هولا~
...
- يوم ما في شهر نوفمبر -
لا أعرف إن كان هذا هو التاريخ الفعلي أم لا ، لكنّني أَعتَقِدُ هذا .....
" جونغ كوك ، لنشرب !".
صوت نادى عَلي مِن بَعيد ، بَعيدٍ جدّاً ، كأنّه يَأتي مِنَ الطّرفِ الآخرِ للكرةِ الأَرضيّة ، لكنّه مَع ذَلك بَدا واضِحاً جدّاً ." هيّا يا رَجُل ، لا تَكُن جَباناً ".
ذاتَ الصّوتِ نادى عَليّ مُجدّداً ، أعتقدُ أنّهُ تايهيونغ صاحِبُ النّبرةِ العَميقة ،
و بِطريقةٍ ما يبدو هَذا الموقِفُ مألوفاً جدّاً كَذِكرى ، لكنّها بَعيدة ." لا تَخَف، كأسٌ واحدٌ فَقط ، وَ سنُخفي آثار جريمتنا قَبلَ عودةِ هيونغ'ز".
شخصٌ آخرَ ظَهرَ مِن وَراءي قالَ بِمَرحٍ ، رُبّما هُو جيمين هيونغ صاحِبُ النّبرةِ الحادّةِ ، أشَعر بهِ يَسير بجانبي ، وَ مع ذَلك لا أستطيعُ رُؤيتَه .فَجأة ، الظّلامُ الّذي كانَ يُحيط بي اختفى ، وَ ظَهر بَدلاً عَنهُ مَشْهدٌ ضَبابيٌّ غيرُ واضحٍ بتاتاً .
ترآى لي جَسدان - رُبّما يَعودان لجيمين و تايهيونغ- يَجَلسانِ عَلى أَريكةٍ طَويلةٍ في مكانٍ ذي إضاءَةٍ خافِتة ، كَما أنّهما يحملانِ زُجاجةً وَ بِضعةِ كُؤوس ، يُؤشّران لي بالاقترابِ وَ هما يَضحكانِ بِصَخب .مَشيتُ لَهما بِخَطواتٍ بَطيئة ، كُنت مُتردّّداً لِسببٍ ما ، أصبحت عَلى مَسافةٍ قريبةٍ منهما ، أَنظرُ لَهما وَ هما يَضحكانِ وَ يضرِبانِ كؤوسهما ببَعضِها بِسعادةٍ .
شَعرتُ بنوْعٍ مِنَ الوَحدة ، وَ الكَثيرُ مِن الغَيرةِ وَ الحزن ، العَديدُ مِن الأحاسيس
اجْتاحَتني فَجأةً أَصابتْني بالصّداعِ الشّديد ، أغْمضتُّ عَينايَ مُحاولاً السّيطرةَ عَلى الصّداعِ ، اختَفتِ الأصواتُ وَ عادَ الهُدوء المُخيف .فَتحتُ عَينايَ بعدَ دَقيقةٍ أَو أقلَّ ، وَ كانَ كلُّ شيءٍ قَد تَغيّر ، المكانُ و الأصواتُ ، حَتّى ملابسي قَد تَغيّرت ، وَ كأنّني انتقلتُ آنيّاً إلى بُعدٍ جَديد ..
مُجدّداً ، ظَهرَ جيمين وَ تايهيونغ ، لكنّهما يَبكيان ، بمأساويّة شَديدةٍ ، بَعدَ لحظاتِ ، أَربعةُ ظلالِ مألوفةٌ إلى حدّ ما تَبِعَتهم وَ َوقفت وَراءَهم ٠
شَعرتُ بِيدِ أحدِهم تُوضَعُ عَلى وَجهي وَ تَمسَحُه برقّة ، و الآنَ فقط إنتَبهتُ إلى وَضعي !
ستّتهم يَقِفونَ فَوقي ، و أنا أَعتَقِد أنّني مُستلقٍ ، يَتحلّقون حَولي وَ يَبكون !