الفصل الثالث

853 48 12
                                    

الفصل الثالث

سيناء الروح

توقف جاسر مكانه وهو يتطلع للشخص أمامه بمقت وكره كبير بينما تراجعت ناتاشا بصدمه وهي تمسك بيده جيداً وهي تكاد ترتعب من الخوف فمن كان أمامهم لم يكن سوى ابن عمها شهاب
نظرت له برعب بينما قابلها هو بتهكم وابتسامه مريرة
كان جاسر أول من تمالك أعصابه وقال ببرود يتخلله قسوه (( أيه إللي جابك هنا يا شهاب))
شهاب بتهكم (( أيه في أي جاي أخد حقي!؟))
جاسر بسخريه (( حقك وده من أيه بقا!))
شهاب تقدم منه حتى وقف مقابله ونظراته الحادة موجهه لناتاشا وقال (( ناتاشا))
ليبتعد اثر لكمه تلقاها من جاسر الذى امتلئت عينيه بالشر وكاد أن ينهال عليه قبل أن تتمسك به ناتاشا برعب وهي تتوسله أن يتمالك أعصابه ولا يثير المزيد من الضجه فنظرات جميع العاملين كانت تتابعهم بدهشه ورعب قبل أن يلتفت لها جاسر بحده وكاد أن ينطق بعنف ويرد عليها رده الحاد قالت هي سريعاً (( أنت مش في مصر يا جاسر وهو لو فكر يبلغ عنك هيكسب القضيه بسهوله وهيدمرلك إللي أنت بنيته ده حلمك يا جاسر هو قاصد يعمل كده عشان يخرجك عن شعورك اوعا تسمحله فاهم))
لينهض شهاب من الأرض التى وقع عليها عقب لكمة جاسر ليصفق بيده بسخريه وهو يقول (( لا برافو عرفتى أنا بفكر في أيه))
ثم نظر لها بنظرات وقحه جعلتها تختبئ خلف ظهر جاسر العريض حرك جاسر حركته ببطئ حتى سمعت صوت طرقعة عظام عنقه ثم ابتلعت ريقها بصدمه وهي ترى تلك الابتسامه الغليظه تظلل شفتاه القاسيه وعينيه العسليتين يتحولون للون داكن من شدة غضبه ولم يشعر بنفسه سوى وهو يهجم علي شهاب بكل عنف وشهاب مستسلم ويبتسم باستفزاز برغم شعوره بالألم الشديد حاول عدد من العاملين ابعاده ولكنهم لم يستطيعون فهو كالاسد الجوعان ثم شعر بأحد يمسك قبضته التى كانت تنهال على شهاب باللكمات نظر جاسر لصاحب اليد بحده ليجده شرطى ينظر له بغضب ويجذبه بعنف ويحدثه بلغت بلده
الشرطي: تحرك معي بلا صوت فأنت رهن الاعتقال
نظر جاسر لشهاب الذى فقد وعبه من شدة الضرب ليلاحظ أنه كاد أن يقتله
نظر لناتاشا نظرة أخيرة ثم وضع يده علي رأسها بحنو وهو يبتسم لها باطمئنان نظرت لاختفائه بحزن شديد وعينيها مليئه بالدموع
أما جاسر فركب سيارة الشرطه بهدوء وهو يفكر أنه أنتهي مبكراً جدا أرجع رأسه للخلف بتعب وهو يتألم يشعر أنه خذل والدته للمرة الأولي بحياته انطلقت السيارة به لطريق مجهول لا يعلم ما ستكون نهايته سوى الله......

*************************
بعد مرور عشر سنوات
*********

في محافظة القاهرة

في شركات رجل الأعمال جاسر نصار
دخل جاسر بهيبته وعنفوانه لمقر شركته ليقف جميع الموظفين له باحترام شديد ليدخل مكتبه الفخم بعدما تجاهل تحية سكرتيرته الخاصه ودخل بهيبته الخاصه وجلس علي كرسي المكتب الضخم أرجع رأسه للخلف بشرود حزين بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات ما زال قلبه يتألم

سيناء الروح لسعاد عبادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن