-الفصل الثالث -

23 1 37
                                    


في الجزء السابق :

عندما أوصلت بِـين هانا إلى منزلها وعند توديعها قالت لها مذكّرة إياها : لا تنسي أن تخبريني غداً بكل التفاصيل التي ستحدث  بسهرتكما حسنا؟
لوّحت لها هانا بيدها مع ابتسامة رقيقة كنوع من الموافقة وأسرعت إلى داخل المنزل لتجهزه وتوضّبه قبل أن يبدأ المساء المنتظر منذ فترة طويلة ..

***

شارفت الشمس على الغروب وكسَت الجو بلون برتقالي دافئ ،
فرغت هانا من ترتيب وتنظيف المنزل ثم قررت أن تُعدّ بعض الكعك وإن انتهت من ذلك قبل وصول لاري فإنها ستعد القليل من شطائر الدجاج التي يحبها مع عصير البرتقال الطازج من أجل العشاء .
لم يصل لاري بعد أن أنتهت من إعداد الكعك لذا خرجت لتطلّ من عند الباب الخارجيّ لتتأكد من أنه لم يصل بعد .
شاهدت سيارة قادمة من آخر الشارع ولكن ما إن اقتربت حتى ميّزت أنه جارها جون قد عاد من العمل للتو .
بقيت واقفة أمام المدخل الرئيسي للمنزل والذي يفضي إلى شقتها وشقة جون صعوداً من السّلم المؤدي إلى الأعلى .
سألها جون وهو يغلق باب السيارة ماذا؟ هل كنتِ تنتظرين عودتي أمام الباب لتعاقبيني على ما قلتُه لك في المطعم سابقاً؟
لم تعره هانا اهتماماً فقد كان بالها مشغولاً بمتى سوف يصل لاري وأجابته : ليست كل النساء كهيلين يا جون ، لا تعتقد أن جميعهن سينتظرنك أمام الباب فقط لمعاقبتك على شيء ما .
ردّ عليها بعد أن همّ بالدخول من الباب أوه حقاً هذا جيّد .
كان مزاجه رائقاً وليس كما كان عندما رأته آخر مره في المطعم لذا تساءلت مالذي تغيّر يا ترى ..
مرّ وقت قليل وهي على حالها واقفة في الخارج تنتظر قدوم لاري ولكنها تجاهلت قلقها وقررت أن تدخل مسرعة لتُعدّ شطائر الدجاج التي خططت سابقاً لصنعها إن أسعفها الوقت لذلك .
بعد مُضيّ بعض الوقت سمعت صوت سيارة أخرى قادمة نحو المنزل النائي نوعاً ما عن باقي المنازل مما لا يدع مجالاً للشك بأن القادم لابد أن يكون من أصحاب المنزل الذين لم يكونوا سوى هي وجارها جون وزوجته هيلين وإما ضيفاً منتظراً لأحدهم والذي كادت تجزم أنه لاري أخيراً لولا أنها خرجت مسرعة لترى هيلين تنزل من السيارة بملابس مثيرة أكثر من اللازم ..
بادرت هيلين بتهكّم : ماذا حدث لوجهك وكأنك رأيت شبحاً ! ما كل خيبة الأمل هذه لرؤيتي؟ ثم أردفت محاولة إغاضة الأخرى هل كنتِ تنوين الانفراد بجون هذه الليلة؟ تظنين أننا انفصلنا صحيح؟ ما كل هذه الأناقة ، اللعنة تبدين جميلة جداً اليوم إلا أن خيبتك هذه جعلتك أقبح قليلاً ثم قهقت منتظرة أن تقول الأخرى أي شيء ..
قالت هانا بعد أن جلست على الدرجات القليلة الخارجية بعد أن ساورها اليأس بقدوم لاري ، لستُ خائبة لرؤيتك كمان أنني لم أتأنق من أجل زوجك ، وحاولت السيطرة على نفسها ولكنّ إغاضة هيلين جاءت في وقتها المناسب لها لتنفجر في وجه شخص ما إثر المشاعر السيئة التي تركتها داخلها لفترة لتردف بنبرة مهتزة : اللعنة عليك يا هيلين لماذا تعتقدين أن كل شيء يتمحور حولك! فقط إغربي عن وجهي ..
تسمّرت الأخيرة في مكانها إثر رؤيتها غضب هانا الذي لم تره سابقاً أبداً ..
قالت : أووه حقاً تبدين مخيفة عندما تغضبين ، كنتِ تتظاهرين باللطف دائماً لتخفي شكلك المتوحش عندما تغضبين لقد فهمت ، هذا يفسر لماذا كنتِ ألطف من اللازم دائماً، كنتُ أتساءل مالذي يجبر فتاة ما لتمثيل كل هذا اللطف في كل وقت وكأنها مصنوعة من حلوى القطن والجواب الذي اكتشفته للتو هو حتى تخفي الوحش المرعب الذي ما إن يخرج من داخلها حتى لن يترك أحداً من الناس حولها يا إلهي ..
من حسن حظي أنني إمرأة شجاعة وإلا لكنتُ هربت وفوتتُ هذه الليلة الساخنة المنتظرة ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 19, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بقايا كل يوم .. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن