✨الفصل الثالث ✨

39 2 1
                                    

هل يمنع المرض حامله حقه في السعادة
حريته في أن يغني و يرقص
تحت المطر ...
الجميع يخشى الخروج في هذا الجو
و وحدي اعلم أن ما يلي الشتاء
ربيع دافئ يذيب صقيع القسوة
قوس ملون بألوان الطيف
قوس المطر ...

بعد أيام من إكتشافي 

للحزن الذي يعيش هناك في اعماق ظهري ...
قررت البحث
عن البهجة ...
في البهجة ...
الجزائر العاصمة ...
كانت تلك اول مرة
نلتقي
أنا و أجواء مدينة ... تعج بكل شيء
لتملئ الفراغ
السائد في أفكارنا
بذكريات جميلة ...
ترسو ميناء حياتنا
و تبقى هناك كلما عدنا اليها
لا أنسى ابدًا ...
السيدة التي رافقتني تلك الأيام
سيدة تتسم بالبساطة ...
و التواضع في التعامل و الكلام
تحسها لوهلة
كائنا يعشش بداخلك ...
يردد كل ما تود قوله
يعلم الشجاعة التي بحوزتك
و لا يستنفذها ...
يقف بجانبك فتحتار..
كيف يصير الغرباء أصدقاء
و يموت الأصدقاء
بين طيات النسيان
و يصيرون عابرين ككل العابرين
الذين عرفناهم
في مشوارنا الحافل ...
بالذكريات و الأشخاص
اول خطوة في العلاج
هي القيام بالرياضة
تليها ارتداء حزام صلب ...
ثم كما يقول قدماء العرب
آخر الدواء الكي ...
تأتي العملية ...
و بين كل هذا صور اشعاعية
حالتي تتعدى الحل الثاني
لكن الجميع يتجنب الخيار الأخير
و ما عليَّ إلا التنفيذ ...
وقفت بثباث
عندما كان الطبيب المختص
يلف ضمادات مغطاة بالجير
حول ظهري كالمومياء
كانت دافئة
و ما إن تبرد حتى تصير صلبة
فيقصها إلى نصفين
و يقيس على أساسها مقاس الحزام
أذكره جيدا كان ملونا ، بالزهري و الأخضر و البرتقالي و الأزرق ...
شديد الصلابة
غريب الشكل
يعلو من جهة و يسفل من جهة
كانت به ثلاث أحزمة
كنت أشدها جيدا ...
لأحصل على أفضل النتائج
في وقت قياسي
كان المختص يخبرني دائما
أن هاذا الحزام إن لم يقلل من درجة الأنحناء قليلا
فإنه يوقفه
لكي لا يصل إلى باقي الأعضاء
و يأخدها معه ...
في سبل الإنحراف
لم أمانع يوما في ارتداءه ...
فلطالما أتمنى أن أملك شيئا يميزني عن الآخرين
في زمنٍ يسعى الجميع لتقمص أدوار
و انتحال شخصيات
لا تطابق مقاساتهم ...
و مع الوقت اعتاد الجميع على كوني صاحبة الظهر الصلب
يطرقون عليه
يجربون ارتداءهم
و عند اول وهلة ...
ينزعونه ،معبرين عن جرأةٍ
تكمن فيَّ ...

"لأني أضحي من أجل شيءٍ أحبه
لان لاشيء يستحق أن نعطيه إهتماما
في عالمنا الأخرق ...
عليك أن تتجاهل التعليقات
و الأيادي التي تشير إلى عيوبك ...
ضحي من أجل أشياء تستحق
أشياء اذا منحتها
منحتك أفضل بكثير ...
ضحي لأن الله إبتلاك
لأنك قوي و قادر على ركوب أمواج الشقاء ...
الآخرون في الشاطئ يخشون الغرق
لا تفعل شيئا أجبرت عليه 

إفعله لأنك تعلم مصلحة نفسك لأنك من ستعاني
إن بقيت في قبضة الوجع
لأنك من ستفرح
إن خضت المعارك
و واجهت ضعفك وجها لوجه
ارتدِ درعك و اخرج للناس
انت لست اول من يمرض
و لست الأخير حتما
سيضحكون
و سينتهي الضحك
سيسخرون
و ستنتهي الكلمات التي
يركبون بها سخريتهم
سينفذ حبرهم
ستخار قواهم
اهتم بنفسك
فحين يحل الظلام ...
يطل القمر
يشتد الصقيع
سيحملون الحقائب
يوضبون المشاعر
يقتصدون في منحك الحب
يتقشفون حتى في الإبتسام ...
لك حين تعبر ذاكرتهم
حين تمر رياحك
لتلفح قلوبهم
القاسية ، الهشة ..."

و في إطار البحث عن الشفاء
لتقويم عمود أحمق ...
لم أنتبه لتصرفاته و هو ينحني ضعفا ،و همًا ...
كان علي ممارسة السباحة
في مسبح خاص
لإعادة التأهيل
لكن ما بال مدينتي تفتقر إلى أهم المرافق
و تزخر بكل شيء ...
من خيرات الرحمان
مادامت ملوحة مياه البحر
تستقر في نفس المكان
لا تجف
مهما اجتاحتها أشعة الشمس
مهما ابتلع الغارقون في أهواء الموج
الخذلان، دموع السماء
سنسبح هنا ،
حتى تستقر دروبنا
في نقطة ترضي
مطامعنا
آفاقنا الحالمة ...
و شتات نفوسنا
المتناثرة هنا و هناك ...
على شاطئ المرض
سنسبح هنا ...
حنى يعود الغائب
إلى اوطانه المهجورة ...
حتى يعود عمودنا
إلى مكانه المعهود
مارست السباحة
في شتاء بارد

 تحت السماء
كنت قريبة منها .. و هي تبكي حزينة سائمة
بعدما كانت صيفا
سعيدة باسمة ...
كنت وسط الزرقة
اغرق ...وسط العبرات ...
اعلم اني هناك لأستمتع فقط
أعلم أن حالتي لا تشفى
بتيارات بحرية
حركات بهلوانية
و درع صلب
صلابة الحرب
أتمنى أن اقفز إلى نقطة ما
النقطة التي تلي
هذه المهزلة ...
جبت الصفحات و الكتب ..
ابتلعت المعلومات
أشعر بالتخمة ...
أريد راحة تهضم كل شي ، تنسيني كل شيء ...
شخصا يفهم أن هذه الخطوة
ليست خطرا
و إن كانت خطرا ...
فلنركب المخاطر بشجاعة
فلنواجه الآلام
لقد حفظت درس مرضي
عن ظهر قلب
جاهزة لأخوض الإمتحان
لكن أعطوني
امتحانا صعبا ...
أهلكتني التفاهات
التي لاترفع مني
ولا تغير من وضعي شيئا
رأيت عمودي بعد أشهر من العناء ...
مائلا كما رأيته أول مرة
عند اول لقاء
بالإنحراف و التمرد ...
و ربما أكثر
ألم تُجدِ الساعات
التي ننامها بأرق
نفكر في حلول
لمفاتيحٍ لأبوابِ الفرح
ألم تُجدِ الأيام
التي نتحمل فيها جروح دروعنا 
نواجه حروب الكلمات و الأوجاع
و طلقات الناس
الذين لا يفهمون ما يعترينا من جنون و خوف ...
دعونا نذهب إلى مكان قاسٍ
صلب صلابة ظهورنا
دعونا نذوق المعاناة
الألم ...
لنستطعم شفاءً
يريحنا من العناء ...




__________________________________

✨نهاية الفصل الثالث ✨

💜إِجرَامُ البَوح💜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن