3| الفَصل الثَالِث

1K 109 6
                                    

.
.
.
.
.

مر شهر منذ أن وصلت إلويز إلى القصر. كان شهرا طويلاً ومرهقاً رغم عدم حدوث أي شيء مميز. كل يوم كان يشبه الآخر

تستيقظ على ضوء الشمس الذي يتسلل من النوافذ العالية، تتناول فطورها بصمت، تدردش قليلاً مع ماريا تستحم لتغسل عن جسدها تعب النهار، ثم تنام في غرفتها الباردة.

لحسن حظها، لم يقم الإمبراطور باستدعائها أبداً . لم تسمع طرقات الحارس على بابها ولا اسمها يُنادى في الممرات المظلمة.

كانت تعيش في خوف دائم من اللحظة التي قد يُطلب منها فيها المثول أمامه. هذا الهدوء غير المتوقع جلب لها سعادة غامرة، لكن لم يكن الجميع سعداء مثلها.

الأخريات كن يشتظن غضباً وحسداً، خاصة إليزابيث ، الجارية المميزة التي كانت تلفت الأنظار دائماً.

كانت إليزابيث تتجول في الغرفة يميناً ويساراً بحماس واضح، تزين وجهها بكل أنواع المستحضرات، وترتدي فستاناً مبالغاً فيه، حتى بالنسبة لجارية مميزة. كانت قد استجيبت دعواتها وتم استدعاؤها من قبل الإمبراطور، وكان الجميع يعرف ذلك.

رفعت إلويز رأسها لتراقب التي كانت تتوهج بشعور من النصر. سمعت طرقاً على الباب، فتوجهت بسرعة لتغادر.

"الشيء الوحيد الجيد فيها، أنها ترضي الإمبراطور أكثر من أي شخص آخر، لذا لا يستدعينا نحن كثيراً"، نبست ماريا بابتسامة ساخرة.

أدارت إلويز رأسها نحوها وقالت، "أنا متأكدة أن هذا يجرح كبرياء الأخريات. رأيت نظراتهن حين نطق الحارس باسمها."

همهمت ماريا وأكملت حديثها، "كلهن يجتمعن حولها ويتذللن عندها فقط لأنهن يظنن أنها عشيقة الإمبراطور. لو كانت كذلك، هل كان ليتركها هنا؟ غباء."

قهقهت إلويز على غضبها، وعادت لتفكر في الأيام الماضية. كانت كل يوم تراقب إليزابيث و الأخريات يبكين قهرا على عدم استدعاء الامبراطور لهن

بينما كانت هي تفضل البقاء في الظل، تأمل ألا يتم استدعاؤها أبداً ، فكرة فقدان حريتها وكرامتها كانت تملأها بالذعر.

بعد مدة ، قطع حبل أفكارها طرق قوي على الباب. دخل الحارس ونظر حوله بعيون حادة حتى وقعت عيونه عليها.

" إلويز بينولت ، الإمبراطور يستدعيك. فلتتجهزي في عشر دقائق."

شعرت بصدمة عارمة تجمدت في مكانها. حتى بعد مغادرة الحارس الغرفة، لم تستطع أن تتحرك. الكلمات كانت لا تعبر عن صدمتها.

أَسِيرَة|captiveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن