امرأة العزيز

184 15 3
                                    



بعد أن ألقى أخوة يوسف أخاهم يوسف في البئر عثر عليه تاجر عربي، فادعى أخوته أنه عبداً لهم وقد هرب منهم وباعوه لهذا التاجر الذي يدعى مالك بن زعر، ومن مالك انتقل يوسف الى مصر القديمة ليتم بيعه في سوق النخاسة الى عزيز مصر.

أخذه بوتيفار عزيز مصر الى قصره ولم يعامله معاملة العبيد بل أوصى زوجته أن تحسن إليه، فيقول تعالى (( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا))

تربى يوسف في بلاط العزيز قرابة أحد عشر عام ، وعُرف بين الجميع بحسن خلقه وجماله وذكائه وكياسته، وهو الأمر الذي رفع من ثقة العزيز به خاصة وأن زوجته زليخه كانت لا تنجب بسبب عقم زوجها.

ولما كان جمال يوسف لما مثيل له أنذاك، فقد فُتنت به وأحبته حباً كبيراً ، وبدأت تتقرب اليه لتظهر له اعجابها به، إلا أن يوسف يصدها خوفاً من عصيان أوامر الله.

وذات يوم ارتدت زليخه أجمل الثياب وتعطرت وتزينت، ودخلت على يوسف غرفته وقالت له: أنا لك، وملك يدك.

نظر يوسف الى جمالها ولكنه خشي ربه الذي انقذه من غيابة البئر، فقال لها: معاذ الله أن أسيء الى زووجك وسيدي الذي أحسن الي.

فذهب يوسف الى باب الغرفة ليفتحه، فقامت من ورائه امرأة العزيز وأمسكته من قميصه فأنشق من الخلف، وما أن وضع يوسف يده على مقبض الباب ليفتحه حتى رأى الوزير أمامه!

وشهد شاهد

وبمجرد أن صُدمت إمرأة العزيز بوجود زوجها أمامها حتى سارعت بإتهام يوسف بمحاولة الأعتداء عليها، يقول تعالى (( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))، فحاول يوسف تبرأت نفسه قائلاً : انها هي التي عرضت نفسها عليه، وفي تلك اللحظة دخل عليهم رجل حكيم من أهلها وعندما علم بما حدث ، قال أن قميص يوسف هو الذي سيبرهن من الصادق ومن الكاذب، فقال : ان كان قميص يوسف قد شق من الخلف فهو صادق وهي كاذبه، وإن كان قد شُق من الأمام فهي الصادقه وهو من الكاذبين.

وقد بينت الآيات الكريمة ذلك في قوله تعالى (( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ)) ونظر العزيز الى يوسف وطلب منه أنلا يخبر أحداً بما حدث إلا أنه سرعان من تناقل العبيد الخبر .

نساء المدينة

وقد انتشر الخبر بين نساء المدينة، وتناولت نساء المدينة سيرة إمرأة العزيز بالسوء، لذا فقررت زليخة أن تعد لهن حفلة وتجمهعم في منزلها ،وقدمت لكل واحده منهن صحن من الفاكهة مع سكين، ثم طلبت من يوسف أن يخرج عليهن، فلما رأيناه لم يصدقن عيونهن لدرجة أنهن قطعن أيديهم بالسكاكين بدلاً من أن يقطعن الفاكهة، فقالت أمرأة العزيز لهن: هذا ما لمتونني فيه، ولقد طلبته لنفسي ولكنه أمتنع، وإن لم يعفل ما أمرته به كنت لأسجننه، فقال يوسف رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه.

قصص النساء في القران مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن