|05|

593 62 177
                                    

هولا ~

....

اتضح أنّنا في شهرِ أكتوبر ، إمّا أنّ الوقتَ يسيرُ بسرعة كبيرة ، أو أنّ هناكَ وقتاً مقطوعاً من حياتي .
13,Oct

" قراصنة التورتو ، هم مجموعة همجية من الأشخاص الذين اتخذوا من ماركايبو في إسبانيا معقلاً لَهم ، و أوّل من ناقش موضوعهم هو إيميليو سال~
هي جونغ كوك ، ركّز معي !!".
صوتٌ مألوفٌ -كما العادة- صَرَخ بي ، رَفعتُ رأسي عن الطاولة لأنظر أمامي للشخص الصّارِخ .

لكن، لا يوجد أمامي لا شخصٌ و لا طاولة حتّى ، بل هيَ غُرفة إسفنجية بيضاء ، حاولتُ رفعَ كاملَ جسدي ، لكنّني لم أقدر ، رفَعتُ ناظريَّ مُحاوِلاً رؤية جسدي ، وَ إنْ كانَ مُقَيّداً أم ماذا .

لكنَّ ما رأيتهُ هوَ جسدي المُقيّد بسلاسل حديدية غليظة ، أطرافي -الثّلاثة- مختفية تحتَ لباسي الأبيض ، حاولتُ التّذكر ، ما هذا المكان ؟ و لماذا أنا هُنا ؟ و ماذا حَدَثَ أصلاً ؟!
فقدتُ أعصابي لوهلة ، حدقتاي تهتزّان بخوفٍ هائل ، أحاول النّظر في المكان لكن لا شيء ، كلُّ شيءٍ أبيضَ تماماً ، لا يوجدُ لا نافذةٌ و لا باب ، هذا المكان خالي من أيّ شيءٍ عدا هذا السرّير المُقيّدُ جسدي بِه ، نبضاتُ قلبي تتسارع بقوّةٍ آلمت صدري ، أنفاسي تُلاحقُ بعضها البعض و أنا ألحقها في محاولةٍ لالتقاطها ، رأسي آلمني كما الحال مع باقي جَسدي ، شعرتُ أنّ قلبي سيهربُ من بين أضلعي ، و فجأةً ، هدأَ كلُّ شيءٍّ و عادت نبضات قلبي و أنفاسي للانتظام ، أخذتُ نفساً عميقاً ، و عدتُ لأريح رأسي على الوسادة.
أغمضتُ عيناي للحظةٍ محاولاً التذكر ، لا شيء ، سوادٌ هوَ كلُّ ما أراه ، صمتٌ خانقٌ هوَ كلُّ ما يدورُ حولي ، لماذا فقط لا أستطيع التذكر ؟!


"هيّا جونغ كوك، هيّا عليكَ أن تتذكر".
تمتمت ُ مُشجعاً نفسي ، لكنّ ، و ما فاجأني حقّاً ، هوَ ردُّ أحدهِم عليّ

...

لماذا ؟

لماذا ماذا؟

لماذا تريد التذكّر ؟.

لأنّني تائه ، لا أميّزُ حُلمي عن واقعي ، و لا أمسي عن حاضري ، و لا صباحي عن مسائي ، أريد تذكّرَ الشيء الذي أوصلني لهذه المرحلة.

ماذا إن كانَ مؤلماً؟
...

لأكون صادقاً ، ليسَ أيُّ شخصٍ من أجابني ، بلْ هُوَ أنا ، صوتي الداخلي، و كأنّه كيّانٌ مُنفصلٌ عنّي لهُ إرادته الخاصّة ، يَخرُجُ متى شاء َ و يعودُ متى شاء كذلك ، أحياناً يتحكّمُ بي ، و أحياناً أُخرى أتحكّمُ به ، أشعرُ أنّهُ يخبِّئُ شيئاً عنّي ، أنا أعتقد - و شبهُ واثقٍ- أنّه يعلمُ ماذا حدثَ و يحدثُ لي .

M. P. DWhere stories live. Discover now