يستيقظ ذلك الوحش بعد ان سقطت أشعة الشمس على عيناه عبر الفواهات الخارجيه ،ليتوجه للمغسلة ويغسل يديه المليئه بالعروق الواضحه ثم يغسل وجهه وخصلات شعره العسليه المرتبه على جبهته .بشكل باكر كعادته ليرتدي لباسه ويجلس على كرسية الذي يقع وسط غرفته المغلقه الممنوعه من الرؤيا سواء للداخل او الخارج.
وينظر للساعة البلاستيكيه على المنضده يمينا 6:00 ,ثم يسمع صوت الباب يفتح بعد عدة قفلات ،ليدخل الطبيب وخلفه رجل الأمن يجر بعربته الحديديه ذات الطابقين .
ببتسامه:هاانت مستيقظ أيها الغراب كعادتك.
ليبتسم له بشكل مخيف وبهدوء كعادته.
ليتقدم الطبيب ويضع الطاولة الخشب أمامه ثم يبدأ بإخراج الفطور ذو الطعم المبسط ،فينظر الرجل الغراب للطبق الأول وهو الفاصولياء ثم يضع الطبيب الطبق الآخر وهو البزلاء ! ثم يضع رغيفي خبز كبيره وكوب قهوه كعادته ..القهوه المره ليبتسم براحه السيد الغراب وكأن الحياه عادت له مع هذا الكوب.:فلتتناول إفطارك أولا..ثم سأعود بعد ساعه لإعطائك الدواء..
ثم ينتبه الطبيب أنه لم يضع كوب الماء له ،ليلتفت له ويضعه :أرجوا ان تتناوله هذه المره.
ثم يغادر ذلك الطبيب الشرير .لتراه ميغنا في الممر وتشعر بغير الراحه لوجوده في مكان عملها،بمعطفه الأبيض ونظاراته الطبيه الدائرية يمشي بغرور ..
تنهدت قليلا واكملت سيرها .
بثيابها المعتاده معطف ابيض وبنطال ليجينز اسود وحذاء رياضي أبيض وبلوزه بيضاء بعنق طويل اسفل المعطف وسلسال لطيف على شكل برسيم لون ذهبي وشعرها ..كان مثل ذيل الحصان بأطراف ملتويه وقصة شعر أماميه خفيفه بارزه معالم وجهها اكثر وحمره خمريه اكثر طبيعيه.تسير حامله بعض الملفات وهي تنظر له :صباح الخير دكتور جيرمي.
ليتوقف عندها فهو أصبح مغرور بها:اوه..آنسه ميغنا!صباح الخير..تدهشني رؤيتك باكرا..أريد حقا ان أرى هذا النشاط في شيء آخر !؟
توترت محاوله تجنب مايرمي إليه:إنها مناوبتي اليوم..و يجب أن أذهب للمرضى..
بغضب منزعج:تذكري أنهم مجرد مجانين قذرين..لاترهقي نفسك بهم لو كنت مكان الحكومه لامرت بقتلهم جميعهم إنهم مجرد عاله في هذه الحياه!.
ضحكت ساخره وبجديه:لو كانوا عاله ..ومجرد مجانين لما كنت انت طبيب الآن..وطبيب أمراض نفسيه بشكل خاص..إنهم أشخاص قد تم سد الطريق عليهم بسببنا نحن العاقلون!..إنها الحياه ولديها قراراتها الخاصه أيضا. سأذهب الآن..عن أذنك.ثم اكملت سيرها وبداخلها قد حدث انفجار خوف كبير!
"رغم مرور شهر كامل على هذا العمل!إلا أنه سيء جدا ..حقا متى سيتعلم من الحياه!!مزعج!"ولكن الطبيب جيرمي ..ظل ينظر لها وهي تمشي كان مبتسما ويفكر بشكل قذر واضح..:ياالهي..حتى وهي منزعجه..تبدو مثيره!..ماذا يجب علي ان افعل كي أدعها تخرج معي!؟يالها من قذرة مثيره!!ولطيفه بحق!
توقفت فجأه..أمام ذلك الباب العملاق البني المصنوع من الحديد.ثم نظرت في الأنحاء الفارغه توجهت ببطئ للباب .
"هذه المره الرابعه التي أمر فيها إلى هذا الشخص..الذي لم أراه مطلقا..وكتفيت بسماع جملته المعتاده!"
طرقت الباب ليفتح لها الحارس :صباح الخير آنسه ميغنا.
:صباح الخير.
أخرجت الورقه ليوقع الحراس على حضورهم .:هل جميعهم هنا؟
أخذ الحارس الورقه:نعم..سأخذها إليهم.
:حسنا..سانتظر هنا.
ليذهب رجل الأمن بكثل موكل ثقته بميغنا اللطيفه.
تقدمت خطوتين للباب الأساسي لغرفة رجل الغرابممسكا بكوب قهوته مع آخر رشفه..لينظر لأسفل الباب المظلم ويغمض عيناه ويشرب قهوته ثم يضع كوبه مع بقية الأطباق اللتي لم يأكلها كامله !
ليجلس بشكل منظم وكأنه يستعد لشيء. واضعا قدمه اليمنى على اليسرى ،ويبتسم وهو يستنشق تلك الرائحة..التي تصدر من خلف الباب .
عطر خفيف ..بشكل مذهل!ومميز..كانت هذه الرائحه تشعل غريزة الغراب بشكل فظيع!
لتطرق الباب ميغنا بخفه كي لايلاحظها الحرس في الممر الآخر. اخذت أنفاسها تعاود السرعه نفسها والتي كان الرجل الغراب يحسبها بكل دقه فهو لديه أذنين بسمع دقيق مذهل!عبر اصابع يديه اليمنى ..وكانت تتحرك بسرعه تلك السبابه.
ليترقب سماع صوتها بلهفه .بهمس:صباح الخير..سيد مادس!.
لتظهر أسنان إبتسامته ببطئ وكأن اذنيه تتعمق بصوتها..ليرد عليها كعادته بصوته العميق المغلظ:صباح الخير.سمعت صوته وقرقع قلبها وكأنها المره الأولى. إبتسمت خجله وقد شعر ببتسامتها من أنفاسها لتبقى إبتسامته متزامنه معها.
وفجأه تسمع خطوات الحارس قادمه لتعود ادراجها خارج الباب .
أعطها الحارس الملف..:تفضلي..أشكرك لحسن أدبك.
إبتسمت له ميغنا:لابأس.
ثم قامت بالتأكد من التوقيع:حسنا..لقد إنتهيت شكرا لك.لتغادر مسرعه.
نظر مادس ميل الملقب بالغراب..للأسفل وكان بغاية السعاده.
وقد تعجب مراقب غرفته من ذلك..:لماذاهذه الفتاه بالتحديد هي من تجعله يكون بهذه السعاده؟!!
لم يكن يعرف شيء..ف بالنسبة لمادس..إنها ضحيته الأخيره!قلب الغراب!التي لطالما بحث عنها كي تصبح جريمته مكتملة،بشكل غير معروف..ولكن بصوت معروف..
لم تكن بعيده كفايه عنه.
لكن..هل سيؤذيها فعلا!؟..إنهم لايسمحون لدخول اي كان للداخل إلا الطبيب جيرمي والحارس كي الذي فتح الباب لميغنا.ولكنه ظل يتسائل كثيرا..وقد اجتمعت تساؤلاته في سؤال واحد وهو :لماذا تفعل ذلك؟!"
>
ملاحظه💛:
عند وضع هذه الاشاره" " فهذا يعني أن النص أتى من محادثة الشخص لنفسه دون ان يسمعه الآخرون ،اي في داخله/نفسه.
أنت تقرأ
the crow
Mystery / Thrillerميغنا فتاة في وسط العشرينات بعد ان ربحت بقضية إبن أخيها وبقائه معها لبدا حياه جديده لايستمر الحظ الجيد حليفها حتى في بداية تعرفها على أقدم أصدقائها.."مادس ميل" في محل عملها الجديد في مستشفى الأمراض العقلية الخاصه . لتبدأ سلسله من الجرائم بطريقة مادس...