مُشِعٍرٍآني

❸

_ شخص جديد، ما اسمك؟ ولِما أتيت؟
استغرب الغُرابي ردت فِعله الغَير مُتوقعه، أردف بِتلعثم فما هذا المَوقِف الغَريب الذي وُضِع بِه؟!!!
_ أُدعى بِجونغكوك، في الحقيقة طُلِب مِني أن أعتني بك
أجاب عَليه الصَغِير مُبتسِماً بِسخريه!!
_ تَعتني بي ، حسناً إذا أنا تايهيونغ
هَمهم الغُرابي لا فِكرةً لديه عما يَحصل هُنا، استقام تايهيونغ مُغادِراً الغرفة لَكنه توقف عِندما لاحظ استغراب الغُرابي
_ألن تأتي؟! لا تَقلق سَتعتاد علىَ الوضع قرِيباً
استقام جونغكوك لِيتبع الأخر، هو يَشكر الرب كون ردت فِعله لم تَكن بِتلك القسوة التي تخيلها لَكن واللعنة هَذا يُخيفهُ أكثر!!!، تحدث تايهيونغ أثناء نُزولِه مِن السُلم
_ وواو المَنزل يَبدو مُشرقً!، أنت مَن فعل هذا؟
_ أجل
_ هل أرسَلك جَيمين؟
_ لا
حل صَمت طويل قَطعهُ جونغكوك مُردفاً رُغم عِلمه بالجواب إلا أنهُ السؤال الوحيد الذي أتى لِذهنه لِكسر الصَمت بِه
_ هل يَعيش مَعك أحدُ هنا؟
التفت إليه تايهيونغ بعد أن أرَح جَسدهُ علىَ الأريكة المقابلة لتلفاز، حسناً هو مُعتاد على هذا فكل من يأتي إلى هنا يسأل إن كان بَشري أخر يعيش معه أم لا
_ لا
أدار بَصره نحو التِلفاز لِيشاهد باهتمام، ابتسم جونغكوك على مظهره فَهو يَبدو مُخيفاً لَكنه فقط يُشاهد برامِج الأطفال باهتمام كبير
_ أهذا مَوكلي؟!
أردف جونغكوك بينما أرح جسده على الأريكة أيضاً بِهدف توطيد علاقته مع الأخر، التف تايهيونغ نحوه واضِعاً يَديه مُغطِيا منظفة فَمه في الحقيقة هو لَطيف وعَفوي لَكن الخوف الذي زُرع داخِله جعله ما هو عَليه الأن
_ أتعرف مَوكلي؟؟!
أومئ جُونغكوك بالإيجاب مَع ابتسامة دافئة
_ أتُحِبه؟
_ جداً
ابتسم تايهيونغ بسعادة لِتظهر لؤلؤيته البيضاء مِن بين خُصْلات شعره لَكن سرعان ما أنزل رأسهُ بِإحباط هامِساً
_ جيمين لا يُحِبه
أراد جونغكوك أن يسأل حول المدعو بجيمين لكن تايهيونغ قاطعه بينما يضم كفيه نحو صدره بِرجاء
_ إذا يُمكنك مُشاهدته معي أليس كذلك؟!
_ بالتأكيد
صَفق الصغير بحماس
_ جميل
تَمردت ابتسامة من ثغر جونغكوك لِيهمس بـ
_ طِفل لَطيف
اعتدل تايهيونغ في جَلسته لِيردف بِغضب فَهو بالفعل قد سَمع ما قاله
_ أنا لستُ بطفل
قهقه جونغكوك هذهِ المرة فهذا التايهيونغ يتصرف كالأطفال
_ حسناً أنت لست بطِفل
اعتدل جونغكوك في جلسته لِيلامس كَتفه كتف تايهيونغ عن طَريق الخطأ، انتفض تايهيونغ مِن مكانه مُوسعاً عينيه بِصدمه، هو شعر به، استطاع أن يشعر بِالأخر!! ،تفاجئ جونغكوك من ردت فِعله لكنه تجاهل الأمر كون الأخر يتصرف بِغرابة منذ قُدومه لذا أردف طارداً هذا الجو المشحون
_ إذا هل أستطيع أن أصبح صدِيقك؟
_ لا
أجاب تايهيونغ لِيصدم الغُرابي مِن رده، حسناً هو لم يَتوقع هذا أبداً كون الصَغير بدى لَطيف هو ظن بأنه لَن يواجه مُشكلة في التقرب مِنه.
عبِس جونغكوك بِلطف يَستدرج الأخر
_ لِماذا؟
أجاب تايهيونغ بنبرةٍ بارِده قلِقه
_ هكذا لا أريد
استقام تايهيونغ مُغادراً غُرفة المعيشة صاعِداً إلى الأعلى بِشرود وغضب على ما يبدو، فحقاً يَصعب على جونغكوك تَفسير مشاعر الأصغر مِن دون رؤية ملامِح وجهِه.
غادر جونغكوك لِيشتري البقالة فَالبارِحة هو لم يَجد شيء يؤكل.
أما بِالنِسبة لِتايهيونغ هو وقف أمام بَاب الغُرفةِ التي كان نائِماً دَاخِلها قبلاً، ابتسم بِخفة بعد أن دخل داخِلها
_ جيمين لَقد أتيت... اشتقتُ إليك جيميني
لَم يَرد عليه الأخر
_ إذا ماذا فَعلت في غِيابك؟
مجددا لم يَجد رداً مِن جيمين لِيقترب مِنه تايهيونغ مُمسِكاً بِذراعِه بَينما الدموع امتلأت داخِل عينيه هو خائف مِن أن يكون رأى ما حدث قبل قَليل
_ جيمين هل أنت غاضِب مِني؟!
تكتف الأخر ناظِراً للجِهة الأخرى
_أجل
_ لِماذا؟ ماذا فعلت؟
لم يُجب الأخر لِتسقط دَمعة مِن عينين تايهيونغ مُبلِلةً خُصْلات شعره
_ جيمين
_ لا تُحدثي تايهيونغ اذهب لِصديقك الأخر
سَحب تايهيونغ ماء أنفِه
_ لَكني أخبرته بأني لا أريد أن أكون صَديقه فأنا أعلم بأنك لا تُحب هذا
_ أيا يكن أنا لا أريد أن أكون صَدِيقك بعد الأن
التفت لِيغادر لكن صوت تايهيونغ أوقفه
_ انتظر، جيمين لِما تفعل هذا؟ أنا سأُعامِله كما البَقيه فهو يَعيش معنا هنا
قال تايهيونغ هذا لِيتأكد إن كان الأخر رأى ما حدث أم لا
_ لا تُمثل علي تايهيونغ أنت بالفعل تعلم بأنه لِيس كالبقية
تَسمر تايهيونغ في مكانه بينما رجفة جسده ازدادت
_ سأغادر
اقترب مِنه تايهيونغ يفصِلهم عدة إنشات بِحيث لا يتلامسان
_ مهلاً، جيمين انتظر... جيمين
تعالت شهقات تايهيونغ لِيبدأ جسده بالانتفاض
_ أرجوك جيمين لا تفعل ' شهقة ' أنت تَعلم بأني أهابُ البَقاء وحِيداً
_ لا أهتم
غادر جيمين تَحت أنظار تايهيونغ الذي إنهار بَكِيا.
في هذه اللحظة كان جونغكوك قد وصل لِلمنزل بالفعل فالبقالة لا تَبعد عن المنزل كثيراً، لَفت انتباهه صوت شَهقات الأخر العالية فحقا تايهيونغ قد تجرع ألم الوحدة كثيراً وهو غير مُستعد لِتجربته مجددا او حتى لِيعود لِما كان عليه سابِقاً وجيمين هو الوحيد الذي أنقذه مِن هذا لِذا هو يعتبر نقطة ضعف للأصغر .
هرع إليه جونغكوك مُسرعاً بِقلق، أدار مِقبض الباب لِيجد تايهيونغ مُلتفاً حول نَفسه كما لو أنه جرو خائِف، اقترب مِنه لِيدنو بِجانِبه، رفع يَده بِنية التربِيت على الأخر لكن تايهيونغ أحس بِه لِيبتعد عنه قبل أن يَلمسه، تفاجئ جونغكوك لَكنه تجاهل الأمر مرةً أُخرى
_ ماذا هناك لِما تبكي؟ هل أذيت نفسك؟ أتشعر بالألم؟
_ ابتعد عني فقط
أجاب تايهيونغ بعد أن سحب ماء أنفِه رفعاً نظره للأخر
_ أولاً أخبرني لِما تبكي ماذا حدث؟
قال جونغكوك بإصرار فبُكاء الأخر كان كَمن فَقد معنى الحياه، هو خائِف وجَسده يَنتفِض كاللعنة
_ وجُدوك هُنا هو السبب، غادِر فقط
_ ما الذي حدث؟
_ بِحق الرب ابتعد عني
إنهار تايهيونغ مرةً أخرى دابً القلق في قلب الغرابي الذي نَظف حلقه لِينطق بِلطف مُسْتَلين قلب الصَغير
_ تايهيونغ لا تُبعدني من فضلك، أنا هنا للاعتناء بك لست هنا لِأُذيك
رد بِغضب
_ أنت أذيتني وانتهى الأمر، لِذا فقط ابقى بعِيداً عني
استفهم جونغكوك فكلام الأصغر مليء بالألغاز
_ ماذا تعني تايهيونغ ما الذي فَعلته وسبب لَك الأذى؟ نحن حتى الأن لم نبقى مع بَعضنا لأكثر مِن عشر دقائق
تنهد تايهيونغ بِثقل، هو يشعر بالاختناق
_ دعني وشأني
استقام جونغكوك مُغادراً تارِكً الصغير وحده حتى يهدئ فلا يَبدو بأنه ينوي الحديث كَما أنه خائِف مِن طرد الأخر له خارج المنزل فَهو حتى الأن لَم يَقلها بِشكل صريح لِذا هو لن يأخذها بهذا المعنى.
نِصف ساعة مرت لِيعاود جونغكوك طرقاً الباب على الأصغر الذي نطق بِحنق
_ لا تدخل
حسناً وكأن الغرابي سيفعل ما قاله، أدار مِقبض الباب ليدخل حاملاً معه صِينه بِها فطائر ساخِنه مع كأس حليب وطبق سلطة
_ جلبتُ لك الطعام تناوله
_ لا أريد
وضع جونغكوك الصينية على الطاولة
_ يجب أن تتناوله فَجسدك ضعيف
غادر بَعدها مِن غير أن يَستمع لِحديث الصغير الذي لم ولن يتناول شيئاً ما دام جيمين غير مَوجود.

أسبوع كامل انتهى علىَ ذَات الحال جونغكوك يُحضر الطعام والأخر فقط لا يتناول مِنه حتى لُقمه.

داخِل تِلك الغرفة على ذلِك السرير الواسع الذي اتخذه تايهيونغ مَضجعاً له مُتكوراً به حولً نَفسه هو يَشعر بالمرض وقَلبه يؤلمه صَحيح بأنه لم يَشعر بالوحدة كون جونغكوك هُنا وهو كثير التردد عليه لكِنه يريد جيمين ، هو يَشعر بالخوف مِن غيره.
_ تايهيونغ
صدى صوتُه الذي غزا مسامع تايهيونغ هو يَعلم صاحِب هذا الصوت بالفِعل، رفع رأسه بِسرعه بَينما الدموع قد أغرقت عينيه وعيني الأخر
_ جيمين
اعتدل تايهيونغ في جلسته بَينما يَنظر للأخر بِعتاب
_ لِماذا أطلت الغِياب جيميني؟ ها
أخفض جيمين رأسه للأسفل والحزن بادي على ملامِحه
_ أسف
_ لِما جيمين ها تَعلم بأنه لَن يأخذ أحد مكانك فِي قلبي لِما فعلت هذا
سقطت دمعة تايهيونغ لِيبدأ بالبكاء بصوت عالي ألقى القلق في قلب جونغكوك الذي أتى لِطمأن عليه، توقف جونغكوك مكانه عِندما سَمع صوت تايهيونغ
_ لَقــ.. ' شهقة ' لقد اشتقت إلِيك كثِيراً حتى أن قلبي ألمني ' شهقة ' أيضاً أنا امتنعت عن الطعام لأجبرك على القدوم لَكنك فقط لم تأتي من أجلي
أدار جونغكوك مِقبض الباب ببطيء فبِحق الجحيم هو كان فِي الأسفل طِيلت الوقت ولم يرى أحد يدخل للمنزل فَمِن هذا الذي يُحدثه الصغير؟!!!!
لحظات فقط حتى ظهرت صورة تايهيونغ أمامه بينما يُنزل رأسه للأسفل ويشهق بَينما لا أحد مَوجود أمامه!!، رفع تايهيونغ رأسه نَظراً للفراغ لِينطق
_ لا تفعل هذا مُجدداً جيميني أرجوك
_ أسف تايهيونغي أقسم بأني لن أغيب طويلا مجدداً
_ أيضاً ابقى معي اليوم
_ حسناً تايهيونغي سأفعل
تَسمر جونغكوك في مكانه فما الذي يحدثُ هنا؟!!، هو يرى الأخر  يحدث نفسه فقط!!

..............

🧡💙❤️💜♥️💚🖤💛