الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:فإن لحسن الخلق منزلة عظيمة في الدين، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أثقل شيء في الموازين، وجعله صفة خيار المؤمنين، فقال:«أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» (رواه الترمذي وصححه)، فعلى المؤمن أن يحرص على تحسين أخلاقه ومحاسبة نفسه ومعالجة أمراضه وعلى مجانبة كل الخصال الموجبة لسوء الخلق.
ومن هذه الخصال التي ينبغي الحذر منها:" الغضب وحب الانتقام والانتصار للنفس"، وإن هذه الخلال من الأمور الجبلية، ولكن لا يجوز للمؤمن أن يطلق لها العنان حتى تدخله في دائرة سوء الخلق، بل عليه أن يضبط هذه القوة الغضبية، فلا تهيج إلا للأمر الذي ينبغي أن تهيج له، وفي الوقت الذي ينبغي أن تهيج فيه، ولا تتجاوز الحد الذي ينبغي أن تقف عنده. وبعبارة مختصرة عليه أن يتصف بخلق الحلم الذي عرفه بعض أهل العلم بأنه :« ضبط النفس عند هيجان الغضب ».