Angle & Devil ||| ُمَلَاْكٌ وَ شِّيْطَاْن

١٤. جِيِمِيْنْ: نِهَاْيَةُ الْحَسَّدُ

****

تجلس هيوري بهدوء على تلك الأريكة المُهترئة تستند برأسها على كف يدها و تنظر امامها شاردة الذهن.

يقف الاخر امامها يستند بظهره على الحائط واضعًا كفيه فى جيوب بنطاله الاسود.

رفعت هيوري رأسها تنظر نحوه قائلةً
" لماذا لا يمكننى أن اتذكر كل شيء؟ لماذا
تُعذبنى اذا كنت تُحبنى بصدق؟"

ابتسم الاخر ابتسامته الساخرة التى اعتادتها مؤخرا.
خطى بهدوء ليجلس بجانبها لكنها ظلت تنظر امامها بصمت.
مد يده يُعدل خصلة بشعرها يضعها خلف اذنها رادفًا
" أنا افعل هذا من اجلك. اُريدك أن تعلمى الحقيقة. لقد تم خداعك من اقرب الناس اليكِ.
اردت ان اخرجك من ذلك الوهم الذي كنتي
تعيشينه مع ذلك الفاسق."

انهى جملته بغضب بعدما تذكر ما حدث

" اخبرنى اذا ماذا فعل؟ اجلعنى اتذكره.
ارجوك"

قالت بصوت يُغلفه الضعف.
فتنهد الاخر ينظر امامه بهدوء

" لا استطيع. سأُجيبك على تلك الأسئلة
التى تدور بعقلك.
لقد لعبت بذاكرتك قليلًا.
جعلتك تعتقدين ان شوقا اعترف لكى
بعد تفرقنا و ليس العكس.
فهو اعترف لكي قبل اعترافى لكِ حتى، لكنك رفضت و لم تخبري نامجون بذلك.
بعدها بمُدة أعترفت لكِ بحبى.
بعدها سافر اخويكى و كنتى حزينة جدا لذلك كان أول موعد لنا بعد اسبوع تقريبا من سفرهما.
تواعدنا لمدة شهر.
ثم انتهى كل شيء.
لا استطيع بالبوح بأكثر من ذلك."

تنهدت الاخرى بتعب.
تشعر و كأن هموم العالم كله قد تجمعت
لتثقل صدرها اكثر.

هى تعلم كل ما قاله.
لم يتم بإضافة اى معلومة جديدة.

نهض الاخر عن الاريكة فرفعت نظرها نحوه
" تُريدين الإنتهاء من هذا بسرعة؟"

اومأت بسرعة فاستكمل قائلًا
" سنعود الى بوسان الآن اذا اردتى"

نهضت عن الاريكة تقف امامه ثم اجابته بنعم.
امسك يدها و خرج من باب المنزل.

فوجدتها نفسها امام ذلك القصر بالفعل.
عَلِمت انها ليست الوحيدة التى سأمت
من تلك السخافة.