💜إِجرَامُ البَوح💜

✨ الفصل الاول✨

إهداء:
إلى نفسي ⁦☁️✨
و
إلى بصمات العابرين بين كل السطور البيضاء🌻
.........

__________________________________

✨الفصل الاول: ✨

الأطفال يعبرون الشوارع في عجلة نســيم الهواء يداعب خصلات شعرهم المصففة بإتقان ... بياض يعلو أحذيتهم التي ستلقى مصيرا أســودا بعد لحظات ...
الأناقة التي تميز الجــميع هذا اليوم ...
تخبرك انه اهم الأحــداث في حياة الجميع ...
اليوم سيلقون العلم وجها لوجه
لعله يأخذ عنهم نظرة حسنة ...
فيستقبلهم ليقطفوا من بستانه ورودا
يزينون بها اركان منازلهم
و جوانب حياتهم المقفرة
المظلمة،ظلام الجهل و الخوف ...
الكل هنا يعلم المــكانة المرموقة
التي تحيط العلم على مرِّ الازمــنة
و خاصــة في مجتمعٍ
لا يمنح تأشيرة الحلم للأغبياء ...
أُلقي اخر نظرة على الشارع
قبل الذهاب الى وجهة
يسير نحوها الجميع ...
بسعادة ، على الأقل لهذا اليوم
أصِل بعد دقائق إلى مدرستي ...
أُلقي التحية المعتادة ...
تسألني احداهن عن أحوالي
وأحداث العطلة ...
و تعلم من لون بشرتي الذي لم
يمــل الى السمار بتاتاً...
اني امضيت عطلتي
التهم الساعات بالنوم واللعب
على أمل انتهاء الصيف...
نقف في تحية العلم
في تحية الوطن الغالي
الذي ضحى من اجله الملايين
من الشيوخ و النساء و الأطفال لنعيش بسلام
لكي نحس طعم الحرية المسلوبة
حلوا شهيا بعد فراق...
كثيرا ما تجتاحني
تلك النزعة الوطنية ، ذلك الإلهام ...
بينما يكون الجميع منشغلين
بالحديث التافه... أعود بالزمن
فأرى أرض وطني
منذ زمنٍ وَلى
مسقية بدماء الأحرار
وأرى كلماتي ترقص على وقع هذا الإلهام
لأكتب وكأي كاتب مبتدئ
قصيدةً عن الوطن

"و من الميلادِ الى اللَحدِ
سأظل وفيةً للعهدِ
قطعت على المجاهدين وعدي
بأن اكون على قدر التحدي..."

جميل هو الوطن
يطعمنا و يسقينا
ولا يبخل علينا بالإبداع
فنكتب بسرعة تَحتارُ لها أقلامنا و تعجب بها اعماقنا
المسكونة بعشق الكلمات ...
بعد رحلة طويلة مع الأفكار
اعود لأستمع لقائمة الأسماء
التي ستكون معاا في نفس الحجرة
غريبٌ كيف يغير الأشخاص فينا ، شيئا ما
يجعلوننا أضعف
ثم أقوى ...
يهدوننا دروسا نراجعها كل مرة
عندما نكاد نقع في نفس الفخ ...
تمنيت أن لا أُلاقي الوجوه
التي لازمتني العام الماضي
و لكن هل للأطفال أيضا أعداء ...
و هم من يستشعرون الجمال في كل شيء
و يرَون الصداقة في ملامح جميع العابرين
ماتت البراءة ...
حين صارت عيبا نحاسَب عليه
و حجة للأقوياء علينا
ليطمِروننا تحت اقدامهم
و يترُكون فينا الأثر
الذي يوقظُنا عند كل غفوة
فلا يجعلنا ننام بهدوءٍ أبدًا ...
لازالت أصوات ضحكاتهم
تدق اجراس الأحزان بقوة
تلعب على مياه الدموع
تخرجها الى النور
تدحرجها في منحدرٍ حتى تقع أرضًا
بسرعة جارفة
لقد كانو يعلمون
كيف أتلقّى رصاص كلماتهم
بمنتهى الضعف
كانو يحترفون استعمال البنادق
و القنابل و الجواسيس
كانت الحرب تشتعل
في مكان يطالب بالسلم
في بلد ينعم بالحرية
لكنا لأنفسنا اوطان ...
و كل يقرر كيف سيكون وطنه
كان وطني يرسل بوادر كفاح سلمي
فبعثروا اوراقه
و مزقو بوحه
و لم يقرأ المستعمر السطور
و لم يتَّقي شره
على وطن لم يكن ذنبه سوى
انه كان أضعف منه
و من يهن يسهل الهوان عليه ...
حاولت ان اعاملهم بلطف
أن أصل قلوبهم
و افهم افكارهم
و أنا من يعتبرونني فيلسوفة عصري
لأني أقف حيادا لكل شيء
و أكتب الخواطر من لا شيء ...
كانو يغارون من موهبتي
يسخرون من تموجات حروفي بشدة
لكنهم ما علمو يوماً

انهم الإلهام لحبر اقلامنا

و ما أجمل الإلهام حين يأتينا
كالوهاد السهلة
خصبا ينيت ألاف الكلمات ...

أهدني لحن الحياة"
لحنا يراقص كلمات قصيدتي
يأخد بيدها مجيئة و ذهابا
على صفحاتٍ خالية ، منا و من كل شيء
أهدني رشفة من الحبر ألقي علي برصاص عذابك ، ارجوك اريد ان يبكي القلم
ان يحكي عن السعادة و الضيق و الشحن
لا أريد ان ينسى الحبر
من أبكاه في لحظة وجع
من افرحه في دقيقة جنون
"و من أهانه فلازم الصمت

أفرح أن الجماعة التي ذكرها المدير ...
ينقصها بعض الأفراد المهمين
في عملية التنمر و الإستبداد
و أعبر الدرج المؤدي إلى صفي
أختار مقعدا
لا يهمني فعلا مع من سأجلس ...
فأنا لا أجد مشكلة في تكوين صداقات على الإطلاق ...
المهم ان الهدوء سيسود حياتي
هذه السنة ، على الأقل ...
بعد اليوم الأول ،
اعني الأسبوع الأول
الذي نقضيه في التعارف و اللعب
تأتي أجمل لحظة
من الدخول المدرسي
شراء الأدوات
و كالعادة ، أختم قرطاستي
بعلبة ألوان كبيرة
فأنا احب الرسم
فلا أحد يدري معنى الخربشات التي أخفي خلفها هجاءًا عميقا لهم
ولا حتى أنا ، أحياناً...
اوضب اغراضي في الحقيبة
القي بكل ثقلي على سريري
وأنام في وقت متأخر كعادتي
احيانا بسبب القلق
و في معظم الأحيان
بسبب الأحاديث الطويلة
التي ندور حولها انا وأختيَّ
وأنا اكبرهنّ ...
عن الأساتذة ، و الزملاء و المقالب و المواقف التي نعبرها في المدرسة ...
لا شيء أجمل من أن تحظى بأخوة تبوح لهم بأعماقك
تهديهم مفتاح أسرارك و كنوزك الثمينة
و تعلم انه لن يضيع
و يوزع بين الناس
فتصبح من نسخ تختلف عن الأصل
تمر الأيام ...
تسير الحياة بخطاها المعتادة
لا شيء جديد حتى هذة اللحظة
سوى إيماننا أن شيئا ما سيحدث
لينتشلنا من مستنقع التعاسة
ليغير العناوين في حياتنا
ليرسم لنا خطوطا جديدة
نتبعها في دروبنا الموحشة
حين يسيطر علينا اليأس
حين تراودنا السعادة
حين ينهشنا الألم
نشعر بملل من الحياة
نحس أننا ظُلِمنا ،
نتذكر اذية الأصدقاء
اقرب الأشخاص إلينا
أعلمهم اين يكمن الوجع فينا
اعلمهم عن نوع الرصاص
الذي يُفنِينا ...
و بساطة المعاملة
الني تُحيينا ...
و في سنٍ صغير
قتلو فينا
البراءة و الأشواق و الحنينا ...
فَيا ذكرياتي
ذكريات الطفولة لا تنسينا
إن نسيناکِ يومًا

تحت سطوَة أمانينا ...

__________________________________

✨نهاية الفصل الأول ✨