163 5 1
                                    

ظلامٌ قاتِم، صَوتُ الرعد والبَرق القوي، برودةٌ شديده مُصاحِبه لِلرياح العاتية، أمطارٌ غزِيره تتَخبط في كُل مكان مُصدرتاً صوتً ارتعش له جسدٌ ذَلك الذي يَختبئ أسفلً الجِسر مُتكوراً حولً نَفسه بِجسدِهِ الهزيِل ذوُ القامَةٍ القصيرة مُغطى بِالشعر بَشكلٍ كامِل و أنا أعنِيها فإن رأيتَه سَتَظنه جَرو لم تَبقى لهُ ساعاتٌ كثِيره فيِ هذا العالم !! ، ينتَفِض مع كُل عاصِفةٍ رعدِية، لا يُغطي جسده سِوى قَميص قَصير بالكَاد يُغطي مؤخرتهُ!! لَيس وكأن هُنالك ما سَيظهر مِنه فكما قُلت سابِقاً هو مُغطى بِالشعر بَشكلٍ كامِل هو يَبدو كالدُب المَحشو.

حسناً يَكفي غُموضاً ، هو مُصاب بِمتَلازِمةِ أمبراس أو كما يُسميها البَعض بمُتلازِمة المستذئبين فعِندما تُصاب بِها يَزداد مُعدل نمو الشعر لَديك بِصورةٍ غير طبيعية ما سَيجعل مظهرك كالإنسان المُتحول لِجرو.

مَع أن الإصابة بِهذا النوع مِن المُتلازِمات نادر جداً إلا أن هذآ الصغير قد أُصيب بِها مُنذ الولادة أي بِشكل وراثي.

طِفل صَغير فِي سِن الثالثة تَخلى عنه وَلِداه بِعد أن شعروا باليأس منه مِن مَظهره فَلم يكن أحدهُم مُصاب بِهذه المتلازمة المُثيرة للاشمئزاز بِنظرهم فلِما تَحتم علِيهما أن يُبتلَيا بِطفل شَبيه بِالحيوانات؟!!! ، لِما يجب عَليِهم تَحمل تِلك الألفاظ القذرة مِن الجَميع كـ أنهم أَنجبو كَلباً بدلاً مِن طِفل!! ، أو عن كَونهِ مسخ! إلهي... ما اللعنة؟؟ تباً لِـ العُقول التي أوصَلت هذآ الصَغير لِوضعه الحالِي.

خَمسةً عشرةً عاماً عاشها هذآ الصَغِير وحدهُ بعد أن غادراً والِداه المنزل تارِكِانه خلفهم، في بادئ الأمر كان كَثير البُكاء والصُراخ فماذا يَتوقع مِن طِفل يَعيش وحدهُ فِي ذلك المَنزل الموحش؟، يوماً بعد يوم تَوقف عن تَناول الطَعام قضمه خبز واحِده كانت تكفيه لِيومين أو ثلاث، طوله لم يتعدى المائة والعشرين سنتيمتر ً!! حسنا نحمد الرب على هَذه السَنتمِترات كونه كان يأكل الطعام أو المؤنة التيِ تركاهَا له والِداه قبل التخَلي عنه حتى نفذت فهي قد أخذت وقتً طويلاً أي قُرابة الثلاث أو الأربع أعوام بِحكم كُثرتها و أنه شخص واحد كما أنهُ لم يكن يَتناول الكثير فوجبَته مع مُرور الأيام أخذت تَقل بالتدريج وهكذا حتى نفذ الطعام فبدأ بِتناول ما تَقع عَيناهُ عليه أياً كان حشرةُ أو تُربه ، توقف جَسده عن النمو بعد ذَلك، لكن نُمو شعرهِ لم يتوقف لِذا هو أصبح كالدُب القطبي بِفرو بني ، كما أنه لم يُغادر المنزل مُنذ ذَلِك اليوم.

أوو ولا ننسى ذَلِك التِلفاز الذي نَسي والِداه إغلاقه قبل أن يُغادراً لِذا هو بَقي يعمل دون توقف، هُما وكَلاً صَديق لهم لِيدفع فَاتورة الكَهرباء كُل عام مِن المال الذي سَيُحولَنِه له كَونهم لا يَعلمون إلى متى سَيبقى هذا الصَغير علىَ قيد الحياة، هذا التِلفاز كان صَديقهُ الوحيد فيِ هذا المنزِل الواسِع.
صدِيقه الوحيد!! حسناً هذا ما كنا نَظنه؟!.

مُشِعٍرٍآني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن