4:43

52 9 18
                                    


Ángel de la lluvia04.
—————————————

" لَرُبما أسفي بِإعتقادي أنك مُنزعج،
يُعبّر عن حُبي لك؟. "

28



أخذ يُقلّب الاوراق بشكل عشوائي للغاية باحثاً عن جُملة أو كلمة أو حتى حرفٍ واحد يُوحي بشيء ما، ومن هو الذي إقتحم مخبأه السّري عن هذا العالم العنيف، وماهي او ماهو بُولاريس فوربس.

غاب كُل شيءٍ وصار ضبابياً بالنسبة إلى لَاورد، قدماه لم تعد قوية كِفاية لِتحمله بتلك اللحظة، ذكريات حَياته تخيلّه أمامه لِوهلة، لِيقاطعه صوت إبن جاره الذي قد تمنّى لَاورد حينها قتله أو حتى إختفائه.

لِيبتسم بينما عيناه ترتكز على ملامح لَاورد المُشتتة.

- مابك يا " رفيق " ؟.

يشّد على كلمة رفيق تقليداً لِ لَاورد سابقاً.

لِيزفر لَاورد بعدها مُتماسكاً لأعصابه وغضبه الممزوج مع خَوفه وأفكاره التي محورها هو " لقد تم كشف أمره فعلياً " .

- لا شيء ، ياترى هل ستدخل من الباب الأمامي بسهولة؟.

لِيتجاهله إبن آل بينيت ويدخل دون أن يعيره أي إهتمام بما يقوله لَاورد له.

أغلق لَاورد باب شقته بإحكام وتأكد مرةً أخرى من إغلاقه جَيداً، وأخذ يحرك نظره على دفتره الذي يقبع فوق الطاولة متأملًا أن ليس هُناك أحدٌ ما قد كشفه.

ذهب إلى غرفة نومه مُحاولاً أن يكون مُتناسياً بما حدث قبل قليل بأخذ قيلولة من النوم، تساعده حِتماً لاحقاً بالتفكير بما جرى.

لِيخلع ملابسه ويلقي بجسده المُنهك على السرير، وأخذ عقله يمتلئ بأفكاره السوداوية بكثرة, لِيزفر بعدها مع مُحاولات متكررة بتقليب جسده على السرير مُستدعياً النوم كَ رفيقٌ له الليلة.

بعد عِدة ساعات من المُحاولات المُرهقة أكثر من تفكيره وشُعوره الداخلي للخلود الى النوم، غطّ لَاورد في نومه العميق.

—————————————————————

" كان لَاورد يحلم بِوالدته، لابد أنه كان في العاشرة أو الحادية عشرة عندما إختفت أمه .. هكذا يظن!

كانت إمرأةٌ ممشوقة القامة، طويلة، تميل إلى الصمت
وكانت بطيئة الحركات ولها شعرٌ أشقر رائع، أما والده فكانت ذِكراه أكثر غموضاً، كان يتذكّره أسمرٌ نحيلاً يرتدي ملابس قاتمة أنيقة على الدوام، كان لَاورد يتذكر خاصةٌ النعلين الرقيقين جداً لِحذاء والده، وكان يضع نظارة، من الواضح أن موجةً من موجات التطهير الكبرى في الخمسينيات قد ابتلعت الاثنين.

في هذه اللحظة، كانت أمه جالسةٌ في مكانٍ عميق تحته، واضعةٌ شقيقه الأصغر بين ذراعيها، لم يكن يتذكر شقيقه على الإطلاق، إلا على هيئة طفلٌ صغير نحيل ضعيف صامت دائماً، طفل له عينان واسعتان يقظتان، كانا ينظران إليه، كليهما، كانا هُناك في الأسفل، في مكانٍ تحت الأرض ... في قعر بئر مثلاً، أو في قبرٍ عميقٍ جداً..

1982حيث تعيش القصص. اكتشف الآن