الفصل الرابع

843 52 24
                                    

الفصل الرابع
سيناء الروح

ظل جاسر ينظر لها ويتأملها وهو يمط شفتيه ويضم حاجبيه معا وهو ينحنى لاسفل ثم لاعلي ليدور حولها يميناً ثم يثارا يرفع حاجب مرة ومرة أخرى يمصمص شفتاه يعض علي شفتيه بغيظ مرة ويضمهم بغيظ مرة كانت والدته تراقب حركاته تلك بتوجس من حركات ابنها الغريبه لتقترب منه فجأة وتضع يدها علي كتفه وهى تهمس فجأة (( بتعمل ايه يا جاسر
انتفض جاسر علي أثر لمسة والدته لتنتفض هي الأخرى وتساله بعينيها عما يفعل ليجلي جاسر حنجرته ويحاول أن يجد صوته ليهمس لوالدته ومازال يرفع حاجبه المرتاب تجاه سوار وهو يراقبها بتحفز احتسابا لأي هجوم يصدر من ناحيته ليهمس لوالدته بخفوت (( بحاول احددلها ملامح
ابتسام بعدم فهم: تحدد لها ملامح ازاي يا جاسر
جاسر بحده غير مقصودة وصوته هدر بقوة (( بحاول احدد وشها من قفاها))
نظرت والدته لسوار وهي تمط شفتيها (( ربنا يكملك بعقلك يا حبيبي
ثم تحركت لتسمعه يسب بألفاظ خارجه لم تستطع تمييز ماهيتها ولكن معظمها موجه لمن وضعه بتلك المصيبه حسب رأيه....
جلست والدته وجلس جوارها وهو ينحنى بظهره قليلا تجاهها ليسمع والدته تدعوها للجلوس ليراقبها بتوجس وهي تتحرك ليفتح عينيه على وسعها عندما لاحظ أنه كان ينظر لظهرها وضع يده علي جبينه وابتلع ريقه بصعوبه وهو يسمع والدته تنظر لها بإعجاب شديد ضم حاجبيه بحيره ونظر لوالدته ليراقب ابتسامة ونظرة الإعجاب علي وجهها ليمد جسده أمام والدته وينظر لها هو الآخر لعل والدته ترى مالايراه ...
تعجبت والدته من تصرفه هذا لتبعده بحده وتقول: جاسر في أيه مالك
جاسر بابتسامه سمجه (( مافيش يا أمى مافيش
حك شعره بخفه قبل أن ينهض فجأة حينها سألته والدته بارتياب (( رايح فين يا جاسر))
نظر لوالدته وقال ببساطه (( هطلع أخد دش يكون الأكل جهز
ألقي نظرة أخيرة ناحية الفتاة المفحمه ثم ذهب سريعاً
راقبته والدته حتى تأكدت من صعوده ثم نظرت لسوار لثوان لتقول بنبرة حانيه: اطلعي ارتاحي يا حبيبتي وغيرى هدومك لحد ما أحضر السفرة
لتمسك سوار بيديها وهي تهز رأسها بعنف وتقول أخيرا:(( خليكى أنتى يا عمتو أنا هجهز السفرة وكده كده أنا لسه مغيرة هدومى ولا أنتى نسيتى))
ابتسام بحنو (( ماكنتش أعرف أنك جايه النهارده يبنت الغالي وإلا ماكنتش أديت الخدم اجازة))
سوار بحنو (( جرى أيه يا عمتو أنا مش غريبه ده غير أنى اتعودت أعمل كل حاجه بنفسي))
نهضت سوار بخفه وذهبت تجاه المطبخ بينما ابتسام ابتسمت بخبث

..............
.......

أما ذلك المسكين دخل غرفته وخلع ملابسه بآليه شديدة وهو يحدث نفسه (( هو في أيه.....
ارتدى جاسر بنطلون قطنى أسود وتيشرت قطنى أبيض وهذب شعره ونزل لاسفل بخفه ليجد والدته تجلس في مكانها علي السفرة ليذهب وهو يكاد لا يراها ويجلس مكانه علي رأس الطاوله لتنظر له والدته وهي تمنع ابتسامتها عنوة لتراه رفع نفس الحاجب المتأمر مرة أخرى وهو ينظر في اتجاه معين لتنظر هي الأخرى لتجد سوار تدخل بأطباق الطعام المختلفه وترصها بشكل مذهل علي الطاوله ثم وضعت طبق أمام عمتها ووضعت بداخله طعامها ثم مسكت طبق ووضعته بعنف أمام جاسر ليرجع للخلف كخطوة حماية للنفس ليقطب حاجبيه وهو يلاحظ الطريقه العنيفه التى تضع بها الطعام أمامه ثم جلست في مقعدها المواجه لعمتها وبدأت بغرف الطعام لنفسها قرب رأسه منها بترقب وهو ينتظر اللحظه الخارقه التى سترفع فيها غطاء وجهها لتتناول طعامها ليصيبه الإحباط فور أن أشارت لعمتها بعلامات غير مفهومه بيدها ونهضت أخذه طبقها معها لترافقها عينى والدته الحانيه ليقول جاسر بحده وهو يراقب صعودها لاعلي ويخبط يده بعنف على الطاوله (( لأ بقا لا بقا أحنا متفقناش علي كده
لتقول والدته بحيرة (( مالك ي جاسر
ليقول بحده (( أيه فيلم الرعب ده يا ماما
لتنظر له والدته بامتعاض (( مانت لو متربي مش هتقول كده
جاسر بعنف (( متربي أيه وزفت أيه ...ليمد يده وكأنها أمامه ليقول بحده ((أيه دى!؟
نظرت له والدت بغرابه قبل أن تتجاهله وتتناول طعامها بهدوء لتتركه هو ينظر أمامه مغتاظ
ليقول فجأة (( أيه إللي جابها
ابتسام (( نعم!!! مانت عارف أنها هتيجى
جاسر ((ىبس كان واجبك تحذرينى يا أمى ماجيش اتخض كده وبعدين هي مبتتكلمش ليه وايه الإشارات الغريبه إللي بتعملها دى وبعدين أنتى مش قلتيلي أنى هروح اجيبها من المحطه جات امتى ومين جابها
ابتسام بتنهيدة: خلصت كلامك !؟عموما يا سيدى أنا كمان اتفاجئت بيها ولما عاتبتها عشان جات لوحدها قالت إنها متعودة تعتمد على نفسها وكمان آه هي مش خرسه بس هي النهاردة صايمه
ليفرغ شفتيه بصدمه ويقول (( صيام أيه ده يا ابتسام إللي بعد العشا
ابتسام ببساطه (( ده صيام عن الكلام عادة بتعملها سوار متعودة دايما تعملها من وهي طفله بتصوم يوم كل سنه عن الكلام مبتتكلمش فيه خالص
مط جاسر شفتيه بصدمه وتراجع في مقعده للخلف وهو يعبث بطعامه بشرود
لتنظر له والدته بخبث وتبتسم بحنو

.............
......
أما بالأعلي بعدما دخلت لغرفتها حرصت علي إغلاق الباب خلفها بالمفتاح لتنظر لنفسها في المرآه طويلاً قبل أن تمسك بطرف الملحفه وتخلعها ببطئ يتبعها غطاء الرأس ثم الشرسف المغطى لوجهها ليظهر اسفله عباءة سيناويه رائعه من القماش الستان ذهبية اللون تلتصق علي جسدها الممشوق وإمكانياتها الرائعه بتناغم لترفع يدها وتفك الدبابيس المقيدة لشعرها لينفلت بنعومه علي ضهرها ليصل لاسفل خصرها بانحنائته الغجريه الفاتنه ولونه الأسود القاتم بينما عينيها الفيروزيتين العاصفتين التى تحرص دائماً علي أن تكحلهما بكحل أسود قاتم مماثل للون شعرها بينما جفونها الثقيله تعطيها الكمال لجمال عينيها شفتيها مكتنزتين جميلتين وبشرتها بيضاء ناصعه باختصار شديد هي تعلم أنها جميله جدا ابتسمت لنفسها بخبث ورفعة حاجب شرير وهي تلتفت حول نفسها بابتسامه مرحه لتتذكر جاسر ومقابلته وصدمته بها حسنا فهي لم تراه من قبل ولكن كانت متوقعه أن تجده وسيماً جداً ولكن الحق يقال فهو جذاب بشكل مذهل  مطت شفتيها وهي تتوعده.....

...................
......
أما جاسر دخل غرفته وصفق الباب بعنف خلفه وهو يدور حول نفسه ليمسك هاتفه ويضغط عدة أرقام ليرن الهاتف لثوان قبل أن يستمه لصوت محدثه
ليقول جاسر بانفعال: أنت فين يا زفت
ثروت نظر بجانبه للفتاة النائمه جواره ليقول: في أيه يا جاسر ... أنت مالك أنا فين يا أخي هو أنت مراتى
جاسر بحده: أنا مخنوق وعايز اتكلم
ثروت: طب أنزل يلا نتقابل في مكانا المفضل
جاسر: بلا مكان مفضل بلا بتاع أنت تيجيلي حالا علي القصر
ثروت بفضول: طيب هلبس واجيلك أقول عليك أيه ضضربتلي الليله
جاسر بحده: أنا حياتى كلها اتضربت وقبل أن يسمع رد ثروت أغلق الهاتف بوجهه...
ثروت بفضول وهو ينظر للهاتف بتساؤل لينهض سريعاً يرتدى ملابسه لتقول الفتاة بجانبه: علي فين يا بيه ده السهرة لسه في أولها
ثروت بنفور: هتصاحبينى يا روح امك ولا إيه ليلقي لها حفنة أموال ويذهب لملاقاة صديقه

نزل جاسر سريعاً من غرفته وكان الظلام يعم المكان لينزل وهو لا يرى شئ أمامه سريعاً حتى اصطدم بجسد ما وشهقه قويه سرعان ما لاحظ أنها علي وشك السقوط ليتلقاها بين ذراعيه وهو يشعر بجسدها البض أسفل ذراعيه وشعر كالحرير أسفل كفيه علي ظهرها وقماش فستانها الناعم الملمس تحت كفه الأخرى ودقات قلبه المتسارعه أسفل كفها التى وضعتها علي صدره كحركه دفاعيه لم يتمالك أعصابه ولم يستوعب حتى دفعته بحده وركضت لاعلي سريعاً ليوقفها صوته الحاد القوى (( أنتى مين
لتقول دون أن تتوقف وهي تتابع صعودها (( سوار
فتح عينيه علي وسعها حتى اختفي خيالها من أمامه ليتمتم (( يخربيت جمال أم صوتك
ليتراجع للخلف وما زالت انظاره معلقه مكان صعودها وهو ينظر لكفيه ليرفعهم إلي انفه ويشم رائحتها الشهيه ليسمع صوت سيارة صديقه ليخرج سريعاً وهناك ابتسامة حمقاء علي شفتيه ليفتح الباب لثروت ليلاحظ ابتسامته الغريبه تلك لينظر له بتوجس ليغلق جاسر الباب بوجهه ده أن ينطق ويصعد لغرفته سريعاً تاركاً صديقه مصدوما من ردة فعله الغير متوقعه (( يابن المجنونه
ليركب سيارته ويغادر سريعاً

#سيناء_الروح
#سعاد_عبادة
ها يا جماعه نكمل ولا كفايه رأيكم يهمنى

سيناء الروح لسعاد عبادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن