اَلْفَصْلُ الرَابِعْ

53 7 34
                                    

لَا يَزَالُ هُوُسُوُكْ نَائِمْ بِسَلَامْ غَيِرُ آبِهٍ لِلتِلْفَازِ اَلَّذِيِ هُوَ قَيِدُ التَشْغِيِلْ مُنْذُ اللَّيِلَةُ المَاضِيَةْ.

دَوِّيَ صَوُتُ مُوسِيِقَىَ نَشْرَةُ الأخْبَارْ عَاليًا مُحَطِمًا الصَمْتُ وَ السُكُونُ عَلَىَ أُمِ رَأسُ هُوُسُوُكْ مُسَبِبًا لَهُ صَرَعًا وَ هَلَعْ حَتَىَ أنَّهُ كَادَ يَقَعُ عَنِ الأرِيِكَةْ.

جَلَسَ مُحَاوِلًا إلْتِقَاطُ أنْفَاسِهِ وَ التَمَسُّكُ بِالهُدُوُءْ ، وَ غَصْبًا عَنْهُ تَدَافَعَتْ كَلِمَاتُ المُذِيِعَةُ لِآذَانُهُ ، مُعْلِنَةً عَنْ حُدُوُثِ كُسُوُفٍ لَمْ يَتَنَبَّأ بِهِ عُلَمَاءُ الفَلَكِ وَ الأرْصَادْ ، وَ هُنَا دَقَ قَلبُ هُوُسُوُكْ وَ لِسَبَبٍ مَا شَعَرَ بِالقَلَقْ
وَ عَلَىَ الفَوُرِ فَكَّرَ بِيُوُنْجِيِ وَ أنَّهُ لَأمْرُ ضَرُوُرِيِ أنْ يَعْرِفْ.

وَ بَيِنَمَا هُوَ مُنْغَمِسْ لِلْغَايَّةْ فِيِ دَوَّامَةُ أفْكَارَهُ أتَاهُ صَوُتُ يُوُنْجِيِ غَاضِبًا وَ عَالٍ ثُمَ أخَذَ يَقْتِرِبْ أكْثَرَ فَأكْثَرْ مُنَادِيًا هُوُسُوُكْ

" ذَلِكَ الجِسْمُ الغَبِيِ الَّذِيِ لَا يُفِيدُنِيِ بِأيُّ شَئْ!! لَمْ يَكُنْ اليَوُمُ مَوُعِدُهُ "

صَاحَ يُوُنْجِيِ بِإنْفِعَالْ سَامِحًا لِلْحِيِرَةُ أنْ تَتَمَلَّكْ هُوُسُوُكْ بِالكَامِلْ

" مَاذَا دَهَاكْ؟! "

سَألَ هُوُسُوُكْ

" مَاذَا دَهَانِيِ! ألَّمْ تُدْرِكْ بَعْدْ أنَ الكُسُوُفْ قَدْ حَدَثْ!! "

" أجَلْ أعْلَمْ وَ لَكِنْ مَا عِلاَقَةُ الكُسُوفِ بِوْقَاحَتُكَ فِيِ الصَبَاحِ البَاكِرْ؟ "

أرَادَ يُوُنْجِيِ أنْ يُجِيِبْ عَلَىَ سُؤَالُ هُوُسُوُكْ وَ فَتَحَ فَمُهُ كَيِ يَنْطِقْ لَكِنَهُ تَوَقَفَ فَجْأَةْ قَبْلَ حَتَىَ أنْ يَبْدَأ كَأنّ زَمَنُهُ قَدْ تَوَقْفٍ، وَ إتَخَذَتْ عَيِنَاهُ مِنَ الإتِسَاعُ حَالًا بِدَايَّةً مِنَ الجِفْنِ حَتَىَ الحَدَقْةْ

" مَاذَا هُنَاكْ! "

قَالَ هُوُسُوُكْ مُتَعَجِبًا مِنْ حَالَةُ التَخَشُبِ تِلْكْ

" هَذَا الكُسُوفُ لَيِسَ بِمَحْضِ الصُدْفَةْ، لَقَدْ رَتَّبَ لِلْأمْرْ. "

نَطَقَ يُوُنْجِيِ أخِيِرًا

" مَنْ! "

صَاحَ هُوُسُوُكْ

" مَنْ كَذَّبَ الجَمِيِعُ صِدْقَ رِوَايَاتِهِ "

ᴛʜᴇ ʙʟᴀᴄᴋ sᴡᴀɴحيث تعيش القصص. اكتشف الآن