روحٌ مُنطفئة.

186 18 61
                                    

.
.
.

روحي المنطفئة، البعيدة عني، لا تزالُ تطفو بعيداً، يبدو أنه يجب عليّ الإكمال في هذا العالم، أرجوكِ إمنحيني الأمل، لعلِّي أستطيع إنتهازَ الفرصة وإكمال العيش في هذا العالم.

............

كنتُ غارقاً بأفكاري، أُفكر برامي وما سيحلُ به، نظرتُ لهم
بعدما شدني صوتُ الشجار، كان صوتُ أخي رعد يقول :


"ما الذي أتى بك إلى هنا يا عماد؟"

ليرُد عماد وهو الشاب الذي وصل في وقتِ العشاء :

"أنتَ تعلم جيداً لِمَ يا رعد."

كانت عينا رعد غاضبة، يُحاولُ بكلِ جُهده السيطرة على نفسه، لكنّ برود عماد يجعلهُ يغضب أكثر، ليُمسك به بقوة ويُقربهُ منه :

"إسمع أيُها الوغد، لا أريدُ منكَ إذاءها، يكفي ما حدث قديماً."

كانت عينا عماد باردة، لكنها تضخُ ألماً، كنتُ أراهُ يقبضُ على يديهِ بشدة، لكي لا يُدافع عن نفسه ويرُدها لرعد.


تدّخل خالد حينها ليُوقف النزاع، ساحباً رعد عن عماد
وصارخاً :

"يكفي هذا، لسنا هنا لنتشاجر."

أنزلَ عماد رأسه، كنتُ أرى الإنكسار في عينيهِ، تحدّثَ كثيراً، لكن لا أحد أنصتَ لَه، وأُجبر على الصمت
والتعايُش مع الألم، ألم عاشقٍ وقف بوجههِ الجميع ليُدفن قلبهُ حياً.

نظرتُ لبابِ مكتب رعد حين فُتح، كانت والدتي، نظَرَت لخالد بغضب، لتصرخ بوجهه :

"مالذي فعلته به؟ هذه المرة الثالثة التي يفقد وعيهُ فيها، يبدو أن جسده ضعيفٌ جداً، هو لا يتناول طعامه حتى، إن لم تستطع الاعتناء به نحنُ سنفعل، لم ندعه يذهب كما ذهبت أمل."

رفعَ خالد عيناهُ لها لتستقر على وجهها، شدّ على قبضةِ يده ليهمس :

" ليسَ ذنبي أني أردتُ حمايتهم."

صرخت غاضبة :

"لكنك لم تحمي أحداً منهم، إنظر إليه، هل يُعجبك حالهُ الآن؟ هل أنت راضٍ عن ذهابِ أمل؟"

كنتُ أرى العواصف تعصف بوجهِ خالد، هو يحاول جاهداً السيطرة على نفسه، أمي قاسية حقاً، نعلم جميعاً أن رامي ما تبقى لخالد بعد رحيلِ أمل.

سماءٌ | تفقدُنا الأمل. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن