وقد ورد الترغيب في الحلم في غير ما آية وحديث، ومن ذلك :1-قوله تعالى في صفة المتقين المستحقين لدخول جنات النعيم : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134). فقوله الكاظمين الغيظ معناه الذين يردون الغضب إلى الجوف والذين يبطنونه مع القدرة على إظهاره.
2-وقوله تعالى في صفة العباد الذين كرمهم فنسبهم إلى نفسه: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) (الفرقان:63) وقوله سلاما أي سدادا فيردون برفق ولين أو هي على ظاهرها فيقولون هذا اللفظ.
3-وقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » (متفق عليه) فصحح مفهوم الشدة والصلابة فجعلها في خلق الحلم.
4-وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي قَالَ لَا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ:« لَا تَغْضَبْ» (رواه البخاري) وليس معناه أن يترك الغضب ويلغيه، لأنه لا يملك ذلك فهو جبلي كما سبق، ولكن معناه كما ذكر العلماء اجتناب أسباب الغضب وتعويد النفس على الأخلاق المسكنة له والدافعة له عند حصوله، وكذلك كظمه بعدم العمل بمقتضاه.
![](https://img.wattpad.com/cover/229944155-288-k643231.jpg)