التاسع والعشرون من آذار.

84 7 14
                                    


Angel Of Rain04.
————————————

" ماذا سأكتُب عنك في كُتب الهوى؟.
فهواكِ لا يكفيه ألفُ كِتاب ".

28



عندما وضع يده على مقبض الباب , لاحظ لآورد انه قد ترك دفتر المذكرات مفتوحاً على الطاولة وكانت عبارة " لِيسقط الملك العظيم " مكتوبة على امتداد الصفحة بحروفٍ كبيرة الى حدٍ يكاد يجعلها مقروءة من طرف الغرفة الآخر , لكنه أدرك حتى في غمرة ذعره انه لم يكن يريد افساد ذلك الورق الجميل بإغلاق الدفتر قبل أن يجف الحبر.

- كان ذلِك عمل بالغ الحماقة.

ذلِك ماهَمَس به لآورد لِكي يستنشق بعدها نفساً عميقاً ثم فتح الباب.

وسرعان ماسرت إليه موجةٌ دافئةٌ من الإرتياح , كانت تقف بالباب إمرأة عديمة اللون مهلهلة المظهر لها شعر ناعم و وجهٌ مرسوم.

راحت تقول بِصوت منتحب حزين.

- آه , يارفيق! , ظننت أني سمعت صوتك عندما أتيت . هل تستطيع أن تأتي لِتنظر إلى مغسلة المطبخ لدي؟ لقد إنسدت

كانت تلك المرأة هي السيدة بينيت , زوجة أحد الجيران في الدور نفسه، "كانت كلمة سيدة غير مقبولة كثيراً لدى الحِزب..كان يجب مخاطبة أي شخص بكلمة رفيق، لكن المرء كان يستخدم كلمة
" سيدة، مع بعض النساء على نحو غريزي"

انها مرأة في الثلاثون من عمرها تقريبا لكن , تبدو اكبر من ذلك بكثير! , وكانت تعطي انطباعا بأن ثمة غبار في تغضنات وجهها , سار لاورد خلفها عبر الممر.

كانت اعمال الاصلاح البسيطة هذه ازعاجا شبه يومي , لقد كان مبنى الوريث قديما اذ انشئ في الثلاثينات او نحو ذلك , كان متهالكا وكانت الانابيب تنفجر كلما حل صقيع شديد , كما كانت المياه تتسرب من السقف كلما تساقط الثلج.

أما نظام التدفئة فكان يعمل عادة بنصف طاقته عندما يتم ايقافه تماما لدواعي الاقتصاد والتوفير من قبل الوزارات.

قالت السيدة بينيت على نحو غامض.

- إنني لا اطلب منك هذا الا لان نايل ليس في البيت.

كانت شقة آل بينيت اكبر من شقة لآورد وكانت بائسة على نحو مختلف كان لكل شيء فيها مظهر مهشم مبعثر , كما لو ان حيوانا عنيفا ضخما قد عبر المكان , كانت الالعاب تعيق الحركة..عصي الهوكي , قفازالملاكمة , كرة قدم مثقوبة.

قالت السيدة بينيت ملتفة إلتفاتة خاطفة صوب الغرفة.

- انهم الأولاد! لم يخرجوا اليوم وبطبيعة الحال...

كانت لديها عادة قطع الجمل في منتصفها , كانت مغسلة المطبخ مليئة حتى حافتها تقريباً بماءٍ قذر، ركع لَاورد على الأرض و راح يفحص وصلة الأنبوب تحت المغسلة، كان يكره إستخدام يديه وكان يكره الإنحناء لأن هذا يجعله يسعل دائماً، وبينما تراقبه السيدة بينيت بلا حَول، قالت.

1982حيث تعيش القصص. اكتشف الآن