*جونقكوك*
لم يتبقى سوى أسبوع واحد لكي انتقل لباريس وابدأ حياتي الجديده ودراسة تخصصي هناك...
لطالما انتظرت اليوم الذي سأغادر فيه جحيمي الذي أشعر به يحرقني ويؤرقني في كل مره انعزل فيها في غرفتي تحديداً بذلك الحائط المقابل للسرير لأنني كل ماأفعله هو فقط ان القي نظري وتفكيري هناك واعيد رسم كل ذكرى وحدثٍ قبيح قد حصل لي
اصبحت اسميه حائطي الحزين..
حسناً الأمر انه ليس هناك مكان آخر استطيع عزل نفسي فيه غير غرفتي لذلك كنت استحمل هذا الكم العظيم من الالم والضيق متأملاً بأني سأغادره يوما ما..
خبر قبولي لم يكن سوى ماء بارد انسكب فوقي وداخلي واطفئ الحرقة التي اشعر بها بسبب ذكرياتي التي لا تأبى مغادرة محيطي ولو قليلاً ..
قد بدأت بحزم حقائبي وكل مااحتاجه لكن بالحقيقة الشيء الوحيد الذي كنت أحتاجه وبشده هو الابتعاد عن هنا ..فقط الابتعاد ونسيان كل ماحدث لي في السابق.
كانت عائلتي تشعر بالضيق الشديد لمغادرتي ولكن كان الأمر اجباراً اكثر من كونه تقبلاً بأني سوف ارحل ف والدتي تعلم بالفعل كم عانيت وتألمت لوحدي ، تعلم اني قد بكيت كثيراً وانتحبت كوني غبياً لم يفكر سوى بسعادة احدهم لا يستحقها،
تعلم اكثر من أي شخص آخر بأن امنيتي الوحيدة هي إصلاح الخراب اللي بداخلي والذي انا من تسبب به
ونسيان الألم وآثاره بقلبي الفارغ الآن سوى منه
ها انا انتهيت من حزم حقائبي وها انا انتظر بفارغ الصبر النهار الذي سأغادر فيه..
—
*بعد اسبوع*
انه اليوم أجل انه اليوم الذي سأبتعد فيه عن مايؤلمني هنا ، انه اليوم الذي سأحاول بكل ماأستطيع فعله ان ابدأ حياة جديدة
ها أنا اودع عائلتي التي سأفتقدها بالتأكيد ولكن يجب علي فعل ذلك..
أقوم بمسح دموع أمي بأنامل يدي "انا آسف جداً أمي، ولكن انتي تعلمين كم أنا محتاج لذلك" بدأت تنظر لي وكأنها تعتذر لي عن كل ماحدث لي "ارجوكِ لا تبكين هكذا وتصعبين أمر ذهابي علي"
"حسناً يابنيّ لا تقلق ولكن دموعي تأبى ان تتوقف ، لاتلمني فأنت إبني"
ها هي دموعي تنهمر كما هي دموعها وقبلت يديها وجبينها واحتضنتها بينما أقول "لا عليكِ سوف اقوم بزيارتكم كثيراً" ابتعدت وابتسمت لها وطمأنتها بأني سأكون بخير..
ذهبت لأحتضن اخوتي وابهجهم قليلاً ، رغم أنني لا أحمل بهجةً بداخلي لكن يجب أن احاول من اجلهم، احتضنت والدي وأخيرا
وها أنا اغادر مع شعوري بالألم يفتك بصدري
"جونقكوك يجب عليك ذلك يجب عليك ان تفعل اشياء تبغضها وصعبة عليك لكي تتخطى كل ماحدث لك ، يجب عليك ان تعتمد على نفسك، انت لست مخيراً انت مجبور!"
قمت بإخبار نفسي بذلك وانا أجر بخطواتي لبقعة تكمن بعيداً عن منزلنا بقليل مليئة بسيارات الأجره التي بالتأكيد ستذهب لباريس او اي مكان بالقرب من هنا وتنتظر الركاب فقط..
لقد ركبت وها أنا متوجه لهناك متوجهٌ لباريس لأبدأ حياةً جديدة لا أعلم ماهيتها ولكن آمل بأن تكون أفضل من حياتي بالريف ..
وصلت وجهتي وجلت الشوارع أبحث عن سكنٍ لي ، بصعوبة وجدت ف بعضها ليست شاغره والبعض الآخر باهظة الآجار لا أستطيع توفيره.
وجدت سكناً مناسباً بسعر مناسب جداً ، أعطيته من مالي الذي قدماه والداي لي وساعداني به ، لكن بالتأكيد يجب أن أبحث عن عمل هنا ف كيف سأعيش بعد ان ينتهي مال والداي ؟ بالطبع احتاج لبعض الحاجيات والملابس التي ستناسب الجامعه ، بالتفكير بالأمر.. انا سأبقى هنا لمدة طويله لذلك يجب علي إيجاد عمل بأسرع وقت لكي أوفر حياةً مريحه لي على الأقل..
لكن ذلك سيكون صعباً اكثر من البحث عن السكن ، وأنا قد وعدت نفسي بأني سأحاول مراراً وتكراراً لكي أصنع كل شيء بنفسي وبدء حياة اخرى من صنعي أنا
—
