2| الفَصل الثَانِي

1.2K 127 35
                                    

.
.
.
.
.
.

رفع الإمبراطور يده بأمر حازم، ونادى على أحد حراسه.

"خذها إلى غرفة الجواري، ودعها تتعلم مكانتها الجديدة." قال بصوت بارد ومتعالٍ، كأنما يقطع بسكين حاد شريان الأمل الأخير في قلبها.

رنّت كلماته في الغرفة كصدى مخيف، ولم تستطع إلويز أن تحبس دموعها أكثر. انهمرت الدموع على وجنتيها كالسيل، محاولةً أن تجد القوة بين زوايا روحها المنهارة.

تقدّم الحارس نحوها بخطوات ثابتة، أمسك بذراعها بقوة جعلت أصابعها تتجعد من الألم، وسحبها خارج الغرفة دون رحمة.

كان يسحبها عبر الممرات الطويلة والباردة، جدرانها الحجرية القاسية تزيد من شعورها بالعزلة واليأس.

كل خطوة كان لها صدى يشبه ضربة على قلبها، وكلما حاولت مقاومته، كانت قبضته تزداد قسوة، كأنما يذكرها بضعفها وعجزها.

وصلوا أخيرًا إلى باب خشبي كبير ، وفتحه الحارس بدفعة واحدة. دفعها داخله بقسوة، لتقع على الأرض الصلبة.

شعرت بألم في ركبتيها ويديها، ولكنها رفعت رأسها لتجد نفسها في غرفة واسعة جدًا، مليئة بالأسرة المصفوفة فوق بعضها البعض. كانت الغرفة مكتظة بالفتيات، وجميعهن ينظرن إليها بفضول و بعضهن بسخرية.

تناهت إلى سمعها ضحكات خافتة وهمسات متبادلة بينهن، وبدأ البعض منهن بالسخرية منها بصوت عالٍ.

"إذا هذه هي الجديدة، لا شيء مميز فيها؟" قالت إحدى الفتيات بتعالي، واقتربت منها ببطء كأنها تستمتع بمرأى ضعفها

كانت الفتاة ذات شعر أشقر متوسط الطول وعيون خضراء حادة، منحنيات جسدها مرسومة بدقة بسبب الفستان الذي ترتديه. أمسكت بخصلة من شعرها الأحمر ولفتها على إصبعها بتسلية متعجرفة.

"لا أفهم لماذا اختاروك، لكن على كل حال، أنا مفضلة الإمبراطور."

نظرت إلويز إليها بعينين ملتهبتين بالكرامة المجروحة. أبعدت يدها بقوة، لتثبت أنها قد تكون ضعيفة أمام الإمبراطور وحراسه، لكنها ليست كذلك أمام جارية مغترة

"أنا لا أحتاج تقييمك، ولست سعيدة هنا ولا أريد إرضاء أحد."

اشتعلت عيون الأخرى غضبًا وأمسكتها من ذقنها بقوة، ولكن فجأة تقدمت فتاة أخرى لتوقفها.

كانت ذو شعر أسود طويل ينسدل على خصرها الممشوق، وعينين خضراوين كخضرة الشجر، نظرت إليها بجدية وقالت بصوت هادئ ولكنه صارم
"إليزابيث ، يكفي."

أَسِيرَة|captiveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن