68 5 3
                                    

اقتحم المَكتب ضارِباً الباب خَلفهُ نَظِراً إلى الذِي استدار بِصدمةٍ إثر صوت الباب، شاب في عَقدهِ الثاني، ذو شعر أسود و بشرةٍ بيضاء شاحِبه، ملامح حاده وعينان سوداء كسواد سماءِ الليل، هو فقط وسيم وبِشده.
اقترب مِنه لِيردف بِغضب
_ أنت مَن جَلب ذلِك الصَغير لِهنا
استقام بِقلق يأكل قَلبه فالأخر غاضب وبِشده و هذا يَعني  أن أمراً سيئ قد حدث
_ هل هو بِخير؟! أرجوك أخبرني؟ إلهي هل سَيموت بِسببي!!
اقترب مُمسكاً بِيد الطبيب الذي لا يزال ينظر إليه بذات النظرة
_ أرجوك لا تَبقى صامتاً هكذا
سَخر الأخر
_ لِما جَلبتَه إلى هنا ما دُمت قَلق عَليه لِهذا الحد؟! أم أنك تَشعر بالخجل مِنه؟
قطب الغُرابي حاجِبيه هو لا يَفهم لِما الأخر غاضب و ما قِصةُ الخجل هذِه!!
_ ما الذي تَقوله؟!
تَنهد الأخر مُهدئاً نفسه، سَحِبً يَده مِن بين يدي الغُرابي، نَظِراً إلى عينيه
_ سأسأل سؤالاً واحداً و لِتُجب عليهِ بِوضوح
استغرب الغُرابي تصرفِه لَكنه أومئ بِالإيجاب لِيكمل الأخر
_ لِما قُمت بِجلب هذا الفَتى لِهنا؟!
أجاب الغُرابي بِوثوق
_ لِأنه مَريض
_ و هل هو حيوان لِتجلِبه لِعيادة الحيوانات؟!
_ إذا هل هو إنسان مثلاً؟!!
تَنهد الطَبيب ماسِحاً ما بين عينيه لِيصرخ بِغضب
_ أتَمزح معي واللعنة!!
أجاب عَليه الغُرابي بِنبرةٍ الصوت ذاتِها
_ بِحق الرب ما الخَطب معك؟!
_ هل هو أخَاك الغَير شَقِيق؟! هل تَمقِطه؟ ها أجِبني، لِما واللعنة جَلبت إنسان لِيتعالج في عِيادة الحيوان؟؟
الصَدمةُ احتلت علىَ ملامِحه الغُرابي فهذا يُفسر ما حدث مِن قبل، هو لم يَكن يُهلوس، أردف بِتقطع
_ هل تَقول بأن الجرو...أقصد الشيء الذي جَلبتَهُ معي لَم يَكن جرواً بل كان إنسان؟!!
_ هل تَسخر مني؟ أم أنك تَخاف أن أُبلغ عنك؟
_ و هل أبدو لَك كَشخص يَسخر الأن؟
تَنهد الطَبيب للمرةٍ المَليون
_ إذا كَيف جَلبتهُ لِهنا ما دُمت لا تَعرفه؟
_ أعطَني والِدي الراحِل عِنوان مَنزل وأخبرني بأن أعتني بالذي بِداخِله، لِذا ذَهبت إليه اليوم لَكِنه بدى مهجُوراً وبعد مُحاولات كثيره للدخول قررت العودة لَكني سمعت صوتً قادماً مِن الداخل فحاوله كسر الباب و أثناء مُحاولاتي فُتح الباب لِيظهر ذلك الفتى راكِضً أسفل الأمطار فظننته جرواً لِذا لحقت به كوني أعلم بأنهُ سيلقى حتفهُ إن بقي في الخارجٍ مع هذا الطقس وهكذا حتى سقط مُغماً عليه فجلَبتُه إلى هنا.
أخفض الطَبيب رأسه فَهو قد أخطأ في حق الأخر
_ أعتذر عن ما قُلت وعن كَوني غير مُهذب معك أيها الوسيم
ابتسم الأخر بِتكلفه فَهو غير مُصدق لِما حدث
_ لا بأس
مد الأخر يده إلى الغُرابي
_ أدعى بالطبيب كِيم سوكجين
بادلهُ الغُرابي
_ جونغكوك.. جِيون جُونغكوك
ابتسم لهُ جِين
_ تَشرفتُ بِعرفَتك، تَفضل بِالجلوس
_ لي الشرف
أردف جين لهُ لِيجلس هو الأخر مَقبلاُ إياه لاماً كفيه أمامه
_ إذا كَيف ستتصَرف الأن؟!
_ سأعتني بِه كما أخَبرني والِدي، ولَكن لَدي فُضول حول أمر وأشعر بِالحرج لأسأل عنهُ
قَهقه جين مُردفاً
_ عن مَظهره أليس كذلك؟
حك جونغكوك مؤخِرة رأسه فَـ واللعنة هو يَبدو عُنصرياً الأن لَكِنه حقاً لَم يَقصد هذا هو فقط يَشعر بالفُضول
_ في الحقيقة أجل فهل هو يُعاني مِن مُتلازمة أمبراس؟!
ابتسم جين
_ يَبدو بأنك تقرأ الكَثير مِن الكتب العلمية
رد الغُرابي لَه الابتسامة
_ أجل فَهيا تَتناسب مع ذوقي
أراح جين ظهره على المَقعد ضاماً يديه لِصدره
_هكذا إذا.... في الحقيقةٍ أنا أيضاً أظن ذلك فقط مرت علي حالةُ كحالتِه مِن قبل كَون والِدى الفتى يَشعران بالخجل مِن مظهره لِذا جَلباهُ لِعِيادة الحيوان بدلاً من المُستشفى لِذلك كُنت غاضِباً، فَبحثت عن الأسباب وهذه المتلازمة كانت الجواب الوحِيد لِحالته
_ أليست مُتلازمة نادرة الحُدوث كما أنها عادتاً ما تُصِيب النِساء؟!
_ ظننتُ هذا في البِداية لَكن اتضح بأن المُشعرانية هي التي تَختص بِالنساء ذَوات الهرمُونات الذَكريةِ المرتفعة و هي تختلِف عن مُتلازمة أمبراس
كان جونغكوك يَستمع بِحرص فَهذهِ الأُمور تَجذِبهُ بِحق
_ هكذا إذاً.... شكراً لك
ساد الصَمتُ لِثواني لِيقطَعه جونغكوك
_ هل أستطيع أخذه اليَوم؟!
_ أجل بِالتأكيد لَكن حاول أن تعتَني بِه فَجسده يبدو ضَعيفً جداً أيضا اجلب لهُ بعض الفيتامينات، انتظر قليلاً لِأكتبها لك
_حسناً
ناوله جين الورقة بعدما أنتهى، لِيردف جونغكوك بابتسامه
_ شكرًا لك
_العفو

مُشِعٍرٍآني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن