مازلت أستطيع رؤيته بعد كل تلك السنوات
كانت عشية العيد في أحد أعوام السبعينيات
من القرن الماضي كان برنامج الشباب بالمدرسة الثانويه لدينا مشاركا في حملة تمويل
إحدا مؤسسات إطعام وايواء الفقراء كنت اقف
خارج أحد متاجر(كيه مارت )في ويسكونسن
أدق. الجرس بجوار صندوق التبرعات في آخر نوبة في الموسم
مع اقتراب وقت الإغلاق كانت حشود المشترين
قد تضاءلت كان وقت الإغلاق متأخرا بالنسبة لي كنت اتجمد من البرد في ذلك الوقت سمعت
سيارة متهالكه قديمه تدخل ساحة الانتضار
ومساحات زجاجها الأمامي تتحرك جيئة وذهابا
لأبعاد الثلج
بنبرة صوت غاضبة غمغمت من بين انفاسي؛
إنها نهاية اليوم ولازال البعض يرغب في الشراء؛ انهارت روح التطوع لدي تحت وطأة
الريح البارد خرج رجل عجوز من السيارة وراح يجر ساقيه سأئرا نحوي استقبلته سائلا
هل تريد شراء هديه أخيرة ؟بدا أنه يفكر في كلماتي ثم أجاب بصوت رقيق؛نعم هدية أخيرة
اقترب من صندوق جمع التبرعات الأحمر الشهير وأخرج يدا ضخمة عجوز تشبه جذور الأشجار من جيب معطفه الدافئ
وبها اربع عملات معدنية هل هي بنسات ؟كلا.
ماذا إذن ؟رفع يده برفق شديد وسقطت العملات المعدنية المجهولة داخل الصندوق
قلت له شاكرا
عيد سعيد أشكرك على المساعدة رفع عينيه
الزرقاوين ونضر في عيني وأجاب وهو يومئ
برأسه؛ليس بإمكاني أن أمنع نفسيثم استدار وانصرف بهذه البساطة
راقبته بينما كان يرحل وآثار اقدامه تنطبع في
الثلج وقلت محدثا نفسي لقد كان هاذا غريبا
غريبا بحق رجل عجوز يخرج في طقس سيء
على طرق خطيرة ليهب بنسات قليلة للاعمال
الخيرية ؟حسنا لقد أتضح أن تلك البنسات القليلة هي
في الحقيقه بضعة آلاف من الدولارات لقد
تعرف عليها بفرح أحد المحاسبين في المقر
الرئيسي لقد كانت عملات من أصل جنوب افريقي كانت من الذهب الخالص وبعد كل هذه
السنوات لازالت كلمات العجوز تتردد في ذاكرتي
حين قال؛ليس بإمكاني أن أمنع نفسي ؛لقد
اصبحت كلماته بالنسبه لي ملخصا لجوهر
الكرم المثير الكامن في قلوب البشر
الذي يرفع المرء لمساعدة الاخرين بدون
سبب سوى متعة خدمة قضية أكبر من ذاته
تلك هي اللحظات التي تتأنق فيها
أرواحنا بروعة وبهاء وتربطنا بالغاية
من خلقنا أنني اعرف ذالك لأنني رئيت هاذا
التألق في عينين زرقاوينشارك معرفتك!إنها وسيلة لبقاء ذكرك
لو انك كنت سببا في إحياء
شيء جميل في نفوس الناس
فإنك تكون قطعت خطوة نحو
خلود ذكرك في عقول الناساما أن نجتمع ونتعاون وإنما نختلف
ونفترق. حقا ليس هنالك وسط