر تحقق الأماني في غمرة تخيلاتي لما من الممكن أن تقدمه لي البئر انتفضت إثر صراخ صفية حين وجدتنى بجانبها هرولت إليها بسرعة وقلت لم يحدث شيئا يا خالة دفعني الفضول لرؤيتها عن قرب قالت يا بنيتي ما لك ومال البئر أخاف عليك يا سحاب كما يقول السابقون (نبعد عن الشر ونغنى له) اصعدى ولا تقعليها ثانية ولن أخبر السيدة بما حدث .
مشيت معها وأحلامي معلقة عند تلك البئر لم أفكر في أي شيء آخر حينها ستكون هى بوابة سعادتي سيتغير كل شيء من أجلي سأستعمل تلك البئر لماذا لا أجرب كلانا نستحق الآخر أشعر بهذا جدا
صعدت للأعلى ومكثت طوال اليوم مع السيدة نتحدث سويا فى موضوعات شتى أحيانا عن البيت وأحيانا عن المدينة وكانت تقص لى عن أبنائها الذين ماتوا كلهم واحدا تلو الآخر أما هى فبقيت بمفردها تصارع الشيب والأمراض ومرور الزمن عليها ثم صمتت قليلا وعادت تتحدث ثانية لكن تلك المرة عن أخيها بهي ظلت تحكي عنه وعن ولعه بأسرار البيت وتلك البئر التى لطالما تمنى أن يفتحها ولو للحظات قليلة ينظر بداخلها فقط قلت لها وهل نجح في ذلك؟
قالت أعتقد لم يحالفه الحظ مات بهي وهو في ريعان شبابه وجدناه غريقا في ترعة القرية التي قيل أنها تأخذ كل عام شابا من نفس المكان
قلت لها سمعت تلك القصة كثيرا ومازالت تحدث حتى الآن ولكنى أتعجب منها جدا ما الذى يدفع الشباب للنزول إليها؟
قالت الأمر مخيف جدا يا سحاب بهي شاب ثري من المدينة لم يكن لينزل الترعة أبدا لم نعرف أبدا كيف انتهى به الحال ميتا فيها ولكن.....
قطع حديثنا دخول صفية إلى حجرة السيدة قالت أريد أن أستأذنك فقد تمت دعوتي لحضور حفل زفاف ابنة جارتي قالت السيدة بالطبع يمكنك الذهاب سحاب هنا معي
هززت رأسي أرحب بالفكرة جدا وبالفعل غادرت صفية المنزل وبعدها بقليل طلبت مني السيدة أن أذهب لغرفتي لأنها ستنام تركتها وخرجت ولكني وقفت في الرواق أفكر ترى أين وضعوا مفاتيح الغرفة ولماذا تركوا البيت على هذا الحال لم يفرغوا محتوياته القديمة البيت عبارة عن ألغاز لا تحل ولا تنتهي بالرغم من أن باقي الغرف سمح لي بالتجول بها إلا إنني لم أفعلها كنت أعلم أنها ليست نظيفة لكني قررت دخول غرف الطابق الذى أنام به وبدأت بالغرفة التى كانت تقع على يمين غرفة العجوز كل غرفة مفتاحها موجود في بابها حين دخلتها كانت نظيفة وكأن أحدهم قد سكنها قريبا وكانت صغيرة مقارنة بالتى جعلوها لي أغلقتها وأيقنت أنها ليست المنشودة ثم بحثت في الجانب الآخر كنت أدخل وأخرج من غرفة إلى أخرى ربما أجد ضالتي ولكن بدون أمل الغرف بها أشياء قديمة أكثر من الأثاث لم يسفر بحثي عن أي شيء ثم مللت وقررت العودة لغرفتي بدلت ملابسي التى اتسخت وقررت الخلود للنوم قليلا وما إن وضعت جسدي على السرير حتى فكرت في صاحب غرفتي هو كان مولعا بالبحث مثلي ماذا لو كان هو قد توصل لتلك المفاتيح ثم طردت الفكرة من رأسي وقلت قمت بقلب الغرفة رأسا على عقب لم اصادف شيئا ثم سرعان ما تذكرت انى لم أقترب للموجود فوق خزانة الملابس جذبت كرسيا وصعدت فوقه أتحسس الصناديق الموجودة بالأعلى ثم أعدت الكرسي لأنه لم يفي بالغرض وقمت بجذب المنضدة بدأت برؤية الصناديق والحقائب وقمت بسحبهم واحدا تلو الآخر وبالفعل عثرت على ضالتي توصَّل بهي للمفاتيح لكن يبدو أنه لم يقم باستعمالها  كما وجدت أحجبة كثيرة فُتح معظمها  وبقى منها ما هو مغلق شعرت بخوف حينها يبدو أن الأمر ليس سهلا كما تخيلت هناك من مارس السحر بالفعل في هذا المنزل انتبهت على صوت عودة صفية كنت أشعر بأحاسيس متضاربة خوف وفرح وإثارة ورعب اشياء غريبه لا تشابه بعضها البعض أخفيت ما وجدته ثم خرجت من غرفتي وذهبت لأطمئن على السيدة وعقلي لم يكف عن التفكير في كل ما حدث
في صباح اليوم التالى كنت في طريقي لعملي حين دخلت إلى حجرة الطبيب لأستلم مناوبتي وجدت عبدالله جالسا مع زميلة أخرى قمت بتحيتهم وجلست معهم قليلا نتحدث فدخل يوسف فبادره عبدالله قائلا مبارك يا دكتور قرأت بالأمس دعوة والد العروس لحضور عقد القران  
ارتبك يوسف وقال كل شيء جاء بسرعة قرر الوالد تقديم الموعد قليلا وبالطبع كنت سأدعوكم قبلها لا أعرف لماذا تسرعت وسألته متى موعد عقد القران
ابتسم وقال أنت تعرفين العادات هنا يا سحاب سيكون قبل نهاية الشهر العربي بيوم ثم استأذن وخرج بعدها بدأ عملي كالمعتاد كنت أسمع اصوات الناس في ممر المشفى وتكدس المرضى أمام باب العيادة وصراخ زميلاتي الممرضات عليهم حتى يلتزموا بالقواعد والهدوء وأنا بواد غير واديهم أحلامي تموت أمامي الأحلام تحتاج لمعجزة ثم لمعت فكرة البئر فى عقلي فسألت زميلتي بسرعة هل بدأت الليالي القمرية أم لا؟.................
(يتبع)
#رواية
#دموع_فى_بئر_جاف
#منى_وهبه

دموع فى بئر جافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن