تمكنتُ من مقاومةِ الغرق.

158 16 96
                                    

.
.
.

هل كانَ الفرح هو ذاكَ الشعور الذي يجعل عيناك تلمع بطريقة غريبة ولكن مُبهِجة؟ إن كان كذلك، فهذا ما أشعر بهِ الآن.

....................

مضَت ثلاثة أشهر، تغيّرنا بها كثيراً، والشيء الوحيد الذي لم يتغير هوَ روح خالد البعيدة عنه، ولأني لا أشتاق إلا للموتى، كان هيناً عليّ أن أكتفي برؤية وجههِ كل صباح حتى لو لم يتحرك جسده، وكان هذا يُرضيني بشكل غريب، فلم أشعر بالرضا حينَ تم القبض على ريان.

التحقتُ مع أيمن وجلال بالجامعة، ونعم قُمنا بإقناع أيمن فالتحق بكلية الفنون، بينما التحقتُ مع جلال بكلية العلوم الإدارية.

انتقَلَت فنون للعيش مع عماد بعدَ أن أقاما حفلة بسيطة نظراً لعدم وجود خالد، لكني شعرتُ بالسعادة لهما، فعماد يستحق البقاء معها.

أدخلتُ يداي بجيوبِ معطفي فالجو باردٌ جداً، الثلوج تغطي المكان، حتى أنهم قاموا بإغلاق الشاطئ ولا يُمكنني الصراخ للبحر.

كنتُ أمشي متجهاً لمدرسة ميراي فأنا أقوم باصطحابها يومياً للمدرسة وإرجاعها منها، كون المدرسة قريبة من الجامعة، كما أنني أشعر بأني أفقد انفعالاتي بالسير، لذا هذا مريحٌ أكثر من الذهاب مع أيمن وجلال بالسيارة.

وقفتُ أمام الباب أنظر للطلاب يتوافدون للخارج، وابحث عن فتاتي المميزة، يبدو أني وقعتُ بحبها، فهي ترافقُني حتى في أحلامي، ولا أعلم هل يجب عليّ إخبارها، أم انتظارها تُكمل المدرسة على الأقل؟ حسناً كل ما أُريده هو البقاء معها فقط.

رأيتُها تخرج من البوابة رافعة يدها لأراها، ابتسمتُ واقتربتُ منها، ابتسَمَت لي واردفت :

"هل تأخرت؟"

"كلا."

"أليسَ من الأفضل لكَ الذهاب مع جلال وأيمن بالسيارة؟"

همست :

"كلا، أنا أودُ البقاء معكِ."

راقبتُها تنظر للثلج، أنفها أحمر من شدة البرد، وبشرتها الغريبة تبعث بداخلي شعوراً لا أستطيع وصفه، وكل ما خطر على بالي أني أود تقبيل أنفها، بدت لطيفة جداً.

"كيفَ هو حالُ خالد؟"

"على حاله، بِتُ واثقاً أنه سيرحل للسماء."

سماءٌ | تفقدُنا الأمل. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن