بينما كنت أنتظر لالتقاط أحد الأصدقاء من المطار
في ( بورتلاند أورجيون) مررت بإحدى تلك التجارب
التي تغير الحياة والتي تسمع الناس يتحدثون عنها
كثيرا ؛ ذالك النوع من التجارب الذي يتسلل إليك
على غير توقع " وقع الحدث على بعد قدمين
فحسب من مكاني. بينما كنت أحاول جاهدا تحديد
موقع صديقي بين المسافرين الذين يخرجون من
الممر رأيت رجلأ يتجه نحوي حاملأ حقيبتين
خفيفتين توقف الرجل إلى جواري تماما ليسلم على
عائلته. أشار نحو أصغر إبنيه ( ربما كان في السادسة
من عمره ) بينما كان يضع حقيبتيه وبعدها عانقآ
بعضهما البعض عناقا طويلا يملؤه الحب وعندما
تباعدا بما يسمح لأن ينظرا لوجه بعضهما البعض
سمعت الأب يقول : كم هو رائع أن أراك يا بني لقد
إفتقدتك بشدة ! ". إبتسم إبنه إبتسامة خجل وحول
بصره جانبا ورد برقة : " وأنا أيضا يا أبي ! ". بعدها
نهض الرجل واقفا وحدق في عيني إبنه الأكبر( ربما
في التاسعة أو العاشرة من عمره ) وبينما كان يحيط
وجه إبنه براحتيه قال : لقد أصبحت شابا يافعا
بالفعل إنني أحبك كثيرا يا زاش ! " وتعانقا عناقا
دائمآ رقيقا مفعما بالحب. وبينما كان هاذا يحدث
كانت طفلة رظيعة ( عمرها سنة أو سنة ونصف
تقريبا ) تتلوى شاعره بالإثارة بين ذراعي أمها دون
أن ترفع بصرها ولو لثانية واحده عن المشهد الرائع
لعودة والدها عندئذ التفت إليها الرجل قائلا : "
مرحبا يا صغيرتي !" وهو يلتقطها برفق من والدتها
وسرعان ما غمر وجهها بالقبلات وقربها من صدره
وهو يهزها من جانب الى آخر وعلى الفور سكنت
الصغيرة والقت رأسها على كتفه بسكون وإطمئنان
خالصين وبعد لحظات طويله؛ اعطى الطفلة الرضيغة
![](https://img.wattpad.com/cover/213351398-288-k466732.jpg)