رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل التاسع
عاد "فريد" للمنزل فصعد للأعلى وهو يرجوا الله أن تصفح عنه خطيئته ليبدأ حياته معها من جديد، يود أن يخطو معها من جديد ،فهو أدرك أن قلبه يخفى حبٍ إليها ، بداخله وعداً قاطع بأن يعوضها عما عانته معه ولكن عليه أن يجعلها تسامحه اولا على ما جناه فى حقها فى بادئ الأمر، كاد بتسلق الدرج ولكنه إنتبه لوالدته التي تحاول إرضاء الصغيرة الباكية بشتى الطرق، فأسرع إليها بلهفة _مالها "عهد"؟!
رفعت الحاجة "زينب" رأسها بتفحص_أمال فين "ربهام" أنا بستانكم من ساعتها وبحاول أسكتها لحد ما ترجعوا هي مش بتسكت غير معاها..
أجابها "فريد" بذهول_هي "ريهام" مش فوق؟!!..
تطلعت له بصدمة _لاا مش فوق أنا مفكرة أنها معاك من ساعتها..
ختمت ملامحه بالحزن ليزاورها الشكوك فقالت بغضب_أوعى تكون زعلتها عشان كده سابت البيت ومشيت ؟
خرجت الكلمات متلعثمة لتصرخ به بغضب _ليه كدا يا "فريد" ليه كدا يابني؟!..ثم صاحت بصوتٍ متأثر للغاية_ دي تعبت وإستحملت كتير وفوق كل ده كانت بتحبك وبتحب بنتك كأنها بنتها بالظبط وأديك شايف "عهد" مش بتسكت غير معاها وعماله تبكى ومش راضية تسكت...
قطع صمته أخيراً قائلاً بيأس _كان غصب عني .أجابها بألم وقلبه يعاني، حملت الصغيرة وتوجهت للأعلى لتستدير له بملامح يشوبها الغضب من تصرفه قائلة بحدة لأول مرة أزعل منك، إنت مكنتش كده أبدا، مش عارفه إيه اللي غيرك كدا؟!
أجابها بضيق_يا أمي إفهميني .
أشارت له الحاجة "زينب." بحزن_مش عايزة أفهم حاجة،لما تبقى ترجعها بيتها تاني يمكن يبقى في كلام بينا
وتركته وصعدت للأعلى فلم يحتمل البقاء أكثر فجذب مفاتيح سيارته ليتوجه سريعاً لمنزلها .....أحب والد "فاطمة" "حسام" فأخبره بأن منزله يرحب به بأي وقتٍ يشاء، طافته السعادة فجعلت قلبه العاشق على وشك الصراخ بهوس الجنون..
طاف بسيارته دون أن يحدد وجهته فوجد ذاته أسفل منزلها، يعلم بأن الوقت متأخر للغاية ولكنه لم يتمكن من محاربة قلبه بالاعتذار لها، صعد فريد للأعلى فطرق الباب ليجيبه والدها بعد وقتاً ليس بطويل فقام بصوت يغمره النوم_ مين ؟!
تنحنح "فريد" بحرج _.أنا "فريد" يا عمى .
أسرع بفتح الباب قائلاً بلهفة_خير يابني في حاجه؟أجابه بهدوء_أنا أسف إنى جيت فى وقت متأخر زى ده بس أ...
قطعه بصوتٍ يجاهد للحديث _"ريهام" بنتي كويسة؟
أدرك بأن تخمينه صحيح فلم تأتي لوالدها!!،؛ فأسرع بالحديث_ كلنا بخير انا بس كنت معدي من هنا ، فقولت أطلع أطمن عليك ، وأشوفك لو كنت محتاج حاجة .
إبتسم بود وهو يشير له بالدخول _والله فيك الخير يا ابنى ، أدخل .جلس على الأريكة ببسمة يرسمها بالكاد ليبادر بأسئلته عن أخباره فقال ببسمة ساخرة_اهو زي مانت شايف بقضي يومي بالطول وبالعرض واغلبه يقضيه بالمطبخ..
تعالت ضحكات "فريد" قائلاً بمرح_ لا خف ش
من دخول المطبخ كدا مش هتعرف تقوم من مكانك...
لم يتمكن من كبت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث _ يجزيك يابني...
أنت تقرأ
عذاب قسوتة.. بقلم آية محمد و أم فاطمة
Romansaجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس يا قاس لما الهوان؟! ألم يكتف قلبك بالعذاب؟ فبات يشدد على قسم الهلاك ... لقلب عشقه حد الجنون فشعر بأنه فقد زمام نبضه الجياش، فرأفة به لا تكن جلادا تعيقه عن دفوف العشق المختار! أيها القاسي عد قلبي موطنك...