-الخاتمة-

18 2 1
                                    


وفي الختام لابد من التأكيد على بعض الأمور التي توضح حقيقة الحلم وتفصله عما قد يشتبه به وليس منه، فإنه ليس من شرط الحلم أن يفقد الرجل قوة الغضب، وإنما شرط الحلم أن لا يطغى الغضب حتى يدفع الرجل إلى الانتقام، أو يمنعه من العفو والصفح حيث يكون الصفح أولى به. وإن الحليم يغضب إذا جهل عليه واعتدي عليه، لكنه يكظم غيظه حتى لا يكون له أثر في غير نفسه. وإن الحلم المأمور به لا يعني الضعف والذلة والخور والجبن، فإن الذلة احتمال الأذى على وجه يذهب بالكرامة، أما الحلم فهو إغضاء الرجل عن المكروه حيث يزيده رفعة ومهابة.

وإن الحليم قد يعاقب لكنه لا يعاقب إلا إذا كانت العقوبة خيرا وأفضل من العفو، وإن المؤمن الحليم يغضب وينتقم إذا انتهكت حرمات الله تعالى، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت:«وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا » (متفق عليه). وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

لا تغضب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن